النظر إلى المحرمات: حكم وأحكام

ما هو الحكم الشرعي لمشاهدة الأفلام الإباحية؟ تعرف على الأضرار وكيفية التخلص من هذه العادة السيئة والتوبة منها. بالإضافة إلى نظرة على خطورة ذنوب الخلوات.

الرأي الشرعي في النظر إلى الصور والأفلام الخليعة

في الشريعة الإسلامية، أُمر المسلمون بحفظ أنفسهم والابتعاد عن كل ما يثير الفتنة ويؤدي إلى الفاحشة. لقد شدد الله تعالى على أهمية غض البصر، حيث قال في كتابه الكريم:

(قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّـهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ*وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ)

هذه الآية الكريمة تأمر المؤمنين والمؤمنات على حد سواء بصرف النظر عما حرم الله، وهو توجيه يهدف إلى حماية الفرد من الانجراف وراء الشهوات المحرمة التي قد تقوده إلى الوقوع في المعاصي. مشاهدة الأفلام الإباحية تعتبر من الأمور المحرمة لما لها من آثار سلبية على الفرد والمجتمع.

إن تحريم مشاهدة هذه الأفلام يأتي أيضاً بسبب ما فيها من النظر إلى العورات، وهو أمر محرم شرعاً.

الآثار السلبية لمشاهدة المواد الإباحية

تتسبب مشاهدة الأفلام والصور الإباحية في العديد من الأضرار التي تؤثر على قلب المؤمن وتضعف إيمانه. هذه المشاهد تتضمن النظر إلى ما حرمه الله من العورات، مما يؤدي إلى إثارة الغرائز والرغبات المحرمة، ويدفع النفس إلى التفكير في فعل الفاحشة. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:

(العينُ تَزني والقلبُ يَزني فزِنا العينِ النظَرُ وزِنا القلبِ التمَنِّي والفَرجُ يُصَدِّقُ ما هُنالِكَ أو يُكَذِّبُه)

لذلك، يجب على المسلم أن يحمي نفسه ويتغلب على شهواته من خلال استغلال أوقات فراغه في الأعمال الصالحة والعبادات التي تقربه إلى الله، بدلاً من الانجرار وراء المحرمات.

كيفية الإقلاع عن مشاهدة الأفلام المخلة بالآداب

يمكن التخلص من هذه العادة السيئة باتباع عدة طرق ووسائل، منها:

  • التوبة الصادقة: يجب على الشخص الذي وقع في هذه المعصية أن يتوب إلى الله ويتضرع إليه بالدعاء، سائلاً إياه أن يعينه على التخلص من المحرمات ويسهل له طرق الهداية. ويفضل الدعاء في أوقات الاستجابة، مثل وقت السحر.
  • الاشتغال بالطاعات: يجب ملء أوقات الفراغ بالأعمال الصالحة والعبادات، مثل الصيام وقراءة القرآن، وتجنب الجلوس منفرداً لفترات طويلة.
  • الابتعاد عن أصدقاء السوء: والتقرب إلى الصحبة الصالحة التي تعين على طاعة الله والابتعاد عن المعاصي.
  • مخافة الله وتقواه: وذلك بالحرص على فعل ما يرضيه وتجنب ما يغضبه.
  • العمل على إضعاف المحركات للشهوة: البدء بغض البصر عما حرّم الله تعالى، والابتعاد عن تصفح المواقع التي تعرض محتويات إباحية.
  • تعزيز العلاقة مع الله: وذلك من خلال قراءة القرآن والتدبر في معانيه، والتفكر في أسماء الله وصفاته، والإكثار من النوافل.
  • تذكير النفس بالجزاء: تذكير النفس بالجزاء العظيم الذي أعده الله تعالى لعباده الصالحين الذين يطيعونه ويجتنبون نواهيه.
  • إغلاق كافة المنافذ: التي قد توصل إلى الوقوع في المعصية أو اليأس من رحمة الله تعالى.

مفهوم وأثر ذنوب السر

ذنوب الخلوات هي المعاصي التي يرتكبها الشخص في السر عندما يكون بمفرده. في الدين الإسلامي، هناك ثلاث مراتب أساسية: الإسلام، والإيمان، والإحسان. والإحسان يتطلب استشعار مراقبة الله الدائمة لأعمال العباد. ففي الاصطلاح الشرعي، الإحسان يعني عبادة الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك. لذلك، يجب على المسلم أن يشعر دائماً بمراقبة الله له، وقد قال تعالى:

(وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ)

وقد حذر الله تعالى من ارتكاب المعاصي والمحرمات، قائلاً:

(وَمَن يَعْصِ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ)

المصادر

Total
0
Shares
المقال السابق

الأحكام المتعلقة بتطبيق قوانين غير منزل الله

المقال التالي

حكم نشر الصور الخليعة

مقالات مشابهة