فهم مفهوم التحفيز
التحفيز هو عملية حيوية تُساهم في توجيه سلوك الإنسان نحو تحقيق أهداف محددة. يرى علماء النفس أنّه يُمكن تعريف التحفيز كـ (مثيرات تُحرّك السلوك الإنساني، وتُساعد على توجيهه نحو الأداء المطلوب).
ويُمكن اعتباره بمثابة مُقابل ماديّ أو معنويّ يُقدم للفرد؛ كتعويضٍ عن أدائهِ المتميّز.
يتمتع التحفيز بأهمية كبيرة لمختلف فئات المجتمع، من أفراد، ومُدرّبين، ومؤسّسات. ففي مجال العمل، يعد تحفيز العاملين وتحميسهم من أهمّ عوامل النجاح.
عناصر التحفيز
لا تقتصر عملية التحفيز على تقديم الحوافز فقط، بل تتضمن أيضًا مجموعة من العناصر الأساسية التي تؤثر بشكل كبير في فعاليّة التحفيز:
- القدرة: يجب أن يتمتع الفرد بالقدرة والكفاءة اللازمة للقيام بالسلوك المطلوب. فالشخص غير المؤهّل قد لا يستجيب للتحفيز بشكل فعال.
- الرغبة: يجب أن يشعر الفرد برغبة حقيقية في الوصول إلى الأهداف الموضوعة وتحقيقها. فغياب الرغبة يقلّل من فرصة النجاح.
- الجهد: يشير الجهد إلى الطاقة المبذولة والوقت اللازم لتحقيق الأهداف. فالطاقة وحدها غير كافية، بل يحتاج الفرد إلى الوقت الكافي لتحقيق ما هو مطلوبٌ منه.
تأثير التحفيز على نفسية الإنسان
يُؤثر التحفيز بشكل كبير على نفسية الإنسان، ويُساهم في تحفيزها على تحقيق إمكاناتها بشكل أفضل. فمن أهمّ تأثيرات التحفيز على نفسية الإنسان:
تأثير التحفيز عند محمد مرعي
وفقاَ لـ محمد مرعي، فإنّ تأثير التحفيز على نفسية الإنسان يظهر في النقاط التالية:
- المبادرة المستمرّة: يُساهم التحفيز في ظهور مبادرة مستمرة من الفرد، حيث يشعر بالإلهام والتفاؤل.
- الإبداع: يُحفّز التحفيز الإبداع ويجعله مُتجدّداً ومستمراً، حيث يشعر الفرد بالثقة في قدراته الإبداعية.
- المقترحات البنّاءة: يُشجع التحفيز الأفراد على تقديم المقترحات البنّاءة، ويُساعدهم على العمل على تحسين العمل وتطويره.
- التغيير والتطوير: يُعدّ التّحفيز أداة مهمة لإحداث التغيير وتطوير العمل، وذلك بإدخال عناصر وطرق جديدة وفعّالة على العمل وآليّته.
- التوازن الحيويّ: يُحقّق التّحفيز التوازنَ الحيويّ داخل المؤسسة أو مجال العمل، ممّا يُؤدّي إلى انسجام عناصر نظام العمل، والتحرك بحيويّة فيه.
- ردّة فعل قويّة: تُكون ردّة فعل العاملين –التي تؤثر بعد ذلك في فعاليّة التنفيذ والمتابعة- قويّةً؛ سواءً كان ذلك في بيئة العمل الداخليّة أو الخارجيّة.
تأثير التحفيز عند أبراهام ماسلو
أكد أبراهام ماسلو في نظريّة التّحفيز الإنساني (نظريّة سُلّم الحاجات، أو هرميّة الحاجات) أنّ سلوك الإنسان يأتي نتيجة احتياجات معيّنة غير مُشبَعة عند الأفراد. ورتّب ماسلو هذه الاحتياجات بشكلٍ هرميّ على خمسة مستويات تبعاً للأهميّة، وذكر أنّه يجب إشباع هذه الاحتياجات وفقًا للأهمية لكي يكون للتّحفيز أثرٌ في تغيير سلوك الفرد للأفضل.
مستوى الحاجة | الوصف | مثال على التحفيز |
---|---|---|
الحاجات الفسيولوجيّة | تُشمل الاحتياجات الأساسيّة التي يحتاجها الإنسان، مثل الطعام، والهواء، والماء، والمسكن. | توفير دخلٍ كافٍ لإشباع هذه الاحتياجات. |
الحاجة إلى الأمن | تُشمل الحاجة إلى العمل في بيئةٍ آمنةٍ تخلو من الأضرار الماديّة والنفسيّة. | تزويد العامل بمعدّات الأمان، والوقاية من الأخطار لحمايته، وتأمينه صحيّاً واجتماعيّاً. |
الحاجات الاجتماعيّة | تُشمل الحاجة إلى الانتماء لديه، مثل تكوين صداقات، وقبول الآخرين للفرد. | إنشاء نوادٍ اجتماعيّة، وعمل المسابقات. |
الحاجة إلى التقدير | تُشمل احترام الذات، والرغبة في تحقيق التقدم والنجاح، والحصول على المكانة المرموقة بين الناس. | إعطاء الجوائز للأعمال المتميّزة، وشهادات التفوّق، وخطابات الشكر. |
الحاجة إلى تأكيد الذات | تُشمل الحاجة إلى الابتكار، وتقديم أفضل ما لديه، و الشعور بكيانه ووجوده. | توفير الظروف المناسبة التي تُساعده على الابتكار وتقديم أفضل ما لديه. |
أقسام الحوافز
من الممكن تقسيم الحوافز من حيث الأثر الذي ينتج عنها وفعاليّتها إلى نوعين:
الحوافز الإيجابية
تقوم الحوافز الإيجابية على مبدأ الثواب للعمال، وتلبية حاجاتهم ومتطلّباتهم؛ بهدف زيادة الإنتاج، وتحسين نوعيّته، وتحسين أداء العاملين، وحثّهم على فعل السلوك المرغوب فيه. من الأمثلة على هذا القسم من الحوافز:
- منح العلاوات الاستثنائيّة لذوي الكفاءة.
- العدالة في الأجور الأساسيّة.
- الموضوعية في معاملة الموظّفين.
- الحرص على توفير بيئة عملٍ مناسبةٍ، تتوفّر فيها التهوية والإضاءة المناسبة.
- إقامة دورات تدريبيّة.
- إشعار العاملين بأهميّة الآراء والمقترحات التي يقدّمونها.
من المهم أن تكون الحوافز ضروريّةً في نظر العاملين، ومُشبِعةً لحاجات معيّنة لديهم، ويجب توفّرها في حياتهم حتّى لا يفقد الفرد قدرته التّحفيزيّة.
الحوافز السلبية
تُستخدم الحوافز السلبية لمنع السلوك السلبيّ في العمل أو تكراره، أو للحدّ منه. من السلوك السلبي الذي يتمّ السعي لمعالجته: التكاسل في العمل، والإهمال، وعدم شعور العامل بالمسؤوليّة، أو عدم تنفيذ أوامر المسؤولين وتعليماتهم. يستخدم هذا القسم من الحوافز العقاب كوسيلة لتغيير السلوك غير المرغوب فيه الصادر من الأفراد؛ وذلك للوصول إلى الأهداف التي تم وضعها ويُرجى تحقيقها.
وجود العقاب في الحافز السلبيّ يمنع الفرد من تكرار الخطأ؛ ليتجنّب العقوبة الموضوعة، والتي كانت هي سبباً وحافزاً لعدم وقوع الفرد في الخطأ والمخالفة.