جدول المحتويات
- نظرة عامة على السرطان
- التغيرات الخلوية غير السرطانية
- أسباب حدوث السرطان
- عوامل خطر الإصابة بالسرطان
- طرق انتشار السرطان
- أنواع السرطان
- أعراض السرطان
- تشخيص السرطان
- علاج السرطان
- الوقاية من السرطان
- نصائح للمصابين بالسرطان
- فيديو عن العلاج المناعي للسرطان
- المراجع
ما هو مرض السرطان؟
يُعرَّف السرطان على أنه نمو غير طبيعي للخلايا. تختلف الخلايا السرطانية عن الخلايا الطبيعية في الشكل والوظيفة، فهي تنمو بسرعة أكبر. يمكن أن تنتشر هذه الخلايا إلى أجزاء أخرى من الجسم، مكونةً أورامًا. الأورام هي تجمعات غير طبيعية من الخلايا لا يمكن للجسم التحكم في معدلات انقسامها ونموها. تنقسم الأورام إلى أورام خبيثة واورام حميدة. الأورام الخبيثة تُسمى أيضًا بالسرطان، وهي سريعة النمو ولديها القدرة على الانتشار إلى أنحاء مختلفة من الجسم، مما يؤدي إلى تدمير الأنسجة المجاورة. أما الأورام الحميدة، فإنها محصورة في منطقة محددة من الجسم، وتنمو بمعدل أقل.
التغيرات في الخلايا غير السرطانية
قبل التوسع في شرح الخلايا السرطانية، من المهم ذكر إمكانية حدوث بعض التغيرات غير الطبيعية في خلايا الجسم، والتي لا تُصنف ضمن الخلايا السرطانية. ومع ذلك، قد تؤدي بعض هذه التغيرات إلى تحول الخلية إلى خلية سرطانية في حال عدم الخضوع للعلاج المناسب. فيما يلي شرح لبعض هذه التغيرات:
- فرط التنسج (Hyperplasia): يُعبر فرط التنسج عن ارتفاع معدّل التكاثر أو الانقسام الخلوي عن النسبة الطبيعية للخلايا، مما يؤدي إلى تراكمها. لا تُظهر الأنسجة المصابة بفرط التنسج أي علامات غير طبيعية عند الكشف عنها باستخدام المجهر. هناك العديد من المشاكل الصحية والعوامل التي قد تؤدي إلى فرط التنسج مثل التهيج المزمن في أحد الأنسجة.
- خلل التنسج (Dysplasia): يشبه خلل التنسج فرط التنسج، إلا أن شكل الخلايا والأنسجة يبدو غير طبيعي عند الكشف عنها باستخدام المجهر في هذه الحالة. تُعد مشكلة خلل التنسج أكثر خطورة من فرط التنسج، مما يستدعي الحاجة للمراقبة والخضوع للعلاج في بعض الحالات. تزداد فرصة تحول هذه الخلايا إلى خلايا سرطانية كلما زاد تشوّه هذه الخلايا والأنسجة عند الكشف عنها. من الأمثلة على خلل التنسج الشامة أو الوحمة ذات الشكل غير الطبيعي والمعروفة بوحمة خلل التنسج (Dysplastic nevus)، والتي في بعض الحالات النادرة قد تتحول إلى ورم ميلانيني أو سرطان الخلايا الصبغية (Melanoma).
- السرطانة اللابدة (Carcinoma in situ): على الرغم من أن مصطلح السرطانة اللابدة يبدو وكأنه يُعبر عن أحد أنواع السرطان، إلا أن هذا النوع من اضطراب الخلايا لا يُعد من أنواع السرطان على الرغم من خطورته الشديدة. لا تمتلك هذه الخلايا القدرة على الانتقال إلى الأنسجة المجاورة، ولكن في بعض الحالات قد تتطور إلى خلايا سرطانية. لذلك يتم علاج معظم حالات السرطانة اللابدة لمنع تطوّرها.
ما الذي يسبب السرطان؟
لا يوجد سبب رئيسي واحد للإصابة بالسرطان. يعتقد العلماء أن هناك العديد من العوامل المختلفة التي قد تسبب الإصابة بالسرطان، مثل العوامل البيئية والوراثية، والصفات البنيوية الفريدة للشخص.
يعتقد العلماء أن تحول الخلية إلى خلية سرطانية يحدث نتيجة تراكم العديد من الطفرات الجينية في المادة الوراثية للخلية، خاصةً الطفرات التي تؤثر في الجزء المسؤول عن توجيه الخلية للنمو والانقسام. قد يؤدي أي خطأ في التعليمات التي توقف الخلية عن أداء وظيفتها الطبيعية إلى تحولها إلى خلية سرطانية.
يمكن تقسيم الطفرات الجينية إلى طفرات موروثة تحدث قبل الولادة من الوالدين وتكون مسؤولة عن نسبة بسيطة فقط من حالات الإصابة بالسرطان، وطفرات جينية مكتسبة تحدث بعد الولادة وتكون مسؤولة عن نسبة أكبر من حالات الإصابة بالسرطان. قد تحدث هذه الطفرات لأسباب عديدة مثل التعرّض لبعض العناصر الكيميائية، والأشعّة، والفيروسات، والتدخين، واتباع نمط حياة غير صحي لا تتم فيه ممارسة التمارين الرياضية، ومعاناة الشخص من السمنة، بالإضافة إلى بعض الاضطرابات الهرمونية والالتهابات المزمنة.
تمتلك خلايا الجسم آلية دفاعية تحميها من هذه الطفرات والاضطرابات التي تصيب المادة الوراثية. لكن في بعض الحالات النادرة، قد لا تتنبه الخلايا إلى هذه الاضطرابات مما يؤدي إلى تحولها إلى خلايا سرطانية.
فيما يلي بيان لبعض التأثيرات الشائعة التي قد تحدث في الخلية نتيجة التعرّض للطفرات الجينية:
- فرط النمو: قد تُسبب بعض الطفرات الجينية فقدان الخلية لقدرتها على تنظيم عمليّة النمو والانقسام، مما يؤدي إلى فرط الانقسام والنمو وتكوين خلايا جديدة تحمل نفس هذه الطفرة الجينية.
- فقدان القدرة على تثبيط نمو الخلية: تؤثر بعض الطفرات الجينية في الجينات الكابتة للتسرطن (tumor suppressor genes)، وهي الجينات المسؤولة عن تثبيط نمو وانقسام الخلية عند وصولها للحد الطبيعي. وهذا بدوره يؤدي إلى فقدان السيطرة على نمو وانقسام الخلية عند وصولها للحد الطبيعي، وهو ما يحدث في الخلية السرطانية مما يؤدي إلى انتشار السرطان.
- اضطراب عملية إصلاح المادة الوراثية: تكون وظيفة بعض الجينات بشكل خاص إصلاح الاضطرابات في المادة الوراثية للخلية. في حال حدوث طفرات في هذه الجينات، فقد تتوقف عملية الإصلاح مما يؤدي إلى زيادة الأخطاء في المادة الوراثية للخلية وارتفاع خطر تحولها إلى خلية سرطانية.
من المهم ملاحظة أن الخلية لا تتحول عادةً إلى خلية سرطانية إلا عند إصابتها بعدة طفرات جينية. لم يتمكن العلماء من تحديد عدد هذه الطفرات الجينية حتى الآن، ويُعتقد أن عدد الطفرات التي تسبب السرطان يعتمد على نوع السرطان. وعلى الرغم من أن بعض الطفرات الموروثة قد تزيد من خطر الإصابة بالسرطان، إلا أن هذه الطفرات لا تعني بالضرورة إصابة الشخص بالسرطان. قد يحتاج هذا الشخص في هذه الحالة إلى عدد أقل من الطفرات الجينية المكتسبة لتحول الخلية إلى خلية سرطانية.
عوامل خطر الإصابة بمرض السرطان
توجد العديد من عوامل الخطر التي قد تزيد من فرصة الإصابة بمرض السرطان. يمكن تعريف عوامل الخطر على أنها أي سبب يزيد من فرصة إصابة الشخص بأحد الأمراض على الرغم من عدم تسببه بالمرض بشكل مباشر. قد تؤدي عوامل الخطر إلى انخفاض قدرة الجسم على مقاومة المرض.
من عوامل الخطورة التي قد تزيد من فرصة الإصابة بمرض السرطان:
- أنماط الحياة: يؤدي اتباع نمط حياة غير صحي إلى ارتفاع خطر الإصابة ببعض أنواع مرض السرطان، مثل تناول الأطعمة الغنية بالدهون، والتدخين، والعمل ضمن بيئة تؤدي إلى التعرض لبعض المواد الكيميائية السامة. لا يلعب هذا النوع من عوامل الخطورة دوراً كبيراً في إصابة الأطفال بمرض السرطان بسبب عدم تعرضهم لهذه الأنماط غير الصحية لفترة طويلة، وإنما يكون لهذه العوامل تأثير أكبر في الأشخاص البالغين.
- التاريخ العائلي الصحي: قد يلعب هذا العامل دوراً مهماً في إصابة الأطفال بالسرطان. كما تم ذكره سابقاً، فإن وراثة بعض الطفرات الجينية تؤدي إلى ارتفاع خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان. قد تلعب بعض الظروف العائلية غير المعروفة دوراً في إصابة أكثر من شخص من نفس العائلة بمرض السرطان، مثل التعرض لنفس الكمية من بعض المواد الكميائية نظراً للعيش في نفس البيت أو البيئة المحيطة.
- الأمراض الوراثية: تؤثر بعض الأمراض الوراثية في الجهاز المناعي ونخاع العظم مثل متلازمة فيسكوت ألدريتش (Wiskott-Aldrich syndrome)، مما قد يؤدي إلى اضطراب قدرة الجهاز المناعي على مقاومة السرطان، واضطراب الخلايا الجذعية (Stem cells) في نخاع العظم، وبالتالي انقسامها إلى خلايا مشوهة أو خلايا سرطانية في بعض الحالات. قد يكون هذا الاضطراب في الخلايا الجذعية ناجماً عن التعرض لبعض المواد السامة، أو بعض أنواع الفيروسات، أو بسبب وجود بعض الطفرات الجينية.
- بعض أنواع الفيروسات: قد تؤدي الإصابة ببعض أنواع الفيروسات إلى ارتفاع خطر الإصابة بمرض السرطان خاصةً في مرحلة الطفولة نتيجة تسببها ببعض الاضطرابات في الخلية والتي تتكرر مع انقسامها. من أنواع السرطان التي قد تحدث نتيجة الإصابة ببعض الفيروسات لِمفومة هودجكين (Hodgkin lymphoma) وسرطان اللمفوما اللاهودجكينيّة (Non-Hodgkin Lymphoma). من الفيروسات التي قد تزيد من خطر الإصابة بمرض السرطان فيروس إبشتاين بار (Epstein–Barr virus)، وفيروس العوز المناعي البشري (Human Immunodeficiency Virus) المسبب لمرض الإيدز (AIDS).
- العوامل البيئية: يرتفع خطر الإصابة بمرض السرطان عند التعرض المتكرر لبعض أنواع الأسمدة والمبيدات الحشرية. كما قد أظهرت بعض الإحصائيات ارتفاع أعداد الإصابة ببعض أنواع السرطان في مناطق محددة لأسباب مجهولة على الرغم من عدم وجود صلة قرابة بين الأشخاص أو الأطفال المصابين، وهو ما قد يعود للعوامل البيئية المشتركة بين هذه الحالات.
- العلاج الإشعاعي والكيميائي: قد يؤدي التعرض السابق لجرعات عالية من العلاج الإشعاعي أو العلاج الكيميائي (Chemotherapy) لعلاج بعض أنواع الأورام إلى ارتفاع خطر الإصابة بأنواع ثانوية من الأورام أو السرطان في مراحل لاحقة من حياة الشخص، بسبب إمكانية تسبب هذا النوع من العلاج بحدوث اضطرابات في الجهاز المناعي، أو بعض الخلايا في الجسم.
كيف ينتشر السرطان؟
تحتاج الخلايا السرطانية للانتشار إلى الأنسجة المجاورة أو مناطق أخرى من الجسم إلى امتلاك القدرة على تخطي الحواجز الداخلية في الجسم. لا تمتلك الخلايا السرطانية هذه القدرة في المراحل الأولى من الإصابة بالسرطان، إذ تتشكل الأورام الحميدة في بداية السرطان.
مع تقدّم الإصابة وتحولها إلى ورم خبيث، قد تمتلك الخلايا السرطانية القدرة على إنتاج إنزيمات البروتياز (Protease) التي تمكّنها من اختراق النسيج خارج الخلية (Extracellular matrix)، وحدود الأنسجة المحيطة، والروابط بين الخلايا السليمة المحيطة، مما يساعد على انتشار الخلايا السرطانية في الأنسجة المجاورة.
مع وصول مرض السرطان إلى المراحل المتقدمة، قد تمتلك بعض الخلايا السرطانية القدرة على اجتياز حواجز الجسم المختلفة مثل الأوعية الدموية، والأوعية اللمفاوية، مما يؤدي إلى انتقال الخلايا السرطانية إلى مناطق وأعضاء أخرى من الجسم. وتعرف هذه الحالة بالانبثاث أو هجرة الخلايا السرطانية (Metastasis).
قبل حدوث الانبثاث ونمو الخلايا السرطانية في مناطق أخرى من الجسم، تتعرّض هذه الخلايا لعدد من العقبات التي تحتاج أن تتغلب عليها قبل النمو والتكاثر في هذه المناطق الجديدة من الجسم.
أنواع السرطان
يمكن تقسيم مرض السرطان إلى نوعين رئيسيين:
- أمراض السرطان التي تصيب الدم والأنسجة المنتجة للدم: يشمل هذا النوع اللوكيميا (Leukemia) واللمفوما، أو سرطان الغدد اللمفاويّة (Lymphoma).
- أمراض السرطان الصلبة: تصيب أنسجة الجسم المختلفة الأخرى، وتنقسم إلى السرطانة (Carcinoma) والورم العضلي الخبيث أو الساركوما (Sarcoma).
فيما يلي شرح تفصيلي لهذه الأنواع المختلفة:
- اللمفوما واللوكيميا: تنشأ خلايا اللمفوما السرطانية ضمن العقد اللمفاويّة (Lymph nodes) وتُسبب ظهور كتل كبيرة من الأورام في مناطق انتشار العقد اللمفاويّة، مثل الصدر والإبط والبطن وأعلى الفخذ. أما بالنسبة لسرطان ابيضاض الدم أو اللوكيميا فينشأ من الخلايا المسؤولة عن إنتاج الدم في نخاع العظام، مما يؤثر في قدرته على إنتاج خلايا الدم الطبيعية.
- السرطانة: يصيب هذا النوع من السرطان كبار السن بنسبة أعلى من فئة الشباب، وينشأ ضمن الخلايا المبطنة للأعضاء الداخلية والرئتين والجهاز الهضمي والجلد. لذلك تندرج ضمن هذا النوع العديد من أنواع السرطان المختلفة مثل سرطان الغدة الدرقية (Thyroid gland)، والبروستاتا (Prostate)، والقولون، والثدي، والجلد، والرئتين.
- الساركوما: على العكس من السرطانة، فإن هذا النوع من السرطان يكون أكثر شيوعاً لدى الأشخاص الأصغر سناً مقارنة بكبار السن. ينشأ هذا النوع من السرطان ضمن خلايا الأديم الأوسط (Mesodermal cells)، وهي أحد أنواع الخلايا التي تدخل في تكوين النسيج الضام (Connective tissue)، والعضلات، والعظام، والأوعية الدموية. من الأمثلة على هذا النوع من السرطان الورم الغرني العظمي أو الساركوما العظمية (Osteosarcoma)، والساركوما العضلية الملساء (Leiomyosarcoma)؛ وهو السرطان الذي ينشأ ضمن العضلات الملساء للمعدة.
أعراض السرطان
تظهر أعراض الإصابة بأحد أنواع مرض السرطان عادةً عند بدء تأثير السرطان في أحد وظائف الجسم المختلفة. لذلك قد تختلف أعراض مرض السرطان بحسب مكان نشوئه.
من المهم ملاحظة أن الأعراض التي قد تظهر عند الإصابة بمرض السرطان لا تعني بالضرورة الإصابة بالسرطان. فقد تظهر نتيجة الإصابة ببعض المشاكل الصحية الأخرى.
فيما يلي بيان لبعض الأعراض التي قد تصاحب الإصابة بمرض السرطان:
- ظهور كتلة غير طبيعية في منطقة الإبط أو الرقبة، أو أي من مناطق الجسم المختلفة.
- ملاحظة حدوث تغيّرات في الثدي، مثل تغيّر الشكل، واللون، والشعور بالألم، وخروج بعض الإفرازات من حلمة الثدي، وتغيّر شكلها الطبيعي، أو زيادة سماكة منطقة محددة في الثدي أو تجعّدها.
- فقدان الوزن غير المبرر.
- ظهور الإفرازات المهبليّة، أو المعاناة من نزيف مهبلي غير طبيعي.
- ظهور التقرّحات التي لا تمتثل للشفاء.
- المعاناة من النفخة المزمنة.
- الشعور بعدم تفريغ الأمعاء بشكل تام بعد الانتهاء من التبرّز.
- الإسهال أو الإمساك المزمن مجهول السبب.
- ألم الشرج أو البطن مجهول السبب.
- ملاحظة اضطراب عملية التبرّز لمدّة تزيد عن أسبوعين، وملاحظة خروج دم مع البول أو البراز.
- بحّة الصوت أو السعال المزمن، أو خروج دم مع السعال.
- ظهور شامات جلديّة جديدة أو بقع جلديّة، أو تغيّر في حجم الشامات الجلديّة القديمة وشكلها ولونها، أو ملاحظة نزيفها.
تشخيص السرطان
تُشخّص أو تُكتشف معظم حالات الإصابة بمرض السرطان بعد ظهور أعراض المرض أو بعد ظهور كتلة ورمية. للّكشف المبكر عن السرطان دور كبير في زيادة فرص الشفاء من المرض.
يمكن الكشف المبكر عن بعض أنواع مرض السرطان من خلال إجراء الفحص الذاتي الدوري، مثل سرطان الثدي والفم والخصيتين والجلد والشرج. قد يتم الكشف عن الإصابة بمرض السرطان في بعض الحالات بشكل غير معتمد أثناء تشخيص أو علاج إحدى المشاكل الصحية الأخرى، لكن ذلك في حالات قليلة.
توجد العديد من الاختبارات التشخيصية التي تساعد على الكشف عن الإصابة بمرض السرطان، بالإضافة إلى الاختبارات التي يتم إجراؤها بعد الكشف عن الإصابة والتي تساعد على تحديد مرحلة السرطان ومدى انتشاره، والعلاج المناسب ونسبة الشفاء المتوقعة. فيما يلي بيان لبعض الاختبارات التشخيصية المتبعة للكشف عن الإصابة بمرض السرطان:
- الفحص السريري: يجري الطبيب فحصاً سريريّاً (Physical exam) شاملاً للكشف عن وجود تغيّرات جلديّة أو كتل وأورام، أو انتفاخات غير طبيعية في الجسم.
- التحاليل المخبريّة: تساعد تحاليل الدم والبول على الكشف عن وجود اضطرابات ناجمة عن الإصابة بمرض السرطان.
- الاختبارات التصويريّة: توجد عدة أنواع مختلفة من الاختبارات التصويرية التي قد تستخدم للكشف عن مرض السرطان، والتي تساعد على الحصول على صورة دقيقة لأجزاء الجسم الداخلية، مثل التصوير بالأشعّة السينية (X-rays)، والموجات فوق الصوتية (Ultrasounds)، والتصوير الطبقي المحوري (CT scan)، والرنين المغناطيسي (MRI)، والتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (Positron emission tomography) واختصاراً PET.
- الخزعة: تُعد الخزعة (Biopsy) أدقّ الطرق التي يتم من خلالها الكشف عن الإصابة بمرض السرطان. يأخذ الطبيب عينة من النسيج أو الورم السرطاني ويحللها مخبريّاً. تعتمد طريقة الحصول على هذه العينة على نوع السرطان وموقعه.
علاج السرطان
يهدف علاج مرض السرطان إلى إزالة أو تدمير الخلايا السرطانية من خلال العلاج الدوائي أو طرق العلاج الأخرى.
يعتمد تحديد العلاج المناسب على عدة عوامل مختلفة مثل موقع الورم، وقدرة الشخص المصاب على تحمّل العلاج، ومرحلة السرطان ومدى انتشاره في الجسم.
فيما يلي بيان لبعض أنواع العلاجات المتبعة في علاج مرض السرطان:
- الجراحة: تُعد الجراحة إحدى طرق علاج السرطان الرئيسية والفعالة ضد العديد من أنواع السرطان المختلفة. وهي أقدم طرق العلاج والتي يتم اتّباعها إلى الآن. يعتمد اختيار اللجوء إلى العلاج الجراحي للتخلّص من السرطان على عدد من العوامل المختلفة مثل الصحّة العامة للشخص المصاب، ونوع السرطان، وحجم الورم وانتقاله إلى أجزاء أخرى من الجسم، ومكان الإصابة. قد يكون العلاج الجراحي كافياً للقضاء على مرض السرطان في بعض الحالات، أو قد يتم اتباع طرق علاجيّة أخرى بالتزامن مع الجراحة. في الواقع، فإن الكشف المبكر للإصابة بالسرطان يساهم في نجاح العمل الجراحي بسبب احتواء السرطان في مكان محدد من الجسم في مراحله الأولى في الغالب.
- العلاج الكيميائي: يُعرَّف العلاج الكيميائي أو الكيماوي كإحدى طرق علاج السرطان من خلال استخدام بعض الأدوية السامة للخلايا (Cytotoxics)، والتي تساعد على القضاء على الخلايا السرطانية أو الحد من قدرتها على النمو والانتشار. يُعد العلاج الكيميائي علاجاً جهازيّاً بسبب انتقاله عبر الدم واستهدافه لجميع الخلايا سريعة الانقسام والنمو في الجسم. وفي بعض الحالات قد يتم إيصال الدواء إلى الورم السرطاني بشكل مباشر ويُعدّ العلاج موضعيّاً في هذه الحالة. تختلف طريقة إيصال أدوية العلاج الكيميائي ومدّة العلاج، والمدّة بين جرعات العلاج بحسب حالة الشخص المصاب ونوع الدواء المستخدم. قد يتم الحصول على جرعة واحدة في اليوم، أو جرعة كل عدة أسابيع. كما قد يتم إعطاء الشخص المصاب فترات من الراحة بين جرعات الدواء. وفي الغالب يتم الحصول على جرعة العلاج الكيميائي داخل المستشفى، إلا أن بعض أنواع العلاج يمكن الحصول عليها في المنزل. كما تتوفّر أدوية العلاج الكيميائي بعدة أشكال صيدلانية مختلفة مثل الحبوب الفمويّة، والكبسولات، والأدوية السائلة، والحُقن الوريديّة، والأدوية الموضعية.
- العلاج الإشعاعي: يُعرّف العلاج الإشعاعي (Radiation therapy) باستخدام الإشعاع عالي الطاقة لاستهداف وتدمير المادة الوراثية للخلايا السرطانية لتثبيط قدرتها على الانقسام والنمو. وهو أحد أكثر أنواع العلاجات المستخدمة فاعليةً في القضاء على السرطان بعد العمل الجراحي بناءً على حالة الشخص المصاب. قد يتم استخدام العلاج الإشعاعي في المراحل الأولى من المرض أو في المراحل المتقدمة التي يتنشر فيها الورم إلى مناطق أخرى من الجسم.
- العلاج الموجه (Targeted therapy): هو عبارة عن أدوية تستهدف مناطق محددة ودقيقة في الخلايا السرطانية أو أحد العوامل التي تساهم في نموها. فقد تستهدف بروتينات أو جينات محددة ضمن الخلايا السرطانية، أو ضمن الخلايا التي تساهم في نموها وانتشارها مثل خلايا الأوعية الدموية المغذّية للأورام السرطانية.
- العلاج المناعي (Immunotherapy): يعتبر العلاج المناعي شكلاً من أشكال علاج السرطان الذي يهدف إلى تعزيز مناعة الجسم للقضاء على الخلايا السرطانية أو الوقاية من تشكّلها أو السيطرة عليها. يتم ذلك من خلال تنبيه الجهاز المناعي على وجود الخلايا السرطانية، أو تدعيم المناعة وتزويد الجهاز المناعي ببعض العناصر التي ترفع من قدرته الدفاعية.
- زراعة الخلايا الجذعية: يعتمد العلاج بزراعة الخلايا الجذعية (Stem cell transplants) على زراعة دم الحبل السري، أو زراعة نقي العظام للشخص المصاب للمساعدة على القضاء على مرض السرطان. غالباً ما يتم اتباع هذا النوع من العلاج في علاج أمراض السرطان التي تصيب الدم، أو الجهاز المناعي مثل اللمفوما، واللوكيميا، والورم النقوي المتعدد (Multiple myeloma). يشمل هذا النوع من العلاج إزالة الخلايا المتأثرة بالعلاج الكيميائي والإشعاعي ثم علاجها مخبريّاً وإعادة زراعتها في الجسم.
- العلاج الهرموني (Hormonal therapy): يمكن تعريف العلاج الهرموني للسرطان بالعلاج الذي يتخلّص من بعض أنواع الهرمونات أو تثبيطها، أو الحصول عليها للمساعدة على تخفيف سرعة نمو الأورام السرطانية أو الحد منها. مثل أنواع علاجات السرطان الأخرى، قد يتم استخدام العلاج الهرموني بشكل مفرد لعلاج السرطان، أو قد تتم مزامنته مع أنواع أخرى من العلاج. وقد يتم استخدامه لزيادة كفاءة بعض أنواع العلاج أيضاً مثل الوقاية من عودة نشاط وانتشار السرطان، أو تقليص حجم الورم قبل استخدام طرق علاجيّة أخرى.
الوقاية من السرطان
بحسب منظمة الصحّة العالمية، فإن الوقاية من مرض السرطان تُعد إحدى أفضل الطرق للسيطرة على المرض. إذ إن تطبيق بعض الاستراتيجيات الوقائية المبنيّة على أدلّة علمية وإجراء بعض التغييرات التي تساعد على تجنّب بعض عوامل خطر الإصابة بالسرطان قد يساهم في الحد من الوفيّات الناجمة عن مرض السرطان بما يتراوح بين 30-50% من الحالات. يساهم الكشف والعلاج المبكر للسرطان في السيطرة عليه.
فيما يلي بيان لبعض الإجراءات الوقائية التي قد تساعد على الحد من الإصابة بمرض السرطان:
- الامتناع عن جميع أشكال التدخين واستخدام منتجات التبغ.
- ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم.
- الامتناع عن تناول الكحول.
- المحافظة على وزن صحي.
- اتباع نظام غذائي صحيّ غني بالخضروات والفواكه.
- إجراء الفحوصات الطبية الدوريّة.
- تلقّي المطاعيم المضادة للفيروسات المسبّبة لمرض السرطان، مثل المطعوم المضاد لفيروس التهاب الكبد ب (Hepatitis B)، ومطعوم فيروس الورم الحليمي البشري (Human papillomavirus).
- الحد من التعرض للإشعاعات المؤينة (Ionizing radiation)، والأشعّة فوق البنفسجية (Ultraviolet radiation).
- تجنّب التعرض للتلوّث الهوائي، والدخان الناجم عن بعض أنواع الوقود الصلب.
- الحصول على العلاج المناسب عند الإصابة بأحد أنواع أمراض العدوى المزمنة.
نصائح للمصابين بالسرطان
قد تصاحب تشخيص وعلاج مرض السرطان العديد من التغيّرات على الصعيد النفسي والجسدي. من الجانب الجسدي، قد يعاني الشخص المصاب من تساقط الشعر، والألم، وتغيّرات في الوزن، والانتفاخ، والتعب والإعياء، واضطرابات الأكل، وفقدان السيطرة على عملية التبوّل أو التبرّز، وظهور الندبات، أو إزالة أحد أعضاء الجسم.
تؤثر هذه التغيّرات أيضًا على الجانب النفسي للشخص المصاب بسبب تذكيره المستمر بالمرض. من الناحية النفسية، يعاني الشخص المصاب من مجموعة كبيرة من المشاعر والتغيّرات. فقد يعاني من العزلة الاجتماعية، والقلق النفسي والاكتئاب، وانخفاض الثقة بالنفس.
تختلف طرق التأقلم المناسبة مع هذه التغيّرات من شخص إلى آخر، وتعتمد على عدة عوامل مختلفة مثل التجارب السابقة، وحالة الفرد وشخصيته.
على الرغم من فوائد اتباع الطرق التي كان الشخص يستفيد منها في السابق للتخفيف من الضغط النفسي، إلا أن هذه الطرق قد لا تكون كافية في حالة الإصابة بالسرطان. لذلك من الضروري للشخص المصاب طلب العون من الأشخاص الآخرين والخبراء، وأصحاب الخبرات السابقة للإصابة بالمرض، وذلك للحصول على نصائح حول الطرق المناسبة للتأقلم مع المرض.
في الواقع، لا توجد طريقة محدّدة يمكن اتباعها في هذه الحالة، وإنما يتم الحصول على أفضل النتائج عند اتباع عدة طرق والتوفيق فيما بينها.
فيما يلي بيان لبعض النصائح التي يمكن تقديمها للأشخاص المصابين بمرض السرطان:
- الإحاطة بطبيعة المرض: يساعد الحصول على معلومات حول المرض والتشخيص وطرق العلاج على تشكيل صورة واضحة لدى الشخص المصاحب حول ما يمكن توقّعه في المستقبل، والذي بدوره قد يساعد المريض على الشعور بالسيطرة والأمان.
- تنظيم المعرفة حول المرض: بعد تشخيص الإصابة بالمرض، يبدأ الشخص المصاب باستقبال كمّ هائل من المعلومات المختلفة حول حالته الصحية وطبيعة المرض، سواءً من المركز الصحي أو من العائلة والأصدقاء، مما قد يؤدي إلى ارتباك الشخص المصاب وتشتّته. لذلك يُنصح بتقديم المعلومات الضرورية فقط للشخص المصاب في هذه المرحلة للمساعدة على التعامل مع هذا الكم من المعلومات وتقبّلها بشكل تدريجي.
- البحث عن المعلومات من المصادر الموثوقة فقط: يجب الحرص على الحصول على المعلومات المتعلّقة بمرض السرطان من الأشخاص المتخصّصين فقط، أو من المواقع ذات المصادر الموثوقة لتجنّب الحصول على المعلومات العشوائية غير الدقيقة.
- عدم الإحراج من السؤال: في حال وجود بعض الأسئلة التي لم يتمكّن المريض من إيجاد أجوبة مناسبة لها، يجب عدم التردّد بسؤال الفريق الطبي المتخصّص في علاج حالته المرضية. يساعد على ذلك ترتيب الأسئلة بحسب الأهمية على ورقة لتقديمها في الموقت المناسب للفريق الطبي.
- مشاركة الآخرين: يمكن مشاركة المعلومات الجديدة التي يحصل عليها الشخص المصاب حول المرض مع الأشخاص المقربين للمساعدة على فهم هذه المعلومات وتحليلها، واتخاذ القرار المناسب حول الفعل المناسب في هذه المرحلة من المرض.
- تدوين المعلومات المهمّة: يمكن اتخاذ دفتر ملاحظات أو مذكرات، أو استخدام أحد تطبيقات الجوالات لتدوين المعلومات المهمّة مثل الآثار الجانبيّة التي يتعرّض لها الشخص، والأسئلة والمعلومات المجهولة، ومواعيد زيارة الطبيب. تجدر الإشارة إلى أهمية تدوين هذه المعلومات أيضًا في المستقبل لتتم الاستفادة منها في العلاج، خاصةً في حال مراجعة المريض لعدد من الأطبّاء المختلفين.
- المحافظة على النشاط البدني: يساعد إجراء التمارين الرياضية على إفراز هرمون الإندورفين (Endorphin) والذي بدوره يحسّن المزاج. يمكن الاكتفاء بتمارين بسيطة مثل المشي. كما يمكن إجراء التمارين الرياضية الخفيفة في المنزل في حال عدم الرغبة بالخروج إلى الشارع أو إلى النادي الرياضي بسبب التغيّرات الجسدية الظاهرة والناجمة عن علاج مرض السرطان.
- ممارسة تمارين الاسترخاء: يُنصح بإجراء تمارين الاسترخاء المختلفة مثل المسّاج أو التدليك، والتنفّس البطيء، وما يعرف بالتصور الموجّه (Guided imagery). تجدر الإشارة إلى توفّر بعض تطبيقات الجوالات الذكية التي تساعد على إجراء هذه التمارين.
- استشارة الطبيب: يمكن دائماً استشارة الطبيب حول كيفية التخفيف من آثار العلاج الجانبيّة، مثل تأثيرها في الجلد وكيفية التخفيف من الألم، والتعامل مع الأطراف الاصطناعية (Prosthesis) خلال فترة العلاج في حال استخدامها.
- اتباع نمط حياة صحي: يجب الحصول على الراحة الكافية، واتباع نظام غذائي صحي ومتنوع للمساعدة على المحافظة على الطاقة والنشاط، والتخفيف من التعب والإعياء الناجم عن علاج السرطان.
- طلب المساعدة من العائلة والأصدقاء: يجب عدم الامتناع عن طلب المساعدة من العائلة والأصد