اليوم الدولي لمكافحة العنف ضد المرأة: نظرة تاريخية وأهمية

اليوم الدولي لمكافحة العنف ضد المرأة: تاريخ الاحتفال، حادثة الأخوات ميرابال، وأهمية تخصيص يوم عالمي للتوعية بهذه القضية.

مقدمة عن اليوم الدولي لمكافحة العنف ضد المرأة

يُحتفل باليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة في الخامس والعشرين من شهر نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام. هذا اليوم ليس مجرد تاريخ عابر، بل هو رمز للتوعية بأبعاد العنف الجسدي والنفسي الذي تواجهه النساء والفتيات على مستوى العالم. إنه نقطة انطلاق لحملة تمتد 16 يومًا من النشاط المناهض للعنف المجتمعي، وتختتم في العاشر من ديسمبر/كانون الأول، الموافق لـ اليوم العالمي لحقوق الإنسان. هذه الحملة بدأت بمبادرة من أول معهد للقيادة العالمية للنساء، وتحت إشراف المركز الرئيسي للقيادة العالمية للنساء.

الخلفية التاريخية لليوم الدولي

لم يتم اختيار يوم 25 نوفمبر/تشرين الثاني عشوائيًا؛ بل هو يوم يحمل ذكرى أليمة لحادثة اغتيال الأخوات ميرابال عام 1960. الأخوات ميرابال كن ناشطات يدافعن عن حقوق المرأة، وقد تم قتلهن بسبب نشاطهن وهويتهن كنساء. منذ عام 1981، بدأت الحركات النسوية بإحياء ذكراهن في هذا اليوم. وفي عام 1993، أصدرت الأمم المتحدة قرارًا يهدف إلى القضاء على العنف ضد المرأة. هذا القرار عرّف العنف بأنه أي فعل يسبب أو يحتمل أن يسبب ضررًا جسديًا أو جنسيًا أو نفسيًا للمرأة، ويشمل التهديدات والإكراه والحرمان التعسفي من الحرية، سواء في الحياة الخاصة أو العامة.

كل هذه الجهود مهدت الطريق لاعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة في 7 فبراير/شباط 2000 قرارًا رسميًا بإعلان يوم 25 نوفمبر/تشرين الثاني يومًا عالميًا لمكافحة العنف ضد المرأة، ودعت الحكومات والمنظمات الدولية إلى المشاركة وتنظيم فعاليات تهدف إلى زيادة الوعي بهذه القضية.

قصة الأخوات ميرابال

الأخوات باتريا ومينيرفا وماريا تيريزا ميرابال ولدن في جمهورية الدومينيكان في الأعوام 1924، 1927، و 1935 على التوالي. تلقين تعليمهن في الدومينيكان، ودرسن في الجامعة. عملن مع أزواجهن في النشاط السياسي، مما أدى إلى اضطهادهن وعائلاتهن. على الرغم من سجنهن وسجن أزواجهن، استمرن في المشاركة في الأنشطة السياسية والدفاع عن حقوقهن. اغتيلن أثناء توجههن لزيارة أزواجهن في السجن، الأمر الذي أثار غضب الشعب في ذلك الوقت.

لماذا نحتاج إلى يوم عالمي لمكافحة العنف؟

هناك عدة أسباب تجعل وجود يوم عالمي لمكافحة العنف ضد المرأة ضروريًا:

  • العنف ضد المرأة يُعتبر انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان.
  • يُشكل العنف ضد المرأة وباءً عالميًا يؤثر على المجتمعات كافة.
  • ينشأ العنف ضد المرأة نتيجة للتمييز ضدها في القوانين، والأعمال، وعدم المساواة بين الجنسين.
  • يعيق العنف ضد المرأة التقدم في مجالات عديدة، مثل القضاء على الفقر، ومكافحة فيروس نقص المناعة البشرية، وتحقيق الأمن والسلام.
  • التغلب على العنف ضد المرأة ممكن، فالوقاية ضرورية وليست مستحيلة.

أنشطة وفعاليات اليوم الدولي

يشمل اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة فعاليات وأنشطة متنوعة تُقام في جميع أنحاء العالم، تهدف إلى تسليط الضوء على الحاجة الملحة لمواصلة العمل للقضاء على العنف ضد المرأة. تتضمن هذه الفعاليات إقامة مشاريع لتمكين النساء وأطفالهن لتجنب العنف، وتنظيم حملات لتعليم الناس وتثقيفهم حول عواقب العنف ضد المرأة. على المستوى المحلي، يمكن تنظيم فعاليات من قبل مجموعات نسائية، مثل وجبات الطعام الجماعية، وأنشطة لجمع التبرعات، وتقديم الأبحاث المتعلقة بقضايا العنف ضد المرأة في مجتمعاتهن. كما يمكن المشاركة في الحملات العالمية مثل “قل لا للعنف ضد المرأة” التي تشجع الأفراد على اتخاذ خطوات جادة لوضع حد لانتهاكات حقوق الإنسان ضد المرأة.

Total
0
Shares
المقال السابق

تطور النظريات الاقتصادية عبر التاريخ

المقال التالي

نظرة على تاريخ بلجيكا

مقالات مشابهة