فهرس المحتويات
الموضوع | الرابط |
---|---|
نشأة الدولة الإدريسية وأسباب اختيار إدريس الأول | الجزء الأول |
ازدهار الدولة الإدريسية وإنجازاتها | الجزء الثاني |
أسباب ضعف وانهيار الدولة الإدريسية | الجزء الثالث |
المراجع | الجزء الرابع |
بزوغ نجم إدريس الأول: الأسباب الكامنة وراء بيعة المغاربة
يُعد إدريس بن عبد الله الكامل، من سلالة النبي محمد ﷺ، حفيد الحسن المثنى ابن الحسن بن علي بن أبي طالب، مؤسس الدولة الإدريسية في المغرب. جاء اختياره لقيادة المغرب في وقت عصيب، حيث كانت البلاد تعاني من الاضطرابات والانقسامات الداخلية بين القبائل العربية والأمازيغية، وذلك بعد فترة من الصراع والفتن. وقد استقبلته قبيلة أوربة، أول من بايعه، في مدينة وليلي عام 172هـ، بحفاوة بالغة، مُعلنِين ولاءهم له.
لم يكن اختيار إدريس الأول وليد الصدفة، بل كان نتيجة عدة عوامل، أهمها نسبه الشريف الذي جعله محط احترام وتقدير. إضافة إلى ذلك، تميز إدريس الأول بفضائله، وعلمه، ودينه، وأخلاقه العالية، مما أكسبه ثقة القبائل المغربية. فقد رأوا فيه القائد القادر على توحيد البلاد وإنهاء فترات الصراع.
بعد بيعة قبيلة أوربة، توالى بايعه العديد من القبائل الأخرى، كالمغيلة والصدينة وغيرها من قبائل الأمازيغ والزناتة. وقد أسهم هذا في استقرار الأوضاع في المغرب والأندلس على حدٍ سواء.
عصر ازدهار الدولة الإدريسية: إنجازات وإرث حضاري
امتدت الدولة الإدريسية، التي تأسست عام 789م، حكمها إلى عام 921م. وقد حَكَمَها إدريس الأول لفترة قصيرة، لم تتجاوز الثلاث سنوات، ثم خلفه ابنه إدريس الثاني. وُصف حكمها بأنه إمارة عربية إسلامية، وقد نجحت خلال فترة ازدهارها في ترسيخ دعائم الحكم، وإقامة بنية تحتية متينة.
من أهم إنجازات الدولة الإدريسية، تأسيس مدينة فاس، التي أصبحت مركزًا سياسيًا وعلميًا هامًا، بالإضافة إلى تأسيس جامعة القرويين، أقدم جامعة في العالم. كما عملت الدولة على نشر اللغة العربية في شمال المغرب، وكانت حريصة على تعزيز العلاقات مع الدول الأخرى في سبيل المحافظة على استقرارها.
لقد عملت الدولة الإدريسية على بناء حكومة مركزية تضم العرب والأمازيغ على حد سواء، ساعيةً إلى إرساء أسس مجتمع متماسك. امتد نفوذها الجغرافي من شمال المغرب إلى سهول الأطلسي.
أسباب تراجع وسقوط الدولة الإدريسية
على الرغم من نجاح الدولة الإدريسية في نشر الإسلام في شمال إفريقيا وبناء قوة عسكرية كبيرة، إلا أنها واجهت تحديات أدت إلى تراجعها وسقوطها. أبرز هذه التحديات كان تقسيم المملكة إلى دويلات صغيرة، مما أدى إلى زيادة الصراعات والنزاعات الداخلية بين أفراد الأسرة الحاكمة. كما عانت من هجمات الدولة الفاطمية، وخسرت ولاء بعض القبائل.
فشل يحيى الرابع في إعادة توحيد المملكة، وسط استمرار الهجمات الخارجية وتضاؤل الدعم الداخلي، أدى إلى نهاية الدولة الإدريسية. أُجبِرَ الإدريسيون على مغادرة مدينة فاس، ولجأوا إلى حماية القبائل في جبال الريف.