بحور الشعر النبطي

تعرف على بحور الشعر النبطي الرئيسية والمبتكرة. استكشف وزنها وقوافيها وأمثلة من شعر الشعراء النبطيين.

فهرس المحتوى

بحور الشعر النبطي الرئيسية

تنقسم بحور الشعر النبطي إلى بحور رئيسية وبحور مبتكرة. تُعرف البحور الرئيسية بأنها تلك التي نظم عليها الشعراء النبطيون وتوارثوها عبر الأجيال.[1]

البحر الهلالي

يُسمى البحر الهلالي بهذا الاسم لأنّ أكثر الذين قالوا هذا الوزن من الشعر هم قبيلة بنو هلال. يَقابل هذا البحر من البحور العمودية البحر الطويل. تأتي أوزان البحر الهلالي على شكلين: طويل وقصير.

الوزن الطويل: “فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن”

الوزن القصير: “مستفعلن مستفعلن فاعلن فعو”

من أمثلة الشعر النبطي على الوزن الهلالي قول الشاعر منصور سالم اللغويّ:[2]

ترى الناس ما هي في بعضها مغفلة
تميز ثقال عقولها من خفيفها

البحر الصخري

ينسب هذا البحر إلى قبيلة بني صخر الشامية المقيمة في الأردن ولذلك سُمي باسمها. يقابله من البحور العمودية البحر الوافر.[1]

مثال على شعر صخري من قصيدة “ثلاث سنين” للشاعر الفيصل:

ثلاث سنين ودموعي حيارى
متى يا ناس في خدي تبارى
سقى غيث الحيا قلبي المولع
سقى قلبٍ بدنيا الحب حارا
أنا المشغوف في وصلي وصدي
أحب الحب حلو أو مرارا

بحر الحداء

سُمي بحر الحداء نسبةً إلى “نداء” البدوي للإبل. هذا البحر يَتميز بطابعه الحماسي الذي يثير القوة النفسية والجسدية. كثيراً ما يُستخدم في الشعر الحربي؛ فهو يناسب مقارعة السيوف وأصواتها وحالة الفوضى التي تعمّ ساحة المعركة. يقابله من بحور الشعر العمودي البحر الرجز.[1]

مثال على شعر حداء من قصيدة “نشوة عز” للشاعر خالد الفيصل:

على الركايب وفوق الخيل
غارات جسش وخياله
صباح والاهجاد الليل
ما أحدٍ تهنى بمقياله

بحر المروبع

سُمي المروبع لأنه يتألف من أربعة أشطر تتفق أول ثلاثة في القافية، وتختلف القافية في الشطر الرابع. كثيراً ما يُستخدم هذا النوع في الموشحات.

مثال على شعر مروبع من قول الشاعر محسن الهزاني:[3]

طعني ناب الزمان فقلت آه
نابني وأنا هارب من بلاه
أشوف الصبح ليلٍ وأعجز عن سناه
بقلب البيد أفكاري تهاوي

بحر القلطة

تعني كلمة “قلطة” محاورة. هذا النوع من الشعر يستلزم وجود شاعرين يتحاوران معًا حوارًا شعريًا. يعتمد هذا البحر على الارتجال، حيث يلقى شاعر بعض الأبيات أمام جمع من الشعراء والناس، ثمّ يقوم شاعر آخر بالرد عليه.[4]

بحر الرجدي

يأتي وزن البحر الرجدي على وزن “فاعل فاعل فاعل فا”. يُرجح سبب الحذف في (فا) إلى التخفيف. يقابله في البحور العمودية البحر المتدارك.[4]

مثال على شعر رجدي:

صلوا يا هالمسلمين
على النبي المختار

بحور الشعر النبطي المبتكرة

هي البحور التي ابتكرها الشعراء، ونظموا عليها وأصبحت ضمن بحور الشعر النبطيّ.

البحر المسحوب

سُمّي بذلك لأنّ المغني يسحب معاه نفسًا طويلًا مع قوس الربابة، ويكون له قافيتان، ولا يجوز التقاؤهما أبدًا. يشكل هذا البحر ثمانين بالمئة من الشعر النبطي المكتوب؛ لقدرة الناس على غنائه كثيرُا دون الحاجة إلى تعديل الألفاظ أو تبديلها فهو يُغَنّى كما هو.[5]

مثال على شعر مسحوب:

يا ليل دانة لدانة
أشكي ولا من يجيب
إن كان هذا جزانا
الله يجازي الحبيبالبحر

البحر الهجيني

يأتي شطره الأول بشيء من الطول والآخر بشيء من القصر. يقابله من البحور العمودية: البحر السريع و البحر البسيط.[1]

مثال على شعر هجيني:

البارحة في عتيم الليل ناحت حمامة
بالصوت مترنمة
صاحت بصوتٍ لها من فوق راس العدامة
محدٍ لها فاهمه
والله لولا الحيا، وأزرى وأخاف الملامة
لأحبه من مبسمه

بحر الفنون

أسّس هذا البحر الشاعر ابن لعبون. كشف ابن لعبون بأشعاره عن هموم الناس وما يشغل بالهم كأنّه مرآة صقيلة. يُمكن لهذا البحر أن يُعبّر عن الفن الذي بداخلك.[1]

مثال على شعر فنون:

ليلي غربوفيه نجمي تولى
وعند القمر أنا قاعد اتسلى
افكر بالولف والولف ما تدلى
إن ينصف القلب ينصفه بسبعين علة وعلة

بحر العرضة

هو مثل شعر اللقطة، كلاهما يُعتبران أسلوب محاورة. تعني المحاورة أن يتحدى شاعران بعضهما البعض من قول الشعر الارتجالي. يجب أن يقال الشعر من الشاعرين على نفس الوزن والقافية وحرف الروي والموضوع أو ما يتفرع عنه. اشتهر هذا البحر في بلاد الشام خصوصًا فلسطين.[1]

مثال على شعر عرضة من قول علي ابن زايد الجهلاني:

إنّه يقول ابن زايد يا عمى قلبي
وأقول يعميك ربي يا من أعمانين
نسيت عهد المودة بيننا بينا عشمتروحي
وصار القلب غيبوني

يرد عليه سعد بن مرعي الحارثي فيقول:

يا بو سفر شفت هذا الوقت متقلبي
مرد يجيني عسر ومراد نعماني
يا زين طلع الفواكه بين نابين
وأنا أعرف البادية واللي تغيبوني

البحر السامري

سُمّي بذلك لأنه وليد السهر، ولأنّ الشعر يُسامر الشاعر في الليل الطويل. “سامر” تعني المرافقة ومن هنا أطلق عليه البحر السامري.[1]

مثال على شعر سامري من قول الشاعر خالد الفيصل:

طال السفروالمنتظر ملّ صبره
والشوق يا محبوب في ناظري شاب
ردّ النظر خليت بالكف جمره
“سعيرها في داخل القلب شبّاب

البحر الزهيري

يُرتبط اسم هذا البحر بالملا جادر الزهيري، على الرغم من وجوده قبلًا. يتميز بكثافة الإيقاع بفعل التقفية التي يعتنى بها فيه. من تسمياته الموال. يقابله من البحور العمودية البحر البسيط.[1]

مثال على شعر زهيري:

سودة عيونك رمت أهل المحبة عام
وأهويت شخصك أصيل الأب خال وعام
إن غبت عن ناظري ساعة تعادل عام
يا من معانيك تحلالي بزمان وعصرو
وجهك ضوى كالبدر والشمس ظهر وعصر
الورد في وجنتك شهد المباسم عصر

المراجع

  1. أبتثجحخدذحمزة الجبالي، موسوعة الشعر النبطي الخليجي، صفحة 6. بتصرّف.
  2. سالم الرميضي، العتبات الخمس، صفحة 136.
  3. محمد بن راشد العثمان الهزاني (2006)، الميزان في تاريخ بني هزان نسبها (الطبعة 1)، بيروت اللبنان ص.ب الحازمية مفرق جسر الباشا سنتر عكاوي طابق الاول :الدار العربية للموسوعات، صفحة 100.
  4. أبكاتب غير محدد، الإبداع الفني في الشعر النبطي القديم، صفحة 59. بتصرّف.
  5. أحمد الواصل (2014)، تغني الأرض؛ إرشيف النهضة وذاكرة الحداثة (الطبعة 2)، لبنان / بيروت – برلين – سامية جنزير:منشورات ضفاف، صفحة 209. بتصرّف.
Total
0
Shares
المقال السابق

بحور الشعر العربي وتفعيلاتها

المقال التالي

بحور المعلقات العشر

مقالات مشابهة

الدعابة والمرح في الحكايات العربية القديمة

نظرة على الدعابة والمرح في الحكايات العربية القديمة. استكشاف سمات الأدب الفكاهي في القصص العربية، وأعمال عربية قصصية تتناول الفكاهة، وأنواعها المختلفة، مع أمثلة توضيحية.
إقرأ المزيد