بدايات الخلق: أول ما أبدعه الله تعالى

بحث في أقوال العلماء حول أول مخلوق في الكون، بدءًا من القلم إلى العرش والماء، مع ذكر آراء متنوعة وأدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.

جدول المحتويات

  1. بدايات الخلق الإلهي
  2. القلم: أول الكتابة الإلهية
  3. العرش: أساس الملكوت الإلهي
  4. الماء: أصل الحياة ومنبع الوجود
  5. آراء أخرى حول أول خلق الله
  6. المراجع

بدايات الخلق الإلهي: أول ما خلق الله

من أساسيات الإيمان بالله -عز وجل- التصديق بأنه خالق كل شيء، فقد خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام، بقدرة لا حدود لها، بقوله “كن فيكون”. ولكن، يبقى سؤال أول ما خلقه الله موضوعًا يثير الجدل بين العلماء، وسنتناول هنا أبرز الآراء المختلفة في هذا الشأن.

القلم: أول الكتابة الإلهية

يرى بعض العلماء أن أول ما خلقه الله تعالى هو القلم، وذلك ليكون أداة لتدوين مقادير الخلق من بدايته إلى قيام الساعة. ويستندون في ذلك إلى الحديث الشريف الصحيح الذي رواه أبو داود والترمذي وأحمد، يقول فيه النبي -صلى الله عليه وسلم- :(إنَّ أولَ ما خلق اللهُ القلمُ، فقال لهُ : اكتبْ، قال : ربِّ وماذا أكتبُ ؟ قال : اكتُبْ مقاديرَ كلِّ شيءٍ حتى تقومَ الساعةُ).[٢]

العرش: أساس الملكوت الإلهي

أما جمهور العلماء فيرجحون أن أول ما خلق الله هو العرش، وهو الرأي الأكثر شيوعًا بين أهل العلم. [٣] ومن أبرز الأدلة على ذلك ما رواه الإمام مسلم في صحيحه، عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- حيث قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (كَتَبَ اللَّهُ مَقَادِيرَ الخَلَائِقِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَوَاتِ وَالأرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، قالَ: وَعَرْشُهُ علَى المَاءِ).[٤] هذا الحديث يُشير إلى أن كتابة المقادير سبقت خلق السماوات والأرض، والعرش موجود فوق الماء، مما يدل على سبق العرش على القلم.

الماء: أصل الحياة ومنبع الوجود

نقل الإمام الطبري عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قوله: (أول ما خلق الله تعالى الماء قبل العرش، ثم وضع العرش عليه).[٣] وهناك من يرى أن الماء والعرش هما أول ما خلق الله، ثم القلم، ثم السماوات والأرض، لكنهم اختلفوا في أي منهما سبق الآخر، الماء أم العرش. [٦]

آراء أخرى حول أول خلق الله

تعددت الآراء حول أول ما خلق الله، فمنها ما ذكر أن أول شيء خلقه هو البيت الحرام (الكعبة) استنادًا لقوله تعالى: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ).[٧] كما ذكر بعض العلماء أن أول ما خلق الله هو النور والظلمة. [٨] وآخرون يؤكدون على أن السماوات والأرض وما فيهما هي أول الخلق، دليلًا على ذلك قول الله تعالى: (اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ ۖ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ).[٩]

المراجع

الكتاب/المصدرالصفحة/الرقمملاحظة
الكامل في التاريخ لابن الأثير18بتصرف
صحيح أبي داود4700صحيح
مرآة الزمان في تواريخ الأعيان213، جزء 1
صحيح مسلم2653صحيح
الدلالات العقدية للآيات الكونية230بتصرف
أصول الإيمان65بتصرف
سورة آل عمرانآية 96
البدء والتاريخ147، جزء 1بتصرف
سورة غافرآية 64
Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

سيرة سمية بنت الخياط، أول شهيدة في الإسلام

المقال التالي

بدايات الخلق: نظرة في أول ما خلق الله

مقالات مشابهة