مقدمة
تعتبر المسلسلات التلفزيونية جزءًا لا يتجزأ من حياة الكثيرين في العصر الحديث. ومع ذلك، يثار التساؤل حول مدى توافق هذه المسلسلات مع تعاليم الدين الإسلامي، وما هي الضوابط الشرعية التي يجب مراعاتها عند مشاهدتها. هذا المقال يهدف إلى تقديم نظرة شاملة حول هذا الشأن.
مشاهدة الأعمال الدرامية ذات الطابع الديني
تباينت آراء العلماء حول حكم مشاهدة المسلسلات الدينية، وهذا التباين ناتج عن اختلافهم في أصل حكم التمثيل. بعض العلماء يرون أن التمثيل محرم بشكل عام لأنه يعتبر تقمصًا لشخصيات الآخرين، بينما يجيزه آخرون إذا كان يهدف إلى نشر الخير والفضيلة.
ومع ذلك، فإن المسلسلات الدينية التي تعرض على القنوات الفضائية غالبًا ما لا تخلو من المخالفات الشرعية. قد تتضمن هذه المسلسلات اختلاطًا بين الرجال والنساء بشكل غير جائز، وقد يشارك فيها ممثلون معروفون بارتكاب المعاصي، مما يسيء إلى صورة السلف الصالح.
كما أن هذه المسلسلات قد تقدم صورة غير دقيقة عن السلف الصالح وهيئاتهم وملابسهم، بالإضافة إلى أنها تتضمن التصوير الذي يعتبره البعض محرمًا في الشريعة الإسلامية. لذا، فإن الحكم الشرعي في مشاهدة هذه المسلسلات يميل إلى التحريم.
ويرى بعض أهل العلم أنه إذا خلت هذه المسلسلات من المنكرات، مثل تمثيل الصحابة أو الكذب وتزوير التاريخ، أو ظهور النساء المتبرجات، فلا بأس بمشاهدتها. ولكن يجب الحذر والتحقق من محتوى هذه المسلسلات قبل مشاهدتها.
أهمية غض البصر في الإسلام
تتجلى الحكمة من غض البصر في الإسلام في أنها تغلق باب الفتنة. فالعين هي مرآة القلب، وإذا غض المسلم بصره عن المحرمات، فإنه يحمي قلبه من الشهوات والاندفاع نحو المعصية. أما إذا أطلق المسلم بصره كيفما شاء، فإن قلبه ينفلت من زمامه وتنقش فيه صور المحرمات، مما يشغله عن التفكير في العبادة والطاعة.
وقد جاءت الشريعة الإسلامية لترتقي بالنفس الإنسانية وتحميها من الانجرار وراء الشهوات والرغبات المحرمة. فغض البصر يعتبر أدبًا نفسيًا يمنع المسلم من الوقوع في الفتنة والضلال.
وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على غض البصر، فقال: “العينان تزنيان وزناهما النظر”. وهذا الحديث يدل على خطورة النظر إلى المحرمات وأثره على القلب.