الولادة المهبلية بعد جراحة قيصرية سابقة

معلومات حول الولادة المهبلية بعد الخضوع لعملية قيصرية واحدة، ومميزاتها ومخاطرها المحتملة وكيفية اتخاذ القرار المناسب.

مقدمة

الولادة المهبلية بعد جراحة قيصرية سابقة، والتي يشار إليها اختصاراً بـ (VBAC)، هي خيار متاح للعديد من السيدات اللاتي خضعن لعملية قيصرية واحدة في حملهن السابق. هذا الخيار يتيح للمرأة فرصة تجربة الولادة الطبيعية، ولكن يجب اتخاذ هذا القرار بحذر وبعد دراسة متأنية للمخاطر والمزايا المحتملة.

تأثير الجراحة القيصرية السابقة

تترك العملية القيصرية ندبة على الرحم، مما قد يزيد من خطر تمزق الرحم أثناء المخاض في الحمل اللاحق. ومع ذلك، فإن هذا الخطر يعتبر ضئيلاً جداً في حالة وجود عملية قيصرية واحدة سابقة (حوالي 1 من كل 250 سيدة). بشكل عام، تعتبر الولادة المهبلية بعد القيصرية آمنة لمعظم النساء.

الحالات التي يُفضل فيها تجنب الولادة المهبلية

في بعض الحالات، قد تكون الولادة المهبلية بعد القيصرية غير مستحبة أو خطيرة، وتشمل هذه الحالات:

  • وجود أكثر من عملية قيصرية سابقة.
  • عدم اتساع عنق الرحم بشكل كافٍ.
  • حدوث اضطرابات في نبضات قلب الجنين أثناء المخاض.
  • كون وضعية الجنين بالمقعدة (القدمين أو الأرداف أولاً).
  • الحمل بطفل كبير الحجم أو التوائم.
  • وجود حالات طبية أخرى تستدعي الولادة القيصرية.

إيجابيات الولادة المهبلية مقارنة بالقيصرية

للإقبال على الولادة المهبلية بدلًا من القيصرية فوائد عديدة، منها:

  • تقليل كمية النزيف والحاجة لنقل الدم.
  • تخفيف الألم وتسريع التعافي والخروج من المستشفى.
  • العودة السريعة إلى الحياة الطبيعية.
  • تجنب مضاعفات الجراحة والتخدير.
  • تقليل احتمالية التهاب الجرح والرحم.
  • زيادة فرص الولادة الطبيعية في المستقبل.
  • تقليل خطر تكون الالتصاقات بين طبقات البطن أو أعضاء البطن الداخلية، مما قد يقلل من مضاعفات الجراحات المستقبلية في منطقة الحوض.

كلما ازداد عدد العمليات القيصرية، زادت احتمالية التصاق المشيمة في الرحم، مما يزيد من خطر النزيف الشديد والحاجة إلى استئصال الرحم والمضاعفات الجراحية الأخرى.

المخاطر المحتملة للولادة المهبلية بعد القيصرية

على الرغم من أن الولادة المهبلية بعد القيصرية تعتبر آمنة بشكل عام، إلا أن هناك بعض المخاطر المحتملة التي يجب أخذها في الاعتبار:

  • تمزق الرحم: وهو خطر نادر ولكنه خطير، قد يؤدي إلى إصابة أو وفاة الجنين (حوالي 1 من كل 1000 جنين). وقد تحتاج الأم إلى عملية جراحية طارئة لإصلاح التمزق أو استئصال الرحم ونقل الدم.
  • مشاكل التخدير المفاجئة: هذه المخاطر أقل في المخاض الطبيعي، ولكنها تزداد عند استخدام الطلق الصناعي. تزداد المخاطر أيضاً إذا كانت المرأة قد خضعت للتخدير سابقاً.
  • استنشاق سوائل المعدة والتهاب الرئتين الحاد.

اعتبارات هامة قبل اتخاذ القرار

هل كل امرأة خضعت لعملية قيصرية واحدة مؤهلة لتجربة الولادة المهبلية لاحقاً؟ يعتمد هذا على عدة عوامل:

  • رغبة الأم: الرغبة في تجربة الولادة الطبيعية هي عامل أساسي.
  • سبب العملية القيصرية الأولى: يجب معرفة سبب إجراء العملية القيصرية السابقة، وهل هو سبب متكرر في هذا الحمل.
  • نوع العملية القيصرية: هل كانت العملية القيصرية سفلية أم علوية.

في حال تجاوز الحامل لموعد ولادتها الطبيعي أو عند وجود حاجة لتوليدها قبل موعدها وعدم وجود مخاض طبيعي، فإن تحريض المخاض قد يزيد من خطر تمزق الرحم. الأدوية المهبلية تزيد من خطر التمزق عند سيدة من كل 40 سيدة، بينما الأدوية الوريدية قد تزيد الخطر عند سيدة من كل 125 سيدة. المخاض الطبيعي قد يسبب التمزق عند سيدة واحدة من كل 250 سيدة، والقيصرية بدون مخاض قد تسبب التمزق عند سيدة واحدة من بين كل 625 سيدة (تمزق عفوي).

استشارة الطبيب

من الضروري مناقشة وضعك الخاص مع الفريق الطبي المشرف عليك لتحديد ما إذا كانت الولادة المهبلية خياراً مناسباً لك. يجب على الفريق الطبي مراجعة ملفك الطبي كاملاً، وعليكِ تقديم تقرير عن عمليتك القيصرية السابقة. اتخاذ قرار مستنير بالتشاور مع المختصين يضمن لكِ ولطفلكِ أفضل النتائج.

Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

الولادة المهبلية: نظرة شاملة

المقال التالي

أنواع الولادة: الطبيعية والقيصرية – نظرة شاملة

مقالات مشابهة