جدول المحتويات
تمهيدًا لتأسيس إمارة شرق الأردن
الأردن، قبل أن تتشكل في صورتها الحديثة، مرت بفترة تاريخية مهمة. كانت جزءًا من الدولة العثمانية، وشهدت تحولات كبيرة أثرت في مسارها. في عام 1916، قاد الشريف الحسين بن علي الثورة العربية الكبرى، مستهدفًا تحرير الأراضي العربية من الحكم العثماني. بمساعدة القبائل والعشائر الأردنية، تمكنت الثورة من تحقيق انتصارات مهمة في الأردن.
في عام 1918، أصبحت الأردن جزءًا من الكيان السياسي المعروف باسم الدولة العربية السورية، التي كان يقودها الأمير فيصل بن الحسين. امتد نفوذ الأمير فيصل ليشمل مناطق واسعة من بلاد الشام، من جبال طرطوس شمالاً إلى البحر الأحمر جنوباً.
إلا أن هذه الفترة لم تدم طويلاً، فمع دخول القوات البريطانية والفرنسية إلى بلاد الشام، واحتلالها، خضعت الأردن للانتداب البريطاني. هذا الانتداب جاء بموجب اتفاقية أقرتها عصبة الأمم في عام 1920، عقب انتهاء الحرب العالمية الأولى.
قيام إمارة شرق الأردن
بدأت هذه المرحلة بتحرك الجيش العربي الحجازي بقيادة الأمير عبدالله الأول، وذلك بهدف تحرير سوريا من الانتداب الفرنسي. ورغم أن الهدف الأساسي كان دعم الأمير فيصل، إلا أن صعوبة الموقف العسكري دفعت الأمير عبدالله للتركيز على تأسيس نظام حكم في عمان، وتوحيد الأراضي العربية تحت قيادة الهاشميين.
في تلك الفترة، قسّم الانتداب البريطاني منطقة شرق الأردن إلى ثلاث مناطق إدارية محلية، تخضع كل منها لمستشار بريطاني. هذه المناطق كانت:
- منطقة شمال عجلون: وكان مركزها الإداري في إربد.
- منطقة البلقاء الوسطى: وكان مركزها في السلط.
- المنطقة الجنوبية: وكان مركزها في الكرك، وتُدار من قِبل حكومة مؤاب العربيّة.
استجابةً للضغط الذي مارسه الأمير عبدالله الأول، وافقت بريطانيا على دمج منطقتي معان وتبوك مع المملكة الحجازية الهاشمية، ثم عينت الأمير عبدالله حاكماً على المناطق الثلاث في شرق الأردن. بهذا، تمكن الأمير من إرساء أول نظام حكومي مركزي في المنطقة، وذلك في 11 أبريل عام 1921، وهو التاريخ الذي يُعتبر بداية إمارة شرق الأردن.
نيل المملكة الأردنية الهاشمية استقلالها
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، نالت الأردن استقلالها التام بموجب معاهدة وقعت في لندن بتاريخ 22 مارس 1946. بموجب هذه المعاهدة، أُعلن الأمير عبد الله الأول ملكًا على البلاد.
وفي جلسة لمجلس النواب الأردني، اتخذ قرار برفع لقب الأمير عبدالله الأول إلى ملك البلاد، وتغيير اسم الدولة من إمارة شرق الأردن إلى المملكة الأردنية الهاشمية. تم إعلان الاستقلال رسميًا في 25 مايو 1946.
استمر حكم الملك عبد الله الأول حتى استشهاده في المسجد الأقصى في القدس عام 1951. بعده، تولى ابنه الأكبر طلال بن عبد الله الحكم، ولكنه لم يستمر لأكثر من عامين بسبب المرض. انتقل الحكم بعد ذلك إلى ابنه الأكبر الحسين بن طلال، الذي تُوّج ملكًا على البلاد في عيد ميلاده الثامن عشر، في 2 مايو 1953. ويترأس البلاد حاليًا الملك عبد الله الثاني، ويحتفل الأردن بعيد الاستقلال في الـ 25 من أيار من كل عام.