النظرة الشرعية لقراءة الطالع الفلكي

ما هو الحكم الشرعي لقراءة الأبراج مع الإيمان بما تقوله؟ وماذا عن قراءتها بدون تصديق؟ وهل يختلف الحكم إذا كان القارئ جاهلًا بالحكم الشرعي؟ تعرف على آراء العلماء والأدلة الشرعية.

بيان حكم قراءة الطالع مع الاعتقاد بصحته

إن قراءة ما يُعرف بالطالع الفلكي، والاطلاع عليه، ثم الاعتقاد بصدق ما فيه، وربط ذلك بسعادة الإنسان أو شقائه في حياته، يعتبر أمرًا محرمًا في الشريعة الإسلامية، بل إنه يُعد نوعًا من أنواع الشرك بالله -تعالى-. وذلك لأنه يتضمن ادعاءً بعلم الغيب، والغيب لا يعلمه إلا الله وحده. فالذين يكتبون هذه التوقعات الفلكية يدّعون معرفة الغيب، وهذا يتعارض مع العقيدة الإسلامية الصافية.

وقد ورد في الحديث الشريف عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قوله:
“(من أتى عرافًا أو كاهنًا، يؤمنُ بما يقولُ؛ فقد كفر بما أُنزل على محمدٍ).”[١][٢]

إن التصديق بهذه الأمور يعتبر شركًا عظيمًا، وهو من أفعال الدجالين الكاذبين الذين يلعبون بعقول الناس، ويهدفون إلى إفساد دينهم واستغلال أموالهم. لذلك، يحرم على المسلم قراءة هذه التوقعات والإيمان بها ونشرها بين الناس. المؤمن الحقيقي يعتمد على الله -سبحانه وتعالى- ويتوكل عليه في كل شؤون حياته. وإذا اعتقد شخص أن طالعه هو المسؤول عن سعادته أو شقائه، فإن ذلك يطعن في توحيده لله.

بيان حكم قراءة الطالع بدون إقرار أو تصديق

تعتبر قراءة التوقعات الفلكية أو الاستماع إليها في الإذاعة أو الاطلاع عليها في أي مكان أمرًا غير جائز شرعًا، حتى لو كان ذلك من باب التسلية أو الفضول، وذلك مع عدم التصديق والإيمان بها. والسبب في ذلك هو أن هذا الفعل يشبه الذهاب إلى الكهنة والعرافين، وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:

“(مَن أتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عن شيءٍ، لَمْ تُقْبَلْ له صَلاةٌ أرْبَعِينَ لَيْلَةً).”[٣][٤]

والرسول -عليه الصلاة والسلام- لم يذكر في هذا الحديث أن هذا الفعل يصل إلى درجة الكفر، لأنه مجرد استماع أو قراءة دون تصديق لما يقال.[٥]

بيان حكم قراءة الطالع عن جهل بحكمه

إذا قرأ شخص التوقعات الفلكية دون أن يعلم بحرمة ذلك في الشريعة الإسلامية، فإنه لا يعتبر آثمًا. فالإثم يقع على من يفعل الذنب وهو يعلم أنه محرم وغير جائز. أما من فعل ذلك وهو جاهل بالحكم، أو فعله عن طريق الخطأ أو النسيان، فإنه لا يحمل إثمًا. وهذه من رحمة الله -سبحانه وتعالى- بعباده. وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:

“(إنَّ اللهَ -تعالى- وضع عن أُمَّتي الخطأَ والنسيانَ وما اسْتُكرِهوا عليه).”[٦][٧]

المصادر والمراجع

  1. رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن علقمة بن قيس، الصفحة أو الرقم:3049 ، صحيح .
  2. أباللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء،فتاوى اللجنة الدائمة، الرياض :رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء- الإدارة العامة للطبع ، صفحة 203، جزء 1. بتصرّف.
  3. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، الصفحة أو الرقم:2230، صحيح .
  4. مجموعة من المؤلفين،فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 5166. بتصرّف.
  5. نجلاء جبروني (23/2/2017)،”أنت والنجوم”،الألوكة الشرعية، اطّلع عليه بتاريخ 9/9/2021.
  6. رواه الألباني ، في صحيح الجامع، عن عبدالله بن عباس ، الصفحة أو الرقم:1836 ، صحيح .
  7. مجموعة من المؤلفين،فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 12070.
Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

أقوال مأثورة خالدة ونصائح قيمة

المقال التالي

مكانة الفاتحة وحكم قراءتها عند الخطبة والزواج

مقالات مشابهة