بحيرة مريوط: جوهرة مهددة

تُعدّ بحيرة مريوط، الواقعة جنوب محافظة الإسكندرية، من أهمّ المسطحات المائية في مصر، ولكنّها تواجه مخاطر تهدد مستقبلها. تعرف على تاريخ البحيرة، أهميّتها، ومخاطر التلوّث التي تتعرض لها، بالإضافة إلى بعض المقترحات لحماية هذه الجوهرة المائية.

محتويات

بحيرة مريوط: تراث مائي مهدد

تُعدّ مصر من الدول العربية التي تُزخر بموارد مائية وفيرة، بدءًا من نهر النيل وصولاً إلى البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر. ولكنّها، مثل العديد من الدول، تُواجه تحدّيات بيئية في الحفاظ على هذه الموارد، ومنها بحيرة مريوط التي كانت تُعتبر مركزًا ملاحياً مزدهرًا، ولكنّها أصبحت الآن تُعاني من التلوّث.

أين تقع بحيرة مريوط؟

تقع بحيرة مريوط في جنوب محافظة الإسكندرية شمال مصر، تحديدًا في الركن الشمالي الغربي لدلتا النيل. تُعتبر البحيرة مالحة، وتتميز بضحالتها، حيث لا يزيد عمقها عن متر إلى متر ونصف. تمتدّ من غرب مدينة الإسكندرية إلى الجنوب الغربي منها، وتُعدّ منطقة ذات أهمية تاريخية وجغرافية.

جمال مُهدد: وصف بحيرة مريوط

كانت بحيرة مريوط تُغطي مساحة واسعة تبلغ 248 كيلومترًا مربعًا، ولكنّها تضاءلت بشكل كبير مع مرور الوقت، وتُقدر مساحتها اليوم بما بين 50 و 60 كيلومترًا مربعًا. تُعدّ بحيرة مريوط بحيرة مُغلقة، لا تتصل بالبحر، وتعتمد على مياه المصارف الزراعية، التي تنبع من الجهة الجنوبية الشرقية للبحيرة.

تهديداتٌ حقيقيةٌ

تواجه بحيرة مريوط مخاطر عديدة، تُهدد وجودها وتُساهم في تدهورها. من أهمّ هذه المخاطر:

  • التصريف العشوائي للمياه: تصريف مياه المصارف الزراعية الملوثة إلى البحيرة يُشكّل خطرًا حقيقيًا على بيئتها.
  • الردم: تُستخدم البحيرة بشكلٍ غير قانونيّ لِردمها وتجهيزها لبناء مساكن وطرق، مما يُقلص من مساحتها بشكلٍ كبير.
  • التلوث الصناعي: تُلقي العديد من المصانع المخلفات الصناعية السائلة في البحيرة، مما يُساهم في تلوث المياه.
  • مُخلفات المجاري: تُصرف مياه الصرف الصحي والمخلفات الحيوانية إلى البحيرة، مما يُهدّد حياة الكائنات البحرية.

تُؤثّر هذه المخاطر بشكلٍ مباشر على الثروة السمكية في البحيرة، مما يُقلّل من إنتاجها و يُؤثر على حياة الصيادين في المنطقة. كما تُهدد هذه المخاطر التنوع الحيوي في البحيرة، خاصةً الطيور المهاجرة وأنواع الطيور النادرة التي تُفضل العيش حولها.

تُشير بعض المقترحات إلى ضرورة ردم بحيرة مريوط بالكامل واستغلال مساحتها لبناء مساكن جديدة. لكنّ هذا المقترح يُعاني من معارضة قوية، نظرًا لمساحة البحيرة الكبيرة ولأهميتها البيئية والترفيهية لسكان مدينة الإسكندرية.

يبقى الحفاظ على بحيرة مريوط مسؤولية الجميع، وتُعتبر الحماية من التلوّث ووضع استراتيجيات مُتينة للتنمية المستدامة ضروريًّا لتجنب فقدان هذه الجوهرة المائية.

Total
0
Shares
المقال السابق

بحيرة مدن: واحة خضراء في قلب الدمام

المقال التالي

بحيرة ناصر: جوهرة مصر في قلب الصحراء

مقالات مشابهة

تأثير التلوث البيئي على صحة الإنسان

تُعدّ التلوثات البيئية من أخطر الأضرار التي تواجه البشرية. من خلال هذا المقال، سوف نتناول تأثير التلوث على صحة الإنسان، بدءًا من آثار تلوث الهواء على الجهاز التنفسي والجهاز القلبي الوعائي وصولًا إلى مخاطر تلوث المياه التي تؤدي إلى انتشار الأمراض المعدية وتلف الأعضاء.
إقرأ المزيد

أثر التلوث البيئي على صحة الإنسان

يؤثر التلوث البيئي على صحة الإنسان بشكل كبير، فالتلوث الهوائي يؤدي إلى أمراض القلب والرئة وسرطان الرئة. تلوث المياه يُسبّب أمراضًا مثل التيفوئيد والكوليرا. التلوث الإشعاعي يُؤثر على خلايا الجسم، ويُسبب السرطان. تلوث التربة يُؤثر على الصحة بشكل مباشر وغير مباشر.
إقرأ المزيد