جدول المحتويات:
مقدمة عن الذئبة الحمراء والجهاز البولي
مرض الذئبة الحمراء، أو الذئبة الحمامية الجهازية، هو أحد الأمراض المناعية المزمنة التي يمكن أن تؤثر على أجزاء مختلفة من الجسم. من بين الأعضاء الأكثر عرضة للتأثر، نجد المفاصل، والجلد، والكلى، وخلايا الدم، والدماغ، بالإضافة إلى القلب والرئتين. يعتبر الجهاز البولي، وخاصة الكليتين، ذا أهمية بالغة في هذا السياق. الكليتان تلعبان دوراً محورياً في الحفاظ على توازن السوائل في الجسم وإزالة السموم والفضلات، وتنظيم ضغط الدم وإنتاج الهرمونات الضرورية. يتكون الجهاز البولي أيضاً من الحالبين، والمثانة، والإحليل، والذين يعملون بتناغم لضمان قيام الجهاز البولي بوظائفه على أكمل وجه.
تأثير الذئبة على الكلى: التهاب الكلية الذئبي
يُعد التهاب الكلية الذئبي من المضاعفات الشائعة لدى مرضى الذئبة الحمامية الجهازية. تشير الدراسات إلى أن نسبة كبيرة من المرضى المصابين بالذئبة الحمراء الجهازية يُصابون بالتهاب الكلية الذئبي. على سبيل المثال، ذكرت مراجعة منهجية نُشرت في مجلة Arch Rheumatol عام 2017 أن حوالي 29٪ من المرضى الذين يعانون من الذئبة الحمامية الجهازية يصابون بالتهاب الكلية الذئبي. وتجدر الإشارة إلى أن الإناث يشكلن النسبة الأكبر من المصابين بهذا النوع من الالتهاب الكلوي.
تتسبب الأجسام المضادة الذاتية التي ينتجها الجسم في مرض الذئبة بتأثير على وظائف الكلى الداخلية المسؤولة عن تنقية الدم من الفضلات، مما يؤدي إلى الالتهاب. تتضمن الأعراض المصاحبة لالتهاب الكلية الذئبي ظهور الدم في البول، وظهور الرغوة في البول بسبب زيادة البروتين، وارتفاع ضغط الدم، وانتفاخ الأطراف، وارتفاع مستويات الكرياتينين في الدم.
هناك خمسة أنواع مختلفة من التهاب الكلية الذئبي، ويتم تحديد النوع عبر إجراء خزعة من الكلية. العلاج يختلف بحسب نوع الالتهاب وشدته، وتشمل الخيارات العلاجية:
- الكورتيكوستيرويدات: تستخدم لتقليل الالتهاب، ولكن يجب استخدامها بحذر بسبب آثارها الجانبية المحتملة.
- الأدوية المثبطة للمناعة: مثل سيكلوفوسفاميد وميكوفينوليت، تعمل على تثبيط الجهاز المناعي وتقليل تأثيره الضار على الكلى.
- الأدوية الخافضة لضغط الدم والمضادة للتجلط: تستخدم حسب الحاجة للسيطرة على ضغط الدم ومنع تكون الجلطات.
- غسيل الكلى: في الحالات الشديدة التي تفقد فيها الكلى قدرتها على العمل، يصبح غسيل الكلى ضرورياً لتنقية الدم.
- زراعة الكلى: قد تكون زراعة الكلى الحل الأمثل في نهاية المطاف، ولكنها تتطلب استخدام أدوية مثبطة للمناعة لمنع رفض العضو المزروع.
التهابات المسالك البولية ومرض الذئبة
تُعتبر التهابات المسالك البولية من المضاعفات المحتملة لدى مرضى الذئبة. ورغم أن الذئبة لا تسبب التهابات المسالك البولية بشكل مباشر، إلا أنها تجعل المرضى أكثر عرضة للإصابة بها. يؤثر هذا النوع من العدوى بشكل رئيسي على الجزء السفلي من المسالك البولية، بما في ذلك المثانة والإحليل، وأحياناً البروستات لدى الرجال.
قد تشمل أعراض التهاب المسالك البولية:
- الحاجة المتكررة والمستمرة للتبول.
- الشعور بالحرقة أثناء التبول.
- الشعور بضغط أو ألم في منطقة الحوض أو أسفل الظهر.
- ظهور الدم في البول أو تغير رائحته ولونه.
يعتمد علاج التهاب المسالك البولية على المضادات الحيوية التي يصفها الطبيب. يجب على المرضى المصابين بالذئبة الانتباه بشكل خاص لأي أعراض للعدوى، لأن الأدوية المستخدمة للسيطرة على الذئبة قد تزيد من خطر الإصابة بالعدوى البكتيرية. وفي حال عدم العلاج، قد تنتقل العدوى إلى الكلى وتسبب أعراضاً مثل الحمى، والقشعريرة، والغثيان، والألم في الظهر. عدم علاج التهاب المسالك البولية قد يؤدي إلى التهابات متكررة أو مزمنة، أو حتى إلى تسمم الدم، وهي حالة خطيرة تهدد الحياة.
في الحالات الشديدة، قد يحتاج المريض إلى دخول المستشفى لتلقي المضادات الحيوية عن طريق الوريد. يمكن استخدام المضادات الحيوية بجرعات منخفضة بشكل يومي لفترات طويلة للوقاية من تكرار العدوى.
التهاب المثانة المرتبط بالذئبة
التهاب المثانة الذئبي هو أحد المضاعفات النادرة لمرض الذئبة الحمامية الجهازية. يعاني المرضى المصابون بالتهاب المثانة الذئبي عادة من أعراض معدية معوية، مثل الغثيان والقيء وآلام البطن. في بعض الحالات، قد تتشابه هذه الأعراض مع أعراض انسداد الأمعاء. قد يعاني المريض أيضاً من أعراض في المسالك البولية السفلية، مثل صعوبة التبول، وألم فوق العانة، وكثرة التبول، والحاجة المتكررة للتبول، وسلس البول. وقد لوحظ زيادة سمك جدار المثانة، وانخفاض حجم المثانة، واستسقاء الكلية لدى مرضى التهاب المثانة الذئبي.
تداعيات أدوية الذئبة على الكلى
قد تؤدي بعض الأدوية المستخدمة في علاج الذئبة إلى ظهور أعراض وعلامات خاصة بأمراض الكلى، والتي تتشابه مع أعراض التهاب الكلية الذئبي. من بين هذه الآثار:
- زيادة خطر الإصابة بالعدوى: الأدوية المستخدمة لعلاج الذئبة قد تقلل من مناعة الجسم، مما يزيد من خطر الإصابة بأنواع العدوى المختلفة، بما في ذلك التهاب الكلى.
- احتباس السوائل وتوقف عمل الكلية: بعض الأدوية المضادة للالتهاب غير الستيرويدية، مثل الأسبرين، قد تتسبب في احتباس السوائل وتوقف عمل الكلية في بعض الأحيان.
- التهاب الكلية الخلالي: قد ينتج عن استخدام بعض المضادات الحيوية أو مضادات الالتهاب التهاب في النسيج الضام داخل الكبيبة الكلوية، وهو ما يعرف بالتهاب الكلية الخلالي.