الولادة القيصرية: آثارها على الأم والجنين

تُقدم هذه المقالة شرحاً مفصلاً عن عملية الولادة القيصرية، مع التركيز على آثارها على الأم والجنين بعد الولادة، بما في ذلك التغيرات الجسدية والنفسية، والمضاعفات المحتملة، ونصائح العناية بعد الولادة.

فهرس المحتوى

الولادة القيصرية: فهم التقنية

تُعدّ عملية الولادة القيصرية (بالإنجليزية: Cesarean section) إجراء جراحيّاً يتمّ فيه إخراج الجنين من رحم الأم عن طريق عمل شقٍّ في جدار البطن والرحم. تُجرى هذه العملية عادةً في الحالات التي تُشكل فيها الولادة المهبلية خطراً على الأم أو الجنين، مثل وضعية الجنين غير الطبيعية (نزول القدم أو المؤخرة بدلاً من الرأس) أو وجود عيوب خلقية لدى الجنين أو معاناة الأم من مشكلات صحية تمنعها من الولادة المهبلية.

على الرغم من كونها إجراءً جراحيّاً مُهمّاً ينقذ أرواح الأمهات والأطفال، فإنّ الولادة القيصرية تُرافقها مخاطر ومضاعفات محتملة، تتطلّب من الأمهات عناية خاصة بعد الولادة. فبينما قد يكون التعافي أسرع بعد الولادة المهبلية، فإنّ الولادة القيصرية تُسبّب بعض التغيرات الجسدية والنفسية، التي تتطلب من الأمهات الاهتمام بها لتخفيف أعراضها وزيادة فرص التعافي.

الآثار المتوقعة بعد الولادة القيصرية

تمرّ الأمهات بعد الولادة القيصرية بمجموعة من الآثار المتوقعة، تشترك بعضها مع الولادة المهبلية بينما يظهر بعضها الآخر بشكلٍ خاصٍّ بعد الولادة القيصرية:

  • الإفرازات المهبلية: تستمرّ الإفرازات المهبلية بعد الولادة لعدة أسابيع، وتكون خلال الأيام الأولى حمراء اللون وسميكة، ثمّ تتغيّر لونها لتصبح بنّية أو مائلة إلى الأبيض المصفرّ ذات قوام خفيف يشبه الماء.
  • الانقباضات: تعاني المرأة بعد الولادة القيصرية من تقلّصات وانقباضات تشبه ألم الحيض، خاصةً أثناء الرضاعة الطبيعية. تُطلق هذه التقلّصات هرمون الأوكسيتوسين (بالإنجليزية: Oxytocin)، الذي يعمل على منع النزيف الشديد عن طريق الضغط على الأوعية الدموية في الرحم.
  • ألم الثدي: تشعر المرأة بالألم عند لمس ثديها بعد أيام قليلة من الولادة القيصرية، كما قد تشعر باحتقان الحلمة والمنطقة المحيطة بها. للتقليل من ذلك الألم تُنصح المرأة بالرضاعة الطبيعية بشكلٍ متكرر لتقليل احتقان الحليب في الثدي، واستخدام المضخة اليدوية لشفط الحليب، ووضع منشفة دافئة على الثدي، وأخذ حمام دافئ قبل الرضاعة الطبيعية، ووضع منشفة باردة على الثديين بين فترات الرضاعة.
  • تساقط الشعر: يمكن أن يتساقط شعر المرأة بعد الولادة لمدة تصل إلى خمسة أشهر.
  • تغيرات الجلد: تبدأ علامات تمّدد البطن بالتغيّر في اللون من الأحمر إلى الفضّي، وتبدأ البقع السوداء الداكنة من الجلد مثل الكلف على الوجه بالتلاشي بشكلٍ بطيء.
  • تغيّرات المزاج: قد يحدث للعديد من الأمهات تقلّبات في المزاج ونوبات من البكاء والقلق وصعوبة في النوم لمدة تصل إلى أسبوعين بعد الولادة.
  • اكتئاب ما بعد الولادة: يمكن أن تصاب بعض النساء بالاكتئاب ما بعد الولادة بوقت قصير، ومن أعراضه: تقلّبات مزاجية شديدة، وفقدان الشهية، وإرهاق شديد، وقلة المتعة في الحياة.
  • نقصان الوزن: تفقد المرأة ما يقارب ست كيلوغرامات من وزنها أثناء الولادة، ويستمر الوزن بالتناقص بعد الولادة نتيجة التخلّص من السوائل الزائدة في الجسم.

مضاعفات الولادة القيصرية

تُعدّ الولادة القيصرية إجراءً جراحيّاً، لذلك قد تترافق مع بعض المضاعفات الصحية المحتملة، التي يمكن أن تُصيب الأم أو الجنين. فيما يلي بعض المضاعفات الشائعة:

مضاعفات الولادة القيصرية على الأم

  • التهاب بطانة الرحم: (بالإنجليزية: Endometritis)، وهو التهاب يصيب غشاء بطانة الرحم.
  • نزيف ما بعد الولادة: (بالإنجليزية: Postpartum hemorrhage)، يُعدّ خطر النزيف المرتبط بالولادة القيصرية أكبر من خطر النزيف المرتبط بالولادة المهبلية.
  • الآثار الجانبية للتخدير: يمكن أن تعاني الأم من بعض الآثار الجانبية للتخدير المستخدم أثناء الولادة.
  • الجلطات الدموية: يُعدّ خطر الإصابة بالجلطات الدموية داخل أوردة الساقين أو الحوض أو الرئتين بعد الولادة القيصرية أكبر مقارنة بالولادة المهبلية.
  • عدوى الجروح: يمكن أن يصاب موقع الشق أو الرحم بالعدوى بعد الولادة القيصرية.
  • الإصابات الجراحية: يمكن أن تتعرّض الأعضاء المجاورة للرحم للإصابة بالخطأ أثناء عملية الولادة القيصرية مما قد يستدعي إجراء جراحة إضافية لإصلاح الضرر.
  • زيادة التعرض لمخاطر في حالات الحمل المستقبلية: تزيد الولادة القيصرية من خطر الإصابة بمضاعفات صحية عند حدوث الحمل مرة أخرى، مثل الإصابة بالمشيمة الملتصقة (بالإنجليزية: Placenta accreta) أو المشيمة المنزاحة (بالإنجليزية: Placenta previa).

مضاعفات الولادة القيصرية على المولود

  • صعوبات التنفس: تزيد الولادة القيصرية من خطر تعرض المولود للإصابة بتسرّع التنفس العابر (بالإنجليزية: Transient tachypnea)، وهي حالة يتنفس فيها الطفل بشكلٍ سريع وغير طبيعي أثناء الأيام الأولى بعد الولادة.
  • الإصابات الجراحية: قد يُصاب جلد الطفل في حالات نادرة بجروح أثناء عملية الولادة القيصرية.

العناية بالأم بعد الولادة القيصرية

تُعدّ العناية بالأم بعد الولادة القيصرية أمرًا مهمّاً لضمان شفاء سريع وتجنّب حدوث مضاعفات. تتمّ هذه العناية في المستشفى خلال الأيام الأولى، ثمّ تستمرّ في المنزل. إليك بعض النصائح للعناية بعد الولادة القيصرية:

العناية في المستشفى

  • النهوض من السرير: يُنصح بالنهوض من السرير ومحاولة الذهاب إلى الحمام في غضون 24 ساعة بعد الولادة، لأنّ ذلك يساعد على بدء عملية الشفاء والاعتياد على التحرك بوجود الشق في البطن.
  • تناول المسكنات: يُنصح بتناول المسكنات الآمنة للأم وللطفل في حال كانت ترضعه رضاعة طبيعية، وذلك لتخفيف آلام ما بعد الولادة.
  • المشي: يُنصح بالمشي في المستشفى لفترة قصيرة، والجلوس على كرسي هزّاز، وذلك لتسريع عملية الشفاء وللتخلّص من الغازات التي قد تعاني منها المرأة بعد الولادة القيصرية.

العناية في المنزل

  • التقليل من الأنشطة اليومية: يُنصح بتقليل مستوى الأنشطة اليومية، وتجنّب رفع الأشياء ذات الوزن الأكبر من وزن طفلها، وتجنّب القيام بمعظم الأعمال المنزلية، أو صعود الدرج أكثر من مرة.
  • الإكثار من شرب السوائل: يُنصح بالإكثار من شرب السوائل للحفاظ على رطوبة الجسم، وتناول وجبات صحية لاستعادة الطاقة، ومنع الإصابة بالإمساك.
  • ترتيب البيت: يُنصح بوضع الأغراض التي تحتاجها المرأة لغيار الطفل أو إعداد الطعام له في مكان قريب منها، حتى لا تضطر إلى التحرّك أكثر من اللازم.
  • الجماع: يُنصح بتجنّب الجماع الجنسي لفترة معينة يقررها الطبيب.
  • الاستحمام: يُنصح بعدم الاستحمام قبل شفاء الجرح وتوقّف النزيف.
  • الرياضة: يُنصح بعدم ممارسة الرياضة قبل استشارة الطبيب.

تُعدّ عملية الولادة القيصرية إجراءً جراحيّاً هامّاً ينقذ أرواح الأمهات والأطفال، لكنّها قد تُرافقها آثار ومضاعفات محتملة. لذا، يُنصح بمراجعة الطبيب بشكلٍ دوريٍّ بعد الولادة القيصرية لمتابعة حالة الأم والجنين والاطمئنان على صحتهم.

Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

آثار ليبيا القديمة

المقال التالي

آثار ما بعد عملية الليزك

مقالات مشابهة