بيان حكم الأضحية للمستطيع

استعراض آراء الفقهاء في وجوب الأضحية على المقتدر، وشروط القدرة، وحكم الاستدانة للأضحية.

توضيح حكم الأضحية للمستطيع

اختلف الفقهاء في مسألة وجوب الأضحية على الشخص القادر. وقد وضعوا شروطًا لتحقق القدرة التي تجعل الأضحية واجبة أو مستحبة. القدرة المادية على شراء الأضحية هي الأساس في هذا الحكم. وعند الحنفية، تُعتبر القدرة متحققة إذا كان المسلم يمتلك مئتي درهم، أي ما يعادل نصاب زكاة المال. فإذا بلغ ماله هذا القدر، تصبح الأضحية واجبة عليه، وإذا لم يضحِ، فإنه يأثم. ولا تجب الأضحية على المسافر.

تحديد معنى القدرة المعتبرة

تتعدد آراء العلماء في تحديد مفهوم القدرة على الأضحية. فيما يلي توضيح لهذه الآراء:

  • عند المالكية: القدرة تتحقق إذا لم يكن ثمن الأضحية ضروريًا لحاجات الحياة الأساسية للمضحي.
  • عند الشافعية: القدرة تتحقق إذا كان ثمن الأضحية زائدًا عن حاجاته في يوم العيد وليلته وأيام التشريق. ومع ذلك، يرون أن الأضحية سنة مؤكدة وليست واجبة، فمن لم يضحِ لا يأثم ولكنه يفوت على نفسه أجرًا عظيمًا.
  • عند الحنابلة: يعتبرون الأضحية سنة مؤكدة للقادر عليها، وهي أفضل من التصدق بثمنها في يوم الأضحى، حتى لو كان المالك لثمنها صبيًا. ولكن غير المضحي لا يأثم. أما إذا ألزم الشخص نفسه بذبح حيوان معين وقال: “هذه أضحيتي”، أو “هذه لله تعالى”، فتصبح الأضحية واجبة عليه كالنذر، وإذا لم يضحِ، فإنه يأثم.

الاستقراض من أجل الأضحية: نظرة فقهية

اتفق الفقهاء على أن الأضحية لا تجب على من لا يملك مالًا يضحي به، ولا يجب عليه أن يستدين حتى لو كان قادرًا على السداد. ولكن، إذا استدان المال ليضحي أو اشترى أضحية ليدفع ثمنها بالأقساط وكان واثقًا من قدرته على السداد من راتبه الشهري أو الأسبوعي، فإنه يجوز له ذلك. وإذا كان حريصًا على الأجر والثواب وصلة الرحم وإسعاد أهله، فإنه ينال أجرًا عظيمًا. وقد ورد في فضل الأضحية نصوص شرعية كثيرة منها:

قال تعالى: ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ﴾ [الكوثر: 2].

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: “ضحى النبي صلى الله عليه وسلم بكبشين أملحين أقرنين، ذبحهما بيده، وسمى وكبر، ووضع رجله على صفاحهما”.

ويستحب للمضحي أن يأكل من أضحيته ويتصدق ويهدي، لقوله تعالى: ﴿فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ﴾ [الحج: 28].

وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “ما عمل آدمي من عمل يوم النحر أحب إلى الله من إهراق الدم، وإنه ليأتي يوم القيامة بقرونها وأشعارها وأظلافها، وإن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع على الأرض، فطيبوا بها نفساً”.

المصادر والمراجع

  • الموسوعة الفقهية الكويتية.
  • وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته.
  • سعد زرزور، فقه العبادات على المذهب الحنبلي.
  • محمد المختار الشنقيطي، شرح زاد المستقنع.
Total
0
Shares
المقال السابق

الرأي الشرعي في عدم الرغبة بالزواج

المقال التالي

الأحكام المتعلقة بتطبيق قوانين غير منزل الله

مقالات مشابهة