فهرس المحتويات
الموضوع | الرابط |
---|---|
تاريخ أول يوم في السنة الهجرية | تاريخ |
أول يوم من السنة الهجرية عبر التاريخ | التاريخ الهجري |
حكم الصوم في أول يوم من السنة الهجرية | حكم الصوم |
التّهنئة بقدوم عام هجري جديد: حكمها وآدابها | التّهنئة |
الاحتفال ببداية العام الهجري: رأي الشرع | الاحتفال |
أدعية مستحبة لبداية العام الهجري | أدعية |
تأثير السنة الهجرية الجديدة على نفوس المسلمين | التأثير |
خاتمة | الخاتمة |
تحديد أول يوم في التقويم الهجري
يُحدد أول يوم في السنة الهجرية ببداية شهر محرم، وهو أول شهور السنة الهجرية. وقد خص الله -تعالى- بعض الأشهر بقدسية خاصة، كما جاء في قوله تعالى: ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهورِ عِندَ اللَّـهِ اثنا عَشَرَ شَهرًا في كِتابِ اللَّـهِ يَومَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالأَرضَ مِنها أَربَعَةٌ حُرُمٌ ذلِكَ الدّينُ القَيِّمُ فَلا تَظلِموا فيهِنَّ أَنفُسَكُم﴾ [سورة التوبة، آية:36]. ويُعدّ شهر محرم أحد هذه الأشهر الحرم.
سُمّي شهر محرم بهذا الاسم لتأكيد حرمته، ولتأكيد مضاعفة الأجر والثواب للأعمال الصالحة فيه، ومضاعفة العقاب على الذنوب والمعاصي.
يُحدد أول يوم من كل عام هجري برصد هلال شهر محرم، وتختلف تواريخه بحسب التقويمين الهجري والميلادي.
بداية الحساب الهجري: ذكرى الهجرة النبوية
يُمثل اعتماد التقويم الهجري ذكرى عظيمة في التاريخ الإسلامي، وهي ذكرى الهجرة النبوية الشريفة من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة. هذه الهجرة كانت نقطة تحول أساسية في نشر الإسلام، وعلامة فارقة في تاريخ الأمة الإسلامية. يُستذكر المسلمون في بداية كل عام هجري هذه الهجرة المباركة، ويسعون إلى التأسّي بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم، ويُتذكرون معاناته وصبره في سبيل نشر الإسلام.
يُنسب الفضل في وضع التقويم الهجري إلى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وهو قرار اتُخذ بعد التشاور مع الصحابة الكرام. وقد استند عمر بن الخطاب في اختياره إلى الهجرة النبوية إلى المدينة المنورة، كما روى سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه: ﴿ما عَدُّوا مِن مَبْعَثِ النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- ولَا مِن وفَاتِهِ، ما عَدُّوا إلَّا مِن مَقْدَمِهِ المَدِينَةَ﴾ [صحيح البخاري].
الصيام في أول يوم من السنة الهجرية
لا يوجد نص شرعي يُوجب صيام أول يوم من السنة الهجرية. فجميع الأيام التي لم يرد فيها نص بوجوب الصيام، كالاستثناءات كأيام الكفارة، والنذر، وقضاء الصيام، فإن صيامها يكون تطوعًا ومستحبًا. وقد يكون الصيام في بعض الأيام أكثر استحبابًا، كصيام يوم عرفة ويوم عاشوراء. أما صيام أول يوم من السنة الهجرية فهو بدعة، ما لم يتطابق مع يوم يُستحبّ صيامه، كالاثنين أو الخميس.
التهنئة بقدوم العام الهجري الجديد
تختلف الآراء الفقهية حول حكم التهنئة بقدوم عام هجري جديد. فمنهم من يرى جوازها، وآخرون يرون أنها مندوبة. والراجح هو أنها مندوبة، أي ليست سنة مؤكدة ولا بدعة محرمة. الأفضل هو التركيز على تذكير الناس بذكرى الهجرة النبوية، واستلهام الدروس والعبر من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، وتجنب الابتداء بالتهنئة، واكتفاء بالرد إذا ما هنّأ أحد.
الاحتفال برأس السنة الهجرية
لا يوجد في السنة النبوية ما يدل على الاحتفال برأس السنة الهجرية، ولا عن الصحابة الكرام، ولا عن السلف الصالح. الاحتفالات المعاصرة هي من البدع، وليس لها أساس شرعي. وقد جاء تحذير النبي صلى الله عليه وسلم من تقليد الأمم السابقة في قوله: ﴿لتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَن كان قَبلَكم شِبرًا بشِبرٍ، وذِراعًا بذِراعٍ، حتى لو دخَلوا جُحرَ ضَبٍّ لدخَلتُموه﴾ [تخريج المسند].
أدعية مستحبة لبداية العام الهجري
يستحب الدعاء إلى الله -تعالى- في جميع الأوقات، وليس من السنة النبوية تخصيص دعاء معين لأول يوم من السنة الهجرية. كما أنه لا يجوز تخصيص ليلة الجمعة أو يوم الجمعة بعبادة أو صيام خاص، كما جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: ﴿لا تخُصُّوا ليلةَ الجمعةِ بقيامٍ مِن بينِ اللَّيالي ولا تخُصُّوا يومَ الجمعةِ بصيامٍ مِن بينِ الأيَّامِ﴾ [صحيح ابن حبان].
يمكن للمسلم أن يدعو الله -تعالى- بأدعية عامة في بداية العام الهجري، كالتضرع إليه للسعة في الرزق، والصحة، والهداية، والعفو والمغفرة.
تأثير السنة الهجرية الجديدة على نفوس المسلمين
يُعتبر قدوم السنة الهجرية الجديدة بداية جديدة للتوبة والعمل الصالح، وفرصة لتجديد العلاقة مع الله -تعالى-. فهي فرصة لاستحضار النية الطيبة، وتصحيح المسار، ووضع أهداف إيجابية، والتأسّي بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم في الصبر على البلاء.
خاتمة
يُعدّ بداية العام الهجري مناسبة لتذكر الهجرة النبوية الشريفة، والعمل على تقوية العلاقة مع الله -تعالى-، والسعي إلى الخير والعمل الصالح. وليس هناك ما يدل على وجوب أو استحباب احتفال أو صوم مخصوص في هذا اليوم، بل الأفضل هو الاقتداء بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، والتضرع إلى الله -تعالى- بالدعاء والتوبة.