بماذا لقبت سورة يس

سورة يس من السور العظيمة في القرآن الكريم، وهي سورة مكية تتكون من 83 آية، 727 كلمة، 3020 حرف، لُقبت بـ’قلب القرآن’، ولها ألقاب أخرى، وتعرف بفضلها العظيم.

بماذا لقبت سورة يس

لقب سورة يس: قلب القرآن

يُعدّ “قلبُ القرآن” لقبًا عظيمًا لسورة يس، حيث يُمثّل قلبُ أيّ شيءٍ لبّ ذلك الشيء وخلاصته ومكنونه الأساسي. تُعتبر سورة يس لبّ القرآن وخالصه، لاحتوائها على ذِكر الحياة والموت،
وتُقرأ على الموتى للتخفيف عنهم. [1] قد يُفسر ذلك بأنها بمثابة القلب بالنسبة للجسد. [2]

ورد حديث ضعيف، لكنه مشهور بين الناس، عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن النبي -عليه الصلاة والسلام- قال:
(إنَّ لِكُلِّ شيءٍ قَلبًا وقلبُ القرآنِ يَس). [3]

يُعتبر سبب تلقيب سورة يس بقلب القرآن هو احتوائها على جميع الاعتقادات ومستودعها، لِما فيها من ذكر أحداث القيامة، كالبعث والحشر والجزاء والجنّة والنّار،
وهي تحتوي على معلومات لا توجد في غيرها من السّور، وتذكر أحوال الأجرام العلويّة والعِظات البليغة والحِكم والأمثال العظيمة. [4]

وعلى الرغم من قلّة آياتِها وقصر عدد صفحاتِها، إلّا أنّها اشتملت على جميع معاني القَصص في القرآن الكريم، وتضمّنت ذكر التوحيد والأوامر والنواهي، وسرد قَصص فريقَيْ الإيمان
والكفر، وفيها ذِكر العقائد والأحكام، والرقائق والآداب، وذِكرٌ للدنياوالآخرة. [5]

تُبيّن سورة يس الحجج والبراهين الشتّى في تصوير إحياء الأرض الميتة، والليل والنهار، وحركة الكواكب والأفلاك في مداراتها، وجريان تلك السُّفُن في البحار،
ومصير الكفّار الذليل المخزي عند الموت وحسرتهم يوم البعث والجزاء، ومصير المؤمنين السّعيد المفرِح عند الموت، واشتغالهم مع أزواجهم على الأرائك في الجنة.
وتذكر شهادة الجوارح على أهل المعاصي يوم القيامة. [6]

مرّد السورة الرئيس عائدٌ إلى تأكيد أمر القرآن وإنزال الحجّة القوية على أهل الضلالة والخِذلان، والإقرار الدائمبوحدانيّة الله-تعالى- وقدرته على الخلق والإحياء والإماتة. [6] وقد اعتبر الصحابيّ الجليل معقل بن يسار -رضي الله عنه- أنّ قلب القرآن اسماً آخرَ للسّورة لا لَقباً فحسب. [7]

ألقاب سورة يس: مسميات أخرى

ذكر في تفسير الطنطاوي -رحمه الله- أن سورة يس سُميّت بالمعمّة، أو المدافعة، أو القاضية، ووجه المعنى في ذلك أنها تعمّ صاحبها بخيريّْ الدنيا والآخرة، كما أنها تُدافع عنه
وتدفع عنه السوء، وتقضي له حوائجه بأمر الله وفضله. [8]

سُمّيت كذلك بحبيب النجّار، لِما جاء في السورة من ذِكر قصة الرجل الذي جاء يسعى من أقصى القرية، وهو حبيب النجّار. [6] وقد ورد ذلك عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه-. [9]

وصف سورة يس

سورة يس من السّور العظيمة في القرآن الكريم، وهي سورةٌ مكيّةٌ تتكوّن من 83 آية، 727 كلمة، 3020 حرف. [10] تتحدّث سورة يس عن القرآن الكريم والنبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- وما جرى من تكذيب قومه له، وهي في مجملِها تتحدّث عن رسالة النبيّ التي تُذكّر النّاس بالبعث
وحدانيّة الله وقدرته -سبحانه وتعالى- على تصيير الأمور، وتبُثّ في النّفس المشاعر التي تدعو للتأمّل والتفكّر بوقائع القيامة وأحداثها. [10]

تميّزت سورة يس بلقبها بقلب القرآن الكريم، وممّا ورد عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- عن سورة يس قوله: (اقرؤوا يس على موتاكم). [11] [12]

المراجع

  • [1] محمد بن علي الشوكاني (1984م)، تحفة الذاكرين بعدة الحصن الحصين من كلام سيد المرسلين(الطبعة الأولى)، بيروت: دار القلم، صفحة 407. بتصرّف.
  • [2] أبو محمد ابن قتيبة الدينوري (1419هـ)، تأويل مختلف الحديث(الطبعة الثانية)، دمشق: المكتب الإسلامي، صفحة 376. بتصرّف.
  • [3] رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 2887، غريب [فيه] هارون أبو محمد شيخ مجهول.
  • [4] ابن الملك (1433هـ)، شرح مصابيح السنة للإمام البغوي(الطبعة الأولى)، الكويت: إدارة الثقافة الإسلامية، صفحة 39، جزء 3. بتصرّف.
  • [5] محمد المنتصر بالله، تفسير القرآن الكريم، صفحة 2، جزء 237. بتصرّف.
  • [6] أبجعفر شرف الدين (1420هـ)، الموسوعة القرآنية، خصائص السور(الطبعة الأولى)، بيروت: دار التقريب بين المذاهب الإسلامية، صفحة 171، جزء 7. بتصرّف.
  • [7] سعيد حوّى (1424هـ)، الأساس في التفسير(الطبعة السادسة)، القاهرة: دار السلام، صفحة 514، جزء 8. بتصرّف.
  • [8] محمد سيد الطنطاوي (1998هـ)، التفسير الوسيط للقرآن الكريم(الطبعة الأولى)، القاهرة: دار نهضة مصر، صفحة 8، جزء 12. بتصرّف.
  • [9] “حبيب النجار مؤمن آل ياسين”، www.islamweb.net، 10-11-2003، اطّلع عليه بتاريخ 4-10-2020. بتصرّف.
  • [10] مجير الدين بن محمد العليمي (1430هـ)، فتح الرحمن في تفسير القرآن(الطبعة الأولى)، دمشق: دار النوادر، صفحة 465، جزء 5. بتصرّف.
  • [11] رواه ابن حِبّان، في صحيح ابن حِبّان، عن معقل بن يسار، الصفحة أو الرقم: 3002، صحيح.
  • [12] وهبة الزحيلي (1422هـ)، التفسير الوسيط(الطبعة الأولى)، دمشق: دار الفكر، صفحة 2143، جزء 3. بتصرّف.

Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

نزار قباني: شاعر الحبّ والمرأة

المقال التالي

أسماء مدينة بعلبك عبر العصور

مقالات مشابهة

أحاديث عن الأمانة – أهميتها ومكانتها في الإسلام

تُعَدّ الأمانة ركيزة أساسية في الإسلام، ولها مكانة رفيعة في تعاليم النبي صلى الله عليه وسلم. سنتعرف في هذا المقال على بعض الأحاديث النبوية التي تؤكّد أهمية الأمانة، فضلًا عن بعض الآيات القرآنية التي تُسلّط الضوء على هذه الفضيلة العظيمة.
إقرأ المزيد