بكتيريا المعدة الحلزونية وارتباطها بقرحة المعدة

نظرة عامة على الجرثومة الحلزونية وعلاقتها بتقرحات المعدة

تعتبر بكتيريا الملوية البوابية أو الجرثومة الحلزونية (Helicobacter Pylori) من العوامل الرئيسية التي تزيد من احتمال ظهور تقرحات في المعدة أو الإثني عشر لدى العديد من الأفراد. بمعنى آخر، قد تكون قرحة المعدة إحدى النتائج المحتملة لوجود هذه الجرثومة. وتشير دراسة نشرت في مجلة (Missouri Medicine) عام 2018 إلى أن الإصابة بهذه الجرثومة يزيد من خطر الإصابة بالتهابات المعدة.

كيف تؤدي بكتيريا المعدة الحلزونية إلى ظهور القرحة؟

تعرف جرثومة المعدة بأنها نوع من البكتيريا ذات الشكل الحلزوني، والتي تتميز بقدرتها على النمو والتكيف للعيش في الطبقة المخاطية التي تبطن المعدة. هذا التكيف يؤدي إلى حدوث التهاب في هذه الطبقة الواقية، مما يسبب ظهور قرحة المعدة. ويمكن توضيح هذه العملية بالتفصيل كما يلي:

إفراز إنزيم اليورياز

تقوم الجرثومة الحلزونية بإفراز إنزيم يسمى اليورياز (Urease). يعمل هذا الإنزيم على تقليل حموضة المعدة، مما يؤدي إلى إضعاف الحاجز المخاطي الذي يحمي جدار المعدة. هذا الضعف يجعل المعدة عرضة للتلف بسبب العصارات الهضمية القوية وأحماض المعدة، بالإضافة إلى إنزيم البيبسين (Pepsin). في الوضع الطبيعي، تحمي المعدة نفسها من هذه المواد عن طريق بطانتها. ولكن عندما تتآكل هذه البطانة أو تضعف، تتضرر المعدة بشكل كبير نتيجة لتأثير الجرثومة.

ارتباط قوي بخلايا البطانة

تتميز الجرثومة الحلزونية بقدرتها على الارتباط بقوة بخلايا البطانة الداخلية للمعدة. هذا الارتباط يعيق قدرة المعدة على الدفاع عن نفسها ضد الأحماض والإنزيمات الهاضمة، مما يتسبب في التهاب جدار المعدة وتقرحه.

تحفيز إفراز الأحماض

تحفز الجرثومة الحلزونية زيادة إفراز الأحماض في المعدة. ومع ذلك، لم يتمكن العلماء حتى الآن من فهم الآلية الدقيقة التي تحدث بها هذه العملية بشكل كامل.

إن إفراز إنزيم اليورياز الذي يعادل حموضة المعدة، كما ذكرنا سابقًا، يساعد الجرثومة الحلزونية على البقاء على قيد الحياة في بيئة المعدة الحمضية. بالإضافة إلى ذلك، تمكنها حركتها السريعة من الانتقال مباشرة إلى الأجزاء ذات الحموضة المتعادلة في الغشاء المخاطي للمعدة.

ما هي نسبة الإصابة بقرحة المعدة نتيجة الإصابة بالجرثومة الحلزونية؟

على الرغم من أن العديد من الأشخاص المصابين بجرثومة المعدة لا يعانون من قرحة أو أي مشاكل أخرى، إلا أن حوالي 10٪ من المصابين بهذه العدوى يصابون بقرحة المعدة. ولا يزال السبب وراء تطور الجرثومة إلى قرحة لدى البعض دون غيرهم غير واضح.

بشكل عام، يبدو أن انتشار الجرثومة الحلزونية على مستوى العالم في انخفاض مستمر. وفي الوقت الحالي، وجد أن عددًا قليلاً من المرضى الذين يعانون من قرحة المعدة مصابون بعدوى الجرثومة الحلزونية، وذلك وفقًا لمراجعة نشرت في المجلة الأميركية لعلوم الجهاز الهضمي (The American Journal of Gastroenterology) عام 2020.

ملخص واستنتاجات حول جرثومة المعدة والقرحة

تعتبر الجرثومة الحلزونية أحد العوامل التي تزيد من فرصة الإصابة بقرحة المعدة لدى الكثيرين. تعيش هذه الجرثومة في الغشاء المخاطي الذي يحمي المعدة، مما يؤدي إلى التهابه وتقرحه. ويعزى ذلك إلى دورها في إفراز إنزيم اليورياز الذي يعادل حموضة المعدة، وارتباطها القوي بالبطانة الداخلية للمعدة، وتحفيز زيادة إفراز أحماض المعدة. ومع ذلك، هناك العديد من الحالات التي تعاني من عدوى الجرثومة الحلزونية دون الإصابة بقرحة في المعدة.

المراجع

1. “Peptic Ulcer Disease and Helicobacter pylori infection”,ncbi, Retrieved 24/11/2021. Edited.
2. “What’s to know about H. pylori?”,medicalnewstoday, Retrieved 14/11/2021. Edited.
3. “The Link Between Helicobacter pylori Infection and Stomach Ulcers”,news-medical, Retrieved 14/11/2021. Edited.
4. “Bacteria Helicobacter Pylori”,hopkinsmedicine, Retrieved 14/11/2021. Edited.
5. “Helicobacter pylori (H. pylori) infection”,mayoclinic, Retrieved 14/11/2021. Edited.
6. “Low Prevalence of Helicobacter pylori-Positive Peptic Ulcers in Private Outpatient Endoscopy Centers in the United States”,journals, Retrieved 24/11/2021. Edited.