محتويات
- بداية الخلافة العباسية
- بلاد الشام في العصر العباسي
- التغيرات التي طرأت على المجتمع الشامي في العصر العباسي
- المراجع
بداية الخلافة العباسية:
في عام 750 ميلادي، أسقط العباسيون الدولة الأموية في دمشق بعد معركة الزاب التي جرت شمال العراق. انتقلت السلطة بسرعة من الأمويين إلى العباسيين، وأصبحت مدن الشام تحت سيطرتهم. هذا التغيير الكبير أحدث تحولًا شاملًا في المنطقة. لم تبق دمشق عاصمة الخلافة، لأنها كانت رمزًا للسلطة الأموية، واختار العباسيون الكوفة عاصمة جديدة لهم، حيث لم يكن لها أي ميل تجاه الأمويين وكانت بعيدة عن بلاد الشام.
كان هذا القرار مدفوعًا بالحاجة إلى ثروات العراق وموارده. لاحقًا، اختار العباسيون نقل عاصمتهم إلى بغداد، التي تمتع بمواصفات فريدة جعلتها مناسبة لدولة ناشئة. نمت بغداد بسرعة، وأصبحت مركزًا للسلطة والمكانة، وازدهرت فيها جميع المجالات، وأطلق عليها اسم “العصر الذهبي للإسلام”.
اشتهر العصر العباسي بحب المعرفة، وازدهرت فيه العلوم والفلسفة والطب والترجمة والتفكير، مما جعلها مركزًا تجاريًا وثقافيًا كبيرًا. [١]
بلاد الشام في العصر العباسي:
أدرك العباسيون أهمية دمشق كمركز للخلافة الأموية، وسعوا للدخول إليها والاستفادة من قوتها. ومع ذلك، بعد سيطرة العباسيين، شهدت دمشق تحولًا ملحوظًا. هدم سور المدينة، وتحولت أسواقها إلى خرابات، مما أثر سلبًا على الاقتصاد الشامي الذي كان يُعدّ مركزًا رئيسيًا للصناعة والتجارة قبل ذلك. [٢]
فرضت الضرائب العالية على الشعب الشامي لتمويل الدولة العباسية، مما أثار غضبهم واندلعت ثورات ضد الولاة العباسيين، لكنها لم تكن دائمة.
أصبحت مدن الشام، على الرغم من الصعوبات، مقرًا للعباسيين ومحطة انطلاق للغزوات الخارجية. أعاد ذلك الرخاء والتجارة إلى هذه المدن.
التغيرات التي طرأت على المجتمع الشامي في العصر العباسي:
شهد المجتمع الشامي تحولات عميقة تحت حكم العباسيين، مما أدى إلى تغيرات في جميع جوانب الحياة، منها:
تفاوت الطبقات:
أدت التغيرات السياسية والاقتصادية إلى ظهور نظام طبقي واضح في المجتمع، مع وجود طبقة غنية تضم الولاة وحاشية الخليفة وأصحاب الأملاك، وطبقة عاملة تضم العمال، وطبقة عامة الشعب.
أحد أبرز التغيرات هو اندماج الفرس في الطبقات الشعبية، حيث تبوؤوا مناصب مهمة وامتلكوا أراضي، وهذا ما لم يكن متاحًا لهم في ظل الحكم الأموي.