فهرس المحتويات
ما هو النوم المفرط؟
يُعتبر النوم ركيزة أساسية للصحة الجسدية والنفسية للإنسان. فجودته تؤثر بشكل كبير على وظائف الجسم الحيوية، بما في ذلك صحة القلب، وجهاز المناعة، والقدرة على التركيز والإبداع. تختلف حاجة الفرد للنوم باختلاف العمر، حيث يحتاج حديثو الولادة إلى 14-17 ساعة يوميًا، بينما يحتاج البالغون إلى 7-9 ساعات تقريبًا، ويقل ذلك مع التقدم في السن. [1]
يُعرّف فرط النوم بأنه حالة عدم اكتفاء بالنوم، مصحوبة بنعاس زائد خلال النهار، مما يعيق القدرة على التركيز والتفكير، ويُقلل من مستويات الطاقة. هذا قد يؤدي إلى النوم في أوقات غير مناسبة، مثل أثناء العمل أو القيادة. [2]
أسباب النوم المفرط
من يعاني من فرط النوم قد يحتاج إلى 10-12 ساعة نوم يوميًا للشعور بالراحة. هناك العديد من الحالات الصحية التي قد تُسبب ذلك، ومنها:
- اضطرابات الغدة الدرقية: تلعب الغدة الدرقية دورًا حاسمًا في تنظيم عمليات الأيض عن طريق هرموني الثيروكسين (Thyroxine) وثلاثي يودوثيرونين (Triiodothyronine). قصور الغدة الدرقية (Hypothyroidism) قد يُبطئ العمليات الجسدية والعقلية بسبب نقص هرموناتها. [3, 4]
- الاكتئاب: يُعد الاكتئاب من الحالات الشائعة التي تُؤثر على المشاعر والسلوك، وقد يُسبب فرط النوم أو قلته، بالإضافة إلى أعراض أخرى كالحزن وفقدان الاهتمام وتغيرات الوزن. تُوجد عوامل متعددة تُساهم في الإصابة بالاكتئاب، بما في ذلك الكيمياء الدماغية والعوامل الوراثية والبيئية. [5]
- أمراض القلب: تُشمل أمراض القلب مجموعة من الاضطرابات التي تُصيب القلب والأوعية الدموية، مثل النوبة القلبية، وفشل القلب، واضطراب نظم القلب، وأمراض صمامات القلب، والسكتة الدماغية. بعض هذه الأمراض قد يُسبب فرط النوم. [6, 3]
- انقطاع النفس النومي (Sleep apnea): يُسبب هذا الاضطراب انقطاع التنفس بشكل متكرر أثناء النوم، مُصحوبًا بالشخير والشعور بعدم الراحة حتى مع النوم الطويل. يحدث ذلك بسبب ارتخاء عضلات الحلق أو خلل في إشارات الدماغ التي تُنظم التنفس، أو كليهما. أعراضه تتضمن فرط النوم، وصعوبة النوم المتواصل، والشعور بالاختناق، وضعف التركيز. [7]
- التغفيق أو النوم القهري (Narcolepsy): يُسببه تلف في خلايا منطقة تحت المهاد المسؤولة عن إفراز الهيبوكريتين (Hypocretin)، وهو مادة تُنظم دورات النوم والاستيقاظ. أعراضه تتضمن فرط النوم، وصعوبة التحكم في العضلات أحيانًا، والهلوسة. [8]
- بعض العلاجات الدوائية: يُعد النعاس من الآثار الجانبية الشائعة لكثير من الأدوية، مثل بعض أدوية ارتفاع ضغط الدم، وأدوية الأرق والقلق، ومُرخيات العضلات، وبعض أدوية الغثيان والقيء. [9]
- أسباب أخرى: تتضمن قلة النوم الليلي، والسمنة، والعوامل الوراثية. [10]
تشخيص النوم المفرط
يتم تشخيص فرط النوم عادةً من خلال استشارة الطبيب، الذي يستفسر عن عادات النوم، والحالة النفسية، والأدوية المُتناولة. قد يُجرى أيضًا بعض الفحوصات الطبية، مثل فحص الدم والتصوير الطبقي. يُعاني حوالي 40% من الأشخاص من أعراض فرط النوم بين الحين والآخر. [2]
طرق علاج النوم المفرط
تختلف طرق علاج فرط النوم حسب السبب، وتشمل:
- العلاج الدوائي: قد يُصف الطبيب بعض الأدوية، مثل مضادات الاكتئاب، لعلاج فرط النوم.
- علاج انقطاع النفس النومي: تُستخدم تقنيات خاصة لإبقاء الممرات التنفسية مفتوحة، كأجهزة ضخ الهواء عبر قناع أثناء النوم.
- استبدال الأدوية: إذا كان سبب فرط النوم أدوية مُعينة، يُمكن استبدالها بأخرى لا تُسبب هذا العرض.
- التوقف عن بعض المواد: مثل الكافيين والكحول، واستبدالها بأشياء أخرى كاللبن أو شاي الأعشاب.
نصائح لتحسين نوعية النوم
إضافة إلى العلاج، إليك بعض النصائح لتحسين جودة نومك:
- جدولة مواعيد النوم: الالتزام بمواعيد نوم ثابتة، حتى في أيام العطلة، يُساعد على تنظيم إيقاع النوم.
- بيئة نوم مريحة: توفير بيئة مظلمة، هادئة، وذات درجة حرارة معتدلة، مع اختيار سرير ووسادة مريحة.
- ممارسة الرياضة: ممارسة الرياضة بانتظام، ولكن تجنبها قبل النوم مباشرةً.