المحتويات
- بحيرة النطرون: موقعها ونظامها البيئي
- سبب تسمية البحيرة ولونها الغريب
- الحياة في بيئة البحيرة القاسية
- ظاهرة التحنيط الطبيعي في بحيرة النطرون
بحيرة النطرون: موقعها ونظامها البيئي
تقع بحيرة النطرون (Natron lake) في شمال تنزانيا على حدودها مع كينيا، تحديداً في الجهة الشرقية من الصدع الإفريقي الشرقي. تُعد البحيرة من بين أكثر الأماكن ملوحة في العالم، وتُغذيها الينابيع الساخنة الغنية بالمعادن، بالإضافة إلى نهر إيواسو نجيرو من الجنوب.
تتميز بحيرة النطرون بضحالتها، حيث لا يتجاوز عمقها ثلاثة أمتار، بينما يتغير عرضها بشكل مستمر تبعاً لمستوى المياه، والذي يتأثر بنسبة التبخر العالية في المنطقة. يُتركّز العديد من المعادن والأملاح على ضفاف البحيرة نتيجة عملية التبخر.
يقع حوض النطرون في منطقة ذات أراضٍ رطبة، بينما المناطق المحيطة بها جافة ومميزة بأمطار غير منتظمة. تتميز مياه البحيرة بدرجة حرارة عالية تصل إلى 60 درجة مئوية، وتتراوح درجة الحموضة بين 9 و10.5، مما يجعلها بيئة قلوية شديدة.
سبب تسمية البحيرة ولونها الغريب
تم تسمية البحيرة بهذا الاسم بسبب وجود الأملاح والمعادن الغنية بكربونات الصوديوم، وكلوريد الصوديوم، وكبريتات الصوديوم، وبيكربونات الصوديوم، والتي تُعرف باسم “أملاح النطرون”. تُعرف هذه الأملاح بشدّة قاعديتها وشدّة ملوحتها نتيجة التبخر العالي في المنطقة.
تبدو مياه بحيرة النطرون باللون الأحمر لوجود نوع من البكتيريا ذاتية التغذية التي تتأثر بالملوحة. تفرز هذه البكتيريا صبغة حمراء تُعطي المياه لونها المميز.
الحياة في بيئة البحيرة القاسية
تُعتبر الحياة في بحيرة النطرون شبه مستحيلة للكثير من الكائنات الحية بسبب طبيعتها القلوية والمالحة ودرجة حرارتها العالية للغاية. لا يعيش في هذه البحيرة سوى نوعين من الأسماك، وبعض أنواع طيور النحام النادرة، والتي تستطيع التكيف مع هذه الظروف القاسية.
تتغذى طيور النحام على الطحالب التي تنمو في مياه البحيرة، بينما تُحاط البحيرة بمصانع لاستخراج كربونات الصوديوم وتوليد الطاقة الكهربائية، مما يُشكل تهديداً على بيئة البحيرة.
ظاهرة التحنيط الطبيعي في بحيرة النطرون
قام المصور “نيك برانت” بتصوير العديد من الكائنات البحرية المتحجرة في بحيرة النطرون. بينما لا تُحوّل البحيرة الكائنات إلى أحجار بشكل مباشر، فإن الظروف القاعدية لمياهها تُسبب حرق عيون وجلد الكائنات التي لا تستطيع التكيف معها.
تسقط هذه الكائنات في البحيرة، وتعمل مادة بيكربونات الصوديوم على حفظ جثثها، وهي مادة تُستخدم في التحنيط، وتتركها في شكل حيوانات متحجرة. قام المصور “برانت” بتصوير هذه الكائنات بشكل فني، مما يجعلها تبدو وكأنها حية ومتحجرة.