فهرس المحتويات
الرأي الشرعي في تركيب الأظافر
عندما جاءت الشريعة الإسلامية لتنظيم أمور زينة المرأة، وضعت في اعتبارها عدة معايير أساسية. من أهم هذه المعايير ألا يكون في الزينة أي ضرر على صحة المرأة بسبب المواد المستخدمة، بحيث لا تؤدي إلى أمراض مستقبلية. كما يجب ألا تكون الزينة مُلفتة للنظر أمام الرجال الأجانب، وأن تقتصر على ما أباحت الشريعة إظهاره. يختلف الحكم الشرعي في تركيب الأظافر الاصطناعية بناءً على الدافع وراء هذا التركيب، وسنتناول تفصيل ذلك فيما يلي.
حكم التركيب للحاجة العلاجية
إذا كان سبب تركيب الأظافر الاصطناعية يعود إلى ضرورة طبية، مثل فقدان جزء من الأظافر نتيجة مرض أو حادث، مما أدى إلى تشوه شكلها، أو إذا كان هناك نقص في الكالسيوم تسبب في تضرر الأظافر، أو بسبب حروق غيرت من شكلها، ففي هذه الحالات لا يوجد حرج في تركيب الأظافر الاصطناعية.
فالهدف الأساسي من التركيب هنا هو العلاج، وهو أمر ضروري. وقد ورد عن عرفجة بن أسعد -رضي الله عنه- قال: (أُصِيبَ أنفِي يومَ الكِلابِ في الجاهليّةِ، فاتخذتُ أنفاً من ورِقِ فأنتنَ عليّ، فأمرنِي رسولُ اللهِ -صلّى الله عليه وسلّم- أن أتّخذ أنفاً من ذهبٍ). [1, 2]
ولكن يجب على من هو في هذه الحالة ألا يركب أظافر صناعية طويلة جداً، بحيث تغطي جزءاً من الأصابع لم تكن الأظافر الطبيعية تغطيه، مما قد يمنع وصول الماء إلى الجلد أثناء الوضوء أو الغسل. وإذا كان من الممكن إزالة الأظافر دون ضرر أو مشقة كبيرة، فيجب فعل ذلك لضمان صحة الوضوء.
كما يجب أن يكون شكل وحجم الأظافر متوافقاً مع الفطرة السليمة، وأن تكون مصنوعة من مواد طاهرة، مع الحفاظ على نظافتها باستمرار، تماماً كما هو الحال مع الأظافر الطبيعية. [1]
حكم التركيب للزينة فقط
يرى بعض العلماء أنه لا يوجد دليل شرعي قاطع يمنع تركيب الأظافر بشكل مؤقت للزينة، فالأصل في الأمور الإباحة، بشرط ألا تُظهر المرأة هذه الزينة إلا للمحارم. وقيل: “وأما تركيب الأظافر فلا أعرف دليلاً يمنع منه، فلو ركبتها فلا حرج عليها؛ لأن الأصل في العادات الحل”. [4]
وقيل أيضاً: يجوز تركيبها أمام غير الأجانب مع وجود كراهة، والسبب في هذه الكراهة هو أن تركيب الأظافر الطويلة يخالف سنن الفطرة، فقد أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بتقصير الأظافر، مع التأكيد على ضرورة إزالتها عند الوضوء والغسل حتى يصل الماء إلى الأظافر الحقيقية وما حولها، ولكن إذا كان في تركيبها ضرر، يصبح الحكم حراماً. [5]
بينما ذهب فريق آخر من العلماء إلى تحريم تركيب الأظافر الصناعية لمجرد الزينة، كالرموش الاصطناعية، إذا كان الهدف هو تجميل الأظافر وجعلها تبدو بألوان وأشكال تلفت الأنظار، لأن ذلك يعتبر تغييراً لخلق الله. وقد حرمت الشريعة الإسلامية الوشم، والنمص، والتفلج، ووصل الشعر لنفس العلة، وهي تغيير خلق الله.
واستدلوا على النهي عن تركيب الأظافر للزينة، قياساً على الوصل والوشم والتفلج، بقول الله -سبحانه وتعالى- في سورة النساء: (إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثًا وَإِن يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَانًا مَّرِيدًا * لَّعَنَهُ اللَّهُ * وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا * وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا). [6]
الرأي الشرعي في إطالة الأظافر
ذهب جمهور العلماء إلى كراهة إطالة الأظافر، فهي مخالفة للسنة التي تحث على النظافة وقص الأظافر، وتشتد الكراهة إذا تجاوزت المدة أربعين يوماً، بل ذهب الشوكاني وغيره إلى تحريمها في هذه الحالة. [7]
والحكمة من كراهة إطالة الأظافر تكمن في الآتي: [8]
- تقليم الأظافر والاعتناء بها من سنن الفطرة العشر التي ينبغي الاهتمام بها، كما أرشد إلى ذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- حين قال: (عشرٌ من الفِطرةِ: قصُّ الشَّاربِ، وإعفاءُ اللِّحيةِ، والسِّواكُ، واستنشاقُ الماءِ، وقصُّ الأظفارِ، وغسلُ البراجمِ، ونتفُ الإبطِ، وحلْقُ العانةِ، وانتقاصُ الماءِ، قال زكريَّاءُ: قال مصعبٌ: ونسيتُ العاشرةَ، إلَّا أن تكونَ المَضمَضةَ، زاد قُتيبةُ: قال وكيعٌ: انتقاصُ الماءِ يعني الاستنجاءَ). [9]
- لذلك، فإن تقليم الأظافر والاعتناء بها من مظاهر الاقتداء بالنبي -صلى الله عليه وسلم- وامتثال أوامره.
- في إزالة الأظافر تمام للجمال، وإظهار للنظافة، واعتناء بالنفس، أما إطالتها فيؤدي إلى تراكم الأوساخ والقاذورات فيها، مما يجعلها مكاناً للعدوى والأمراض والجراثيم.
المصادر
- تركيب الأظافر الصناعية بين الحل والحرمة
- سنن الترمذي، حديث رقم 1770، حسن غريب.
- تعاني من قضم الأظافر، فهل تضع الأظافر الصناعية؟
- تركيب الرموش والأظافر الصناعية
- حكم تركيب الأظافر الصناعية
- سورة النساء، الآيات 117-119.
- فتاوى الشبكة الإسلامية، الجزء 11، صفحة 706.
- تنبيهات على أحكام تختص بالمؤمنات، صالح بن فوزان الفوزان، صفحة 13.
- صحيح مسلم، حديث رقم 261.