بحيرة قارون بالفيوم: تاريخها، بيئتها، وتحدياتها

اكتشف تاريخ بحيرة قارون بالفيوم، موقعها، عمقها، تحديات تلوث مياهها، ومشروع الحكومة المصرية لتنقية المياه. تعرف على أسباب تسمية البحيرة وكيفية تأثيرها على المنطقة المحيطة بها.

محتويات

موقع بحيرة قارون

تقع بحيرة قارون أو “بركة قارون” في مدينة الفيوم، في المنطقة الشمالية الغربية من محافظة بني سويف، على الضفة الغربية لنهر النيل. تفصل بين البحيرة ونهر النيل مسافة تبلغ حوالي خمسين كيلومتراً. تعد بحيرة قارون واحدة من أكبر البحيرات الطبيعية في مصر.

تاريخ بحيرة قارون

يُذكر التاريخ القديم أنّ هذه البحيرة ليس لها علاقة بخسف الأرض بقارون كما يعتقد البعض. اسمها مجرد تشابه أسماء، حيث كانت تُعرف باسم “بارون” في العصور الفرعونية القديمة، ثم تحولت إلى “بحيرة قارون” في العصور الحديثة.

تقع بحيرة قارون على بعد سبعة وعشرين كيلومتراً شمال مدينة الفيوم. تُعتبر البحيرة الأعمق في مصر، وتشتهر بوجود أنواع من الأسماك التي يمكنها التكيف مع المياه المالحة والعذبة.

في عهد الفراعنة، كانت بحيرة قارون تتغذى من نهر النيل خلال الفيضانات، وذلك لأنها تقع على ارتفاع أقل من مستوى سطح البحر بمقدار خمسة وأربعين متراً. تم استغلالها خلال عهد الأسرة المصرية الثانية عشر، حيث تم إنشاء قنوات وسدود للحفاظ على المياه وتخزينها خلال الفيضانات.

كانت مساحة بحيرة قارون تبلغ ثلاثمائة وثلاثين كيلومتراً مربعاً، بطول يصل إلى أربعين كيلومتراً وعرض سبعة كيلومترات. لكن مساحتها تقلصت على مر العصور بسبب الجفاف.

عمق بحيرة قارون

تُعد بحيرة قارون من البحيرات الطبيعية الضحلة. يصل متوسط عمقها إلى سبعة أمتار ونصف المتر، بينما يصل أعمق نقطة فيها إلى أربعة عشر متراً.

يبلغ طول بحيرة قارون خمسين كيلومتراً وعرضها اثني عشر كيلومتراً.

مياه الصرف والتحديات البيئية

تعتمد بحيرة قارون على البحر في تعويض الفاقد من مياهها للحفاظ على توازنها البيئي. ومع ذلك، فقد أصبحت مياه الصرف في السنوات الأخيرة تهديداً خطيراً للبحيرة وعلى الفائدة الزراعية والثروة السمكية فيها.

مياه الصرف المخصصة للأراضي الزراعية تحمل بقايا سماد كيميائي ضار، ما يؤدي إلى نفوق الأسماك والحياة المائية في البحيرة. لذلك، عملت الحكومة المصرية على إنشاء مشروع لتنقية مياه الصرف واستغلالها في الأغراض الزراعية.

ساهم البحر في رفع نسبة الملوحة في البحيرة، مما أدى إلى ارتفاع تركيز الأملاح بشكل كبير. وقد زادت مياه الصرف ذات المحتوى العالي من الأملاح من ملوحة المياه بشكل أكبر.

تعتبر المنطقة معزولة عن وادي النيل المصري، وتؤدي عدم تساوي الأراضي الموزعة في الوادي والدلتا إلى مشاكل بيئية إضافية. كما أن وادي النيل هو المنخفض الوحيد الذي يقل مستواه عن مستوى سطح البحر.

ساهمت التضاريس في تشكيل تضاريس الفيوم، مما أدى إلى ظهور مناطق مليئة بالمدرجات والمصاطب التي صنعها الإنسان.

مشروع تنقية مياه الصرف

لتحسين الوضع البيئي في بحيرة قارون، بدأت الحكومة المصرية مشروعاً لتنقية مياه الصرف. يهدف هذا المشروع إلى تنقية مياه الصرف واستغلالها في الأغراض الزراعية، بدلاً من رميها في البحيرة.

يُشكل هذا المشروع خطوة هامة في سبيل حماية بحيرة قارون والحفاظ على النظام البيئي فيها.

Total
0
Shares
المقال السابق

بحيرة قارون: تاريخها، خصائصها، وأهميتها

المقال التالي

بحيرة قبر عون: جوهرة الصحراء الليبية

مقالات مشابهة

تأثير تلوث الهواء على البيئة

تُؤثّر تلوث الهواء بشكلٍ سلبي على البيئة، من خلال تكوُّن المطر الحِمضيّ، وتآكُل طبقةِ الأوزون، وزيادة الاحتباسِ الحراريِّ، وتضرُّرُ الحياةِ البريَّةِ. تُناقش هذه المقالةُ هذه التأثيراتِ بالتفصيلِ، وتُسلّط الضوءَ على أهميّةِ حمايةِ البيئةِ من التلوُّثِ.
إقرأ المزيد