محتويات
الموضوع | الرابط |
---|---|
الحياء: جوهر الإيمان | #section1 |
الحياء: سمة الرسل الكرام | #section2 |
ثمار الحياء في الحياة الدنيا | #section3 |
الحياء: جوهر الإيمان
يُعدّ الحياء من أسمى الأخلاق التي حثّ عليها الإسلام، فهو خلقٌ رفيعٌ يُزكي النفس ويرقى بها إلى مراتب عالية من الكمال. يُعتبر الحياء منارةً تُضيء درب المؤمن وتُرشده إلى طريق الخير والتقوى، فهو بمثابة مفتاحٌ لأبواب السعادة في الدُنيا والآخرة. يُقوّي الحياء الإيمان ويُعين على اجتناب المعاصي والذنوب، كما يُنمّي الصفات الحسنة والمكارم الأخلاقية.
إنّ الحياء خلقٌ فطريٌّ غرسه الله سبحانه وتعالى في الإنسان، وهو دليلٌ على سلامة الفطرة وصلاحها. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إنَّ لكلِّ دينٍ خلُقاً، وخُلُق الإسلام الحياء”. فهو مقياسٌ لجمال السلوك وقبحه، ويُميّز بين الأفعال الصالحة والأفعال المنكرة.
الحياء: سمة الرسل الكرام
تجلّى الحياء بوضوح في سيرة أنبياء الله ورسله، وقد كان من أهمّ صفاتهم المُميّزة. فقد كان سيدنا موسى عليه السلام مثالاً يُحتذى به في الحياء والستر. وقد ورد في الحديث الشريف عن أبي هريرة أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: “إنَّ موسى كان رجلًا حييًّا ستِّيرًا، لا يُرَى مِن جلده شيء استحياءً منه، فآذاه مَن آذاه مِن بني إسرائيل، فقالوا: ما يستتر هذا التَّستُّر إلَّا مِن عيب بجلده، إمَّا برص وإمَّا أُدْرَة وإمَّا آفة. وإنَّ الله أراد أن يبرِّئه ممَّا قالوا لموسى فخلا يومًا وحده، فوضع ثيابه على الحجر ثمَّ اغتسل، فلمَّا فرغ أقبل إلى ثيابه ليأخذها، وإنَّ الحجر عدا بثوبه، فأخذ موسى عصاه وطلب الحجر، فجعل يقول: ثوبي حجر! ثوبي حجر! حتى انتهى إلى ملإٍ مِن بني إسرائيل، فرأوه عريانًا أحسن ما خلق الله، وأبرأه ممَّا يقولون، وقام الحجر فأخذ ثوبه فلبسه، وطفق بالحجر ضربًا بعصاه، فو الله إنَّ بالحجر لندبًا مِن أثر ضربه ثلاثًا، أو أربعًا، أو خمسًا”. وذلك قوله تعالى “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِندَ اللَّهِ وَجِيهًا”.
ثمار الحياء في الحياة الدنيا
للحياء ثمراتٌ طيبة في الدنيا والآخرة، فهو يُسهم في بناء شخصية قوية متوازنة. من ثمرات الحياء: التقرّب إلى الله سبحانه وتعالى بفعل الطاعات والعبادات، والابتعاد عن المعاصي والمحرمات. كما يُكسِب صاحبه الوقار والهيبة، ويُحافظ على سمعته وطيب علاقاته بالناس. ويُعين الحياء صاحبه على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فهو من أسباب انتشار الخير والفضيلة في المجتمع.
إنّ الحياء يُقي صاحبه من وقوع في المعاصي والمنكرات، ويُساعده على صيانة نفسه وعرضه. كما يُكسبه محبة الله ومحبة الناس، ويُنمّي فيه صفات كريمّة كالصدق والأمانة والعفة والإخلاص. و من أجمل ثمار الحياء هو راحة الضمير والطمأنينة القلبية التي لا تُقدر بمال. إنّ الحياء درعٌ منيعة يحمي صاحبه من شرور النفس وغوايات الشيطان، ويُساعده على العيش بحياة سليمة سعيدة.