بيت المقدس: تاريخ وثقافة

تعرّف على أهمّية بيت المقدس تاريخياً وثقافياً كمدينة مقدّسة عند المسلمين والمسيحيين، مع تفصيل جغرافيّتها وسكّانها وأبرز معالمها الدينية والتاريخية.

محتويات

مقدمة: أهمية بيت المقدس

تُعَدُّ القدس، أو القدس الشريف، أو بيت المقدس (الاسم الشائع بعد الفتح الإسلاميّ) مدينة عربيّة تقع في دولة فلسطين، وتُمثّل عاصمتها الأبديّة. تحظى القدس بمكانة دينيّة مُهمّة عند المسلمين والنصارى على حد سواء. فهي المدينة التي شهدت حادثة الإسراء والمعراج، كما تضمّ أحد أعظم المعالم الدينية، وهو المسجد الأقصى. أما أهميتها بالنسبة للنصارى، فتكمن في ارتباطها بسيّدنا المسيح -عليه السلام-.[١]

جغرافية بيت المقدس وسكّانها

تقع مدينة بيت المقدس في الجزء الأوسط من دولة فلسطين، وتحديداً على بُعد نحو 35كم إلى الغرب من البحر الميِّت، وإلى الشرق من البحر الأبيض المُتوسِّط على بُعد نحو 60كم، وحوالي 88كم إلى الغرب من مدينة عمّان، و250كم إلى الشمال من البحر الأحمر.[٢]

تستقرّ المدينة على أرض ترتفع ما يُقارب 732م عن مستوى سطح البحر، وتُقدّر مساحتها الجغرافية بنحو 107كم². وقد أشارت الإحصائيّات السكّانية لعام 2019م إلى أنّ عدد سُكّان المدينة بلغ نحو 919,407 نسمة.[٣]

نبذة تاريخية عن بيت المقدس

تُشير الأدلّة الأثريّة التي وُجِدت في بيت المقدس إلى أنّ تاريخ المدينة يعود إلى نحو 5000 سنة. سَكَنها العرب الكنعانيّون في الألف الثالث ق.م، وأطلقوا عليها اسم (أورساليم)؛ أي مدينة السلام. في القرن السادس عشر ق.م، سيطر المصريّون الفراعنة على المدينة، واستمرّ حُكمهم حتى عام 1000ق.م. استطاع النبيّ داود -عليه السلام- إخضاع بيت المقدس للحُكم اليهوديّ، إلّا أنّ حُكمهم لم يَدُم سوى 73 سنة. في عام 586ق.م، خضعت مدينة بيت المقدس للحُكم البابليّ بقيادة الملك نبوخذ نصّر الثاني الذي أنهى الوجود اليهوديّ في المدينة. بَقِيت القدس تحت الحُكم البابليّ إلى أن استطاع الرومان السيطرة عليها، وإخضاعها لحُكمهم.

في عام 636م، استطاع الجيش الإسلاميّ بقيادة أبي عبيدة عامر بن الجرّاح فَتح بيت المقدس. بَقِيت المدينة تحت الحُكم الإسلاميّ حتى عام 1071م، حيث احتلّها السلاجقة. احتلّها الجيش البريطانيّ في عام 1917م، وحتى عام 1948م، لتخضع المدينة بعد ذلك لسيطرة الكيان الصهيونيّ.[٢]

أبرز معالم بيت المقدس

تضمُّ مدينة بيت المقدس العديد من المَعالِم الأثريّة التاريخيّة التي تدلُّ على قِدَم المدينة، ومكانتها التاريخيّة، ومن هذه المَعالِم:[٤]

سور القدس وأبوابه

يعود تاريخ بناء سور القُدس إلى العهد الكنعانيّ، حيث تعرّض هذا السور في القرون اللاحقة للعديد من الغزوات، والحروب، ممّا أدّى إلى إحداث الضرر به، إلّا أنّه ما زال قائماً إلى يومنا هذا. يضمُّ سور القدس العديد من الأبراج، بالإضافة إلى 11 باباً، 7 منها مفتوحة، وهي: باب العامود، وباب الساهرة، وباب الأسباط، وباب المغاربة، وباب النبيّ داود، وباب الخليل، وباب الحديد. و 4 منها أبواب مُغلَقة، وهي: الباب الذهبيّ، والباب الوحيد، والباب الثلاثي، والباب المُزدَوج.

المساجد

تزخرُ مدينة القُدس بالعديد من المساجد، أشهرها المسجد الأقصى الذي يُعتبَر ثاني مسجد وُضِع للناس بعد المسجد الحرام. كما تضمُّ المدينة المسجدَ الرصاصيّ، والمسجد العُمريَّ الكبير، والمسجد القيمريّ، ومسجد عُمر بن الخطّاب، وغيرها من المساجد.

الكنائس والأديرة

وأشهرها كنيسة القيامة التي يعود تاريخها إلى عام 335م، ودير أبينا إبراهيم، ودير مار يوحنّا المعمدان، ودير العذراء، ودير البنات، ودير مار تادس، وغيرها من الأديرة، والكنائس.

المراجع

  1. أبدائرة المعارف العالمية، باحثون عرب، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع، صفحة 86، جزء الثامن عشر. بتصرّف.
  2. أب”القدس”، www.aljazeera.net، اطّلع عليه بتاريخ 16-1-2019. بتصرّف.
  3. “Jerusalem Population 2019”, worldpopulationreview.com, Retrieved 16-1-2019. Edited.
  4. وزارة الإعلام الفلسطينية، معالم مدينة القدس، صفحة 10-24، 38-40. بتصرّف.
Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

بيت الله الحرام: تاريخ وتقديس

المقال التالي

أبيات شعر جميلة

مقالات مشابهة