مقدمة
على الرغم من التطور الهائل الذي نشهده في العصر الحديث، وخاصة في المجال الطبي، إلا أن صحة الإنسان في تدهور مستمر. تفاقمت الأمراض الخطيرة وانخفض متوسط العمر المتوقع على مستوى العالم. هذا يدعونا للتساؤل عن الأسباب الكامنة وراء هذا التناقض.
نستخدم في حياتنا اليومية كميات كبيرة من المواد المصنعة باستخدام مواد كيميائية متنوعة. قد يكون لهذه المواد الكيميائية تأثيرات سلبية على صحة الإنسان على المدى الطويل أو القصير، خاصة إذا استخدمت بشكل غير صحيح. تشكل العديد من هذه المواد تهديدًا كبيرًا لصحتنا وللبيئة التي نعيش فيها.
مادة البلاستيك وتأثيراتها
البلاستيك مادة شائعة الاستخدام في حياتنا اليومية. نجدها في عبوات المواد الغذائية، وقوارير المياه والعصائر، وألعاب الأطفال، وغيرها من الاستخدامات التي لا حصر لها. ومع ذلك، تحتوي المواد الكيميائية المستخدمة في صناعة البلاستيك على مواد سامة قد تؤدي بمرور الوقت إلى الإصابة بأمراض مختلفة، خاصة عند استخدامها في قوارير المياه أو عبوات المواد الغذائية.
يتحلل البلاستيك تدريجياً، مطلقاً هذه المواد السامة في الأطعمة والمشروبات التي نتناولها. بالإضافة إلى ذلك، يشكل البلاستيك خطراً على البيئة، مما ينعكس سلباً على صحة الإنسان. لذلك، يُنصح باستخدام العبوات والقوارير المصنوعة من الزجاج أو الفخار لحفظ الأطعمة، وشراء الألعاب عالية الجودة، ومحاولة تجنب جميع المواد المصنوعة من البلاستيك قدر الإمكان.
أخطار مواد النظافة
لا يمكن لأي شخص الاستغناء عن مواد التنظيف المختلفة، ولكن الجميع يدرك أن المواد الكيميائية المستخدمة في تصنيعها تعتبر سامة جدًا، خاصة إذا تناولها الأطفال أو عند استنشاق رائحتها في بعض الأحيان. التعرض لهذه المواد الكيميائية قد يتسبب في تهيج الجهاز التنفسي والجلد.
عند التنظيف، نقوم بتغطية الأرضيات والأسطح في المنزل بهذه المواد الكيميائية التي قد تسبب بعض الأضرار عند ملامستها للطعام. لهذا السبب، يمكن استبدال مواد التنظيف الكيميائية بحلول طبيعية مختلفة، مثل استخدام الصابون المصنوع من زيت الزيتون أو الغار، واستخدام الليمون والماء الساخن. هناك العديد من الحلول الطبيعية الأخرى للتنظيف.
تأثير العطور ومعطرات الجو
تحتوي العطور ومعطرات الجو على العديد من المواد الكيميائية التي قد تكون خطيرة جدًا على البيئة، والتي قد تسبب أضرارًا كبيرة للناس، مثل مشاكل العين والجلد والحلق والدوخة وغيرها من الأعراض الأخرى. تحتوي العديد من هذه المنتجات على مركبات عضوية متطايرة تساهم في تلوث الهواء الداخلي.
لتجنب هذه المخاطر، يفضل استخدام الزيوت العطرية الطبيعية أو تهوية المنزل بشكل جيد بدلاً من الاعتماد على معطرات الجو الكيميائية. يمكن أيضاً استخدام مواد طبيعية لتعطير المنزل كالزهور والنباتات العطرية.
المخاطر الكامنة في الأجهزة الكهربائية
تعتبر الأجهزة التي نستخدمها في حياتنا اليومية من الأمور الخطيرة على البيئة. تنبع خطورتها الرئيسية من مصادر الطاقة التي تستخدم لتشغيلها. تعتمد معظم هذه الأجهزة على الكهرباء، والتي تعتبر آمنة على البيئة في حد ذاتها، إلا أن طريقة توليدها تعتمد على الوقود الأحفوري أو الطاقة النووية، وهما من أخطر مصادر الطاقة على البيئة بأكملها. حرق الوقود الأحفوري يطلق غازات دفيئة تساهم في تغير المناخ.
لا تكمن خطورة هذه الأجهزة على البيئة من هذا الجانب فقط، فالمواد التي تدخل في تصنيعها، مثل البطاريات على سبيل المثال، والعمليات الصناعية التي تتم من أجل صناعتها، تعتبر في حد ذاتها خطراً على البيئة أيضًا. تتطلب صناعة الأجهزة الإلكترونية استخراج معادن نادرة، مما يؤدي إلى تدهور البيئة وتلوث التربة والمياه.
فيديو: أهمية إعادة تدوير البلاستيك
شاهد الفيديو للتعرف أكثر على أهمية إعادة تدوير الزجاجات البلاستيكية والحد من آثارها السلبية على البيئة.