الوخز بالإبر: نظرة شاملة

ما هو العلاج بالإبر؟

يُعتبر الوخز بالإبر (بالإنجليزية: Acupuncture) جزءًا هامًا من الطب الصيني التقليدي. يعتمد على إدخال إبر دقيقة جدًا في نقاط محددة على الجسم. يهدف هذا الإجراء إلى استعادة التوازن في تدفق الطاقة الحيوية، والتي تُعرف في الطب الصيني بـ “تشي”، عبر مسارات الجسم.

من ناحية أخرى، يفسر الأطباء الغربيون هذا العلاج كطريقة لتحفيز الأعصاب والعضلات والأنسجة الضامة. هذا التحفيز يعزز تدفق الدم ويحفز إنتاج المواد الطبيعية التي تعمل كمسكنات للألم.

مجالات استخدام الوخز بالإبر

على الرغم من أن الأدلة العلمية لا تزال قيد الدراسة في بعض الحالات، يستخدم المتخصصون الوخز بالإبر لعلاج مجموعة متنوعة من الحالات الصحية، خاصة تلك التي تؤثر على الجهاز العضلي الهيكلي. تشمل بعض الحالات التي يمكن فيها استخدام الوخز بالإبر، مع الأخذ في الاعتبار التوصيات المختلفة:

• صداع التوتر المزمن (بالإنجليزية: Chronic Tension-Type Headaches).
• الشقيقة (بالإنجليزية: Migraines).
• الآلام المزمنة، مثل آلام الرقبة (بالإنجليزية: Neck Pain).
• آلام المفاصل (بالإنجليزية: Joint Pain).
• آلام الأسنان (بالإنجليزية: Dental Pain).
• الآلام التي تحدث بعد العمليات الجراحية (بالإنجليزية: Postoperative Pain).

كيفية تنفيذ جلسة الوخز بالإبر

يختلف عدد الجلسات المطلوبة، وقد تصل إلى عشر جلسات. في الجلسة الأولى، يتم تقييم الحالة الصحية للمريض، ومراجعة تاريخه المرضي، وإجراء الفحص البدني. بعد ذلك، يمكن البدء في إدخال الإبر. عادةً ما تستغرق الجلسة الأولى ما بين 20 إلى 40 دقيقة.

يختار المعالج النقاط المناسبة لإدخال الإبر بناءً على الحالة الصحية للشخص. قد يتم اختيار عدد معين من النقاط، يصل إلى 12 نقطة، ويعتمد هذا العدد غالبًا على عدد الأعراض التي يعاني منها الشخص. يبدأ العلاج بجلوس المريض أو استلقائه، ثم يتم إدخال الإبر في منطقة ما تحت الجلد أو في النسيج العضلي. قد يشعر المريض بتنميل بسيط، ولكن يجب ألا يتسبب الإجراء في ألم كبير. يجب إبلاغ المعالج فورًا في حالة الشعور بألم حاد. تُترك الإبر في مكانها لمدة تتراوح بين بضع دقائق وثلاثين دقيقة. في بعض الحالات، قد يقوم المعالج بتحفيز الإبر باستخدام تيار كهربائي ضعيف، ويُعرف هذا الإجراء باسم الوخز الكهربائي بالإبر (بالإنجليزية: Electroacupuncture).

من الضروري أن تكون الإبر المستخدمة معقمة، وأن يكون طولها بضعة سنتيمترات. يجب استخدامها لمرة واحدة فقط، والتخلص منها مباشرة بعد الاستخدام.

الاحتياطات والإجراءات الآمنة في العلاج

من المهم إخبار الطبيب المعالج إذا كان المريض يستخدم الوخز بالإبر. على الرغم من أن العلاج يعتبر آمنًا إذا تم إجراؤه من قبل معالج معتمد، إلا أن التحقق من سلامة الطريقة والتأكد من اعتماد المعالج أمر ضروري. يجب الاطلاع على شهادة المعالج، فهي تدل على حصوله على التدريب اللازم والتزامه بقواعد العمل، مثل التخلص من الإبر بعد استخدامها.

في حالات نادرة، قد تحدث بعض المشاكل بعد العلاج، مثل الالتهابات بسبب عدم تعقيم الإبر. لذلك، من الضروري التأكد من استخدام مجموعة جديدة ومعقمة من الإبر في كل جلسة علاج.

الآثار الجانبية المحتملة

قد تحدث بعض الآثار الجانبية البسيطة وقصيرة المدى في بعض الحالات، ومنها:

• حدوث نزيف أو كدمات في منطقة إدخال الإبرة في الجلد.
• الشعور بالضعف والدوار.
• الشعور بالغثيان والشحوب.
• تفاقم الأعراض الموجودة سابقًا.

تحديات الدراسات المتعلقة بالوخز بالإبر

تهدف الدراسات الحالية إلى تقييم فعالية الوخز بالإبر في علاج بعض أنواع الألم وبعض الحالات الصحية، ومعرفة مدى استجابة الجسم لها. تبحث الدراسات عن فعالية العلاج في تقليل الهبات الساخنة (بالإنجليزية: Hot Flashes) المصاحبة لفترة انقطاع الطمث (بالإنجليزية: Menopause)، وقدرته على تخفيف الألم والانزعاج المصاحب للعلاج الكيماوي (بالإنجليزية: Chemotherapy). يتم أيضًا مقارنة العلاج بالوخز بالإبر بالوخز الزائف بالإبر (بالإنجليزية: Simulated Acupuncture)، وهي تقنية تستخدم إبرًا حادة الرأس قابلة للسحب تلمس الجلد دون اختراقه.

إجراء الدراسات حول الوخز بالإبر يواجه بعض التحديات، ومنها:

• تفاوت واختلاف التجارب السريرية (بالإنجليزية: Clinical Trials) في عدة أمور، مثل التقنيات المستخدمة، وعدد نقاط إدخال الإبر، وعدد الجلسات، ومدّة كل جلسة.
• اعتماد نتائج الجلسات على معتقدات المريض وتوقعاته عن العلاج، بالإضافة إلى ارتباط النتائج بعلاقة المريض بالمعالج، بدلاً من اعتمادها على العلاج نفسه.