بزوغ فجر الدولة الإسلامية: المدينة المنورة مهد التوحيد

فهرس المحتويات

بداية الدولة الإسلامية: رحلة التأسيس

في مكة المكرمة، ظلّ النبي -صلى الله عليه وسلم- ومجموعة من المؤمنين يدعون إلى دين الله تعالى، مقدمين تضحيات جمة من أجل نشر التوحيد ورضا الله -سبحانه وتعالى-. كان إيمانهم الراسخ بأن الله سيعز الإسلام وينصره دافعاً لهم لمواصلة الجهاد. وقد كانت تأسيس أول دولة إسلامية في المدينة المنورة بشارةً بنصر الله وتأييده، ممهّدةً للفتوحات الإسلامية والإنجازات العظيمة التي حققها المسلمون فيما بعد. كيف تم تأسيس هذه الدولة ومتى حدث ذلك؟

الهجرة النبوية الشريفة: من مكة إلى المدينة

أثناء تواجده في مكة، التقى النبي -صلى الله عليه وسلم- بقبائل عربية أثناء موسم الحج، ومن بينهم رجال من يثرب (المدينة المنورة). وقد تمت بيعة العقبة الأولى مع اثني عشر رجلاً منهم، ثم أرسل النبي -صلى الله عليه وسلم- مصعب بن عمير ليعلمهم الدين ويدعوهم للإسلام. في الموسم التالي، عاد مصعب مع عدد كبير من أهل المدينة الذين أسلموا، وقدموا بيعة العقبة الثانية، متعهدين بنصرة النبي -صلى الله عليه وسلم- وإعانته إذا هاجر إليهم. بعدها، أذن النبي -صلى الله عليه وسلم- لأصحابه بالهجرة إلى المدينة، ثم هاجر هو -صلى الله عليه وسلم- مع أبي بكر الصديق -رضي الله عنه-، بعد أن أوكل علياً -رضي الله عنه- بأمانات المسلمين، مختبئين في غار ثور حتى وفروا من ملاحقة المشركين. وصل النبي -صلى الله عليه وسلم- و أبو بكر إلى قباء، حيث بنى مسجداً وصلّى فيه، قبل أن يدخل المدينة المنورة بعد ثلاثة عشر عاماً من البعثة النبوية الشريفة، ليضع بذلك حجر الأساس للدولة الإسلامية الأولى.

أسس بناء الدولة الإسلامية في المدينة

مثّلت الدولة الإسلامية في المدينة المنورة نموذجاً للتمدن والحضارة، وقد أُسست على أساس التّقوى والإيمان. وضعت قواعدها على أسس متينة وهي: شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له والعمل بمقتضاها، وشهادة أن محمداً رسول الله والعمل بمقتضاها، والإيمان القاطع باليوم الآخر.

جهود النبي صلى الله عليه وسلم في بناء الدولة

بعد وصوله إلى المدينة، قام النبي -صلى الله عليه وسلم- بمجموعة من الأعمال المهمة لإرساء قواعد الدولة، منها:

• بناء المسجد النبوي: كان المسجد مركزاً للصلاة، و للمشاورة، والتعلم، واتخاذ القرارات المصيرية للأمة، وتربية الأجيال الجديدة.
• توحيد صفوف المسلمين: أصلح النبي -صلى الله عليه وسلم- العلاقات بين الأوس والخزرج، وآخى بين المهاجرين والأنصار، معززاً بذلك اللحمة بينهم.
• تنظيم العلاقة مع غير المسلمين: عقد النبي -صلى الله عليه وسلم- معاهدةً مع اليهود في المدينة، ضامناً العدالة وحقوق الجميع، ومحافظاً على الأمن والاستقرار.