تأثير الأزمة المالية العالمية على الدول النامية

فهرس المحتويات

تأثير الأزمة المالية العالمية على الدول النامية

تُعدّ الأزمات المالية ظاهرة شائعة في الاقتصاد العالمي، وقد تتفاوت شدتها بين الدول، ولكنّ الدول النامية هي الأكثر تضررا من هذه الأزمات. [١] ويُمكن تلخيص أبرز تأثيرات الأزمات المالية على اقتصادات الدول النامية في ثلاثة جوانب رئيسية.

انهيار البنوك والتأثير على الإقراض المحلي

تُعاني المؤسسات المالية والبنوك في الدول النامية من تأثير سلبي كبير أثناء الأزمات المالية، وخاصة إذا كانت لديها أصول مرهونة بضمانات عالية المخاطر، مثل الأصول السامة أو الملوثة، والتي تُشكل تحديًا كبيرًا في حال حدوث أزمة مالية. [١] تعتمد البنوك في الدول النامية بشكل كبير على البنوك الدولية في التمويل، ما يجعلها عرضة للخطر بسبب الأزمات المالية التي تُصيب الدول المتقدمة. [١] في المقابل، يتمتع القطاع المالي في الدول المتقدمة بضوابط حكومية أكبر، مما يُقلل من مخاطر الرهون العقارية في الدول الأخرى. [١]

من ناحية أخرى، يشكل انخفاض أسعار البورصة وسوق العقارات تهديدًا غير مباشر، ولكن خطيرًا للغاية على البنوك والشركات الكبيرة، حيث يُمكن أن يؤثر سلبًا على رؤوس أموالها ويشكل تحديًا أمامها للحفاظ على نسب كافية من رأس المال نقدًا. [١] في مثل هذه الحالات، قد تلجأ بعض البنوك إلى الإقراض لتعزيز رأس مالها، ولكنّ انخفاض نسبة الإقراض المصرفي يؤدي إلى تراجع الاستثمار، وتباطؤ النمو الاقتصادي، وارتفاع معدل البطالة، مما يؤدي بدوره إلى زيادة معدلات الفقر والعجز المالي في الدول النامية. [١]

انخفاض العائدات من الصادرات

قد لا تتأثر بعض الدول النامية بالأزمة المالية بشكل كبير أو قد لا تواجه ضغوطًا كبيرة على أنظمتها المالية، ولكنّ دخول اقتصادات الدول المتقدمة في حالة ركود من شأنه أن يؤثر سلبًا على اقتصادات الدول النامية، وخاصة أنّ اعتماد النمو الاقتصادي في العديد من الدول النامية في السنوات الأخيرة على الصادرات. [١]

وفقا لتوقعات صندوق النقد الدولي، توقع انخفاض معدل نمو التجارة العالمية من 9.4% في عام 2006 إلى 2.1% في عام 2009. [١] تُعزى هذه التوقعات إلى انخفاض أسعار السلع الأساسية، وتراجع الطلب على السلع من الاقتصادات المتقدمة، وانخفاض نسبة السياحة. [١] في مثل هذه الظروف، تواجه تجارة الدول النامية ضغوطًا مضاعفة تتمثل في انخفاض الطلب على صادراتها وانخفاض الائتمان التجاري. [١]

انخفاض التدفقات المالية

تُشكل التدفقات المالية من دول العالم إلى الدول النامية مصادر هامة لتمويل التنمية، وتشمل المساعدة التنموية الرسمية، واستثمارات القطاع الخاص، والائتمانات التجارية، وتحويلات المغتربين. [١] تُعاني جميع هذه التدفقات من التأثير السلبي للأزمات المالية، وتشير العديد من الدراسات إلى انخفاض التدفقات المالية إلى الدول النامية أثناء الأزمات المالية. [١]

مفهوم الأزمة المالية

تُعرّف الأزمة المالية بأنها اضطراب اقتصادي واسع النطاق ينطوي على انخفاض حاد في قيمة أسعار الأصول، مما يُصعّب على الشركات والمستهلكين سداد ديونهم. [٢] تُعاني المؤسسات المالية خلال الأزمات المالية من نقص في السيولة. [٢]

تُرتبط الأزمات المالية غالبًا بحدوث حالة من الذعر والهلع والتدافع المصرفي، حيث يسعى المستثمرون إلى بيع الأصول أو سحب أموالهم من حسابات التوفير خوفًا من انخفاض قيمة هذه الأصول في حال بقائها في مؤسسة مالية محددة. [٢] تُشمل الأزمات المالية أحداث أخرى، مثل انهيار سوق الأسهم، والإعسار السيادي، وأزمة العملة، وقد تقتصر الأزمة المالية على البنوك أو تنتشر في اقتصاد واحد، أو منطقة اقتصادية، أو اقتصادات في جميع أنحاء العالم. [٢]

أبرز الأزمات المالية

شهد الاقتصاد العالمي العديد من الأزمات المالية، لكنّ بعضها كان له تأثير كبير على العالم. [٣] من بين أبرز الأزمات المالية على مر التاريخ: [٣]

المراجع:

  1. Wim Naude (1/2/2009), “How Will the Financial Crisis Impact on the Developing World and What Can Be Done About It?”, UNU-WIDER, Retrieved 5/2/2022. Edited.
  2. WILL KENTON (23/4/2021), “Financial Crisis”, investopedia, Retrieved 5/2/2022. Edited.
  3. Peter Bondarenko (1/1/2020), “5 of the World’s Most Devastating Financial Crises”, britannica, Retrieved 5/2/2022. Edited.
Exit mobile version