بنود صلح الحديبية: تحليل ودراسة

يشرح هذا المقال بنود صلح الحديبية، ويبين أهميته التاريخية ودلالاته. كما يقدم تحليلاً لموقف الصحابة من بنود الصلح.

جدول المحتويات

بنود صلح الحديبية: تحليل ودراسة

عقد رسول الله صلى الله عليه وسلم مع قريش صلحًا عُرف بصلح الحديبية،[١] اشتمل هذا الصلح على أربعة بنود رئيسية، وسنناقشها في هذا المقال.

بنود الصلح وتأويلها

ال بند الأول: العودة من غير أداء العمرة

نص البند الأول على رجوع رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة دون أداء العمرة في ذلك العام، مع رجوعهم في السنة التالية لأداء العمرة دون اعتراض من قريش. اشتمل البند على شرط خروج قريش من مكة، وحصر سلاح المسلمين بسلاح الراكب. [٢]

ال بند الثاني: وقف الحرب

اتفق الطرفان على وقف الحرب بين المسلمين والمشركين لمدة عشر سنوات، مما سمح بتوطيد الأمن والاستقرار خلال تلك الفترة. [٢]

ال بند الثالث: حرية الانتساب للحلف

أباح هذا البند لأي قبيلة عربية الانضمام لحلف رسول الله صلى الله عليه وسلم أو لحلف قريش حسب رغبتها. [٢]

ال بند الرابع: إرجاع المُسلم والمُرتد

نص هذا البند على إرجاع كل مسلم من أهل مكة جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم دون إذن وليه إلى أقاربه. بينما لم تُرجع قريش أي شخص ارتد عن الإسلام إلى المسلمين. [٢]

موقف الصحابة من بنود الصلح

لم يكن موقف الصحابة من بنود الصلح إيجابيًا في البداية. فقد بدت البنود مجحفةً في حقهم، خاصةً بند إرجاع المُسلم من أهل مكة. [٣]

أظهر عمر بن الخطاب رفضًا واضحًا للصلح، حيث قال: “(فأتَيْتُ نَبِيَّ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- فَقُلتُ: ألَسْتَ نَبِيَّ اللَّهِ حَقًّا؟ قالَ: بَلَى، قُلتُ: ألَسْنَا علَى الحَقِّ وعَدُوُّنَا علَى البَاطِلِ؟ قالَ: بَلَى، قُلتُ: فَلِمَ نُعْطِي الدَّنِيَّةَ في دِينِنَا إذًا)”. [٥]

لكنهم امتثلوا لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم، مؤمنين بأنه لا ينطق عن الهوى وأن الله ناصره عاجلاً أم آجلاً. [٣]

المراجع

[١] راغب السرجاني، السيرة النبوية، صفحة 1، جزء 31. بتصرّف.

[٢] راغب السرجاني، السيرة النبوية، صفحة 6، جزء 31. بتصرّف.

[٣] أبحسن أبو الأشبال الزهيري، شرح صحيح مسلم، صفحة 1، جزء 96. بتصرّف.

[٤] عبد السلام بن محسن آل عيسى (2002)، دراسة نقدية في المرويات الواردة في شخصية عمر بن الخطاب وسياسته الإدارية رضي الله عنه (الطبعة 1)، المدينة المنورة- المملكة العربية السعودية: عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية، صفحة 489، جزء 1. بتصرّف.

[٥] رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم، الصفحة أو الرقم: 3731، صحيح.

Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

حقوق العمل والعمال في القانون الأردني

المقال التالي

وثيقة المدينة: شهادة على سماحة الإسلام

مقالات مشابهة