النبي والرسول: تعريفات لغوية وشرعية

استكشاف معاني النبي والرسول في اللغة العربية والفقه الإسلامي، مع توضيح الفرق بينهما وعدد الأنبياء والرسل وحكمتهم الإلهية.

فهرس المحتويات

الموضوعالرابط
معاني “النبي” في اللغة العربية والفقهالفقرة الأولى
معاني “الرسول” في اللغة العربية والفقهالفقرة الثانية
الفرق بين النبي والرسولالفقرة الثالثة
حكمة إرسال الأنبياء والرسلالفقرة الرابعة
عدد الأنبياء والرسلالفقرة الخامسة
الأنبياء والرسل المذكورون في القرآن الكريمالفقرة السادسة
المراجعالمراجع

معاني “النبي” في اللغة العربية والفقه

كلمة “نبي” في اللغة العربية مشتقة من الفعل “نَبَأَ” بمعنى أخبر، فهو المُخبِر عن الله تعالى. كما يُمكن اشتقاقها من “النبوة” (بفتح النون وتسكين الباء)، والتي تُشير إلى الارتفاع، مما يُرمز إلى مكانة الأنبياء السامية ورفعة منزلتهم. أما في الاصطلاح الفقهي، يُعرّف النبي بأنه إنسان حرّ، ذكر، اختاره الله وخصّه بتبليغ وحيه إلى قومه.

معاني “الرسول” في اللغة العربية والفقه

معنى “إرسال” في اللغة العربية هو توجيه أو إيفاد. فإذا أرسلت شخصًا في مهمة، أصبح رسولك. وهذا هو سبب تسمية من يُبعثون من عند الله برسالةٍ مُحدّدةٍ بـ “رسل”، فهم مُكلّفون بتبليغها إلى قوم مُعيّنين. أما شرعًا، يُعرّف الرسول بأنه إنسان حر، ذكر، أوحى الله إليه بشرع، وأمره بتبليغه إلى قوم مُعيّنين.

الفرق بين النبي والرسول

يختلف العلماء في وجود فرقٍ جوهري بين النبي والرسول، لكن المذهب الأكثر شيوعًا هو أن الرسول أخص من النبي. فكل رسول نبي، ولكن ليس كل نبي رسول. الرسول يُكلّف بتبليغ رسالةٍ جديدةٍ وشرعٍ جديد، بينما يُبعث النبي لدعوة الناس إلى شرع من سبقه من الرسل. وتُؤكد الآية الكريمة: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ) [سورة الحج، آية 52] على هذا الاختلاف. كما يدلّ وصف بعض الأنبياء بالنبوة والرسالة، كقوله تعالى عن سيدنا موسى عليه السلام: (وَاذكُر فِي الكِتابِ موسى إِنَّهُ كانَ مُخلَصًا وَكانَ رَسولًا نَبِيًّا) [سورة مريم، آية 51] على أن الرسالة أمرٌ زائدٌ على النبوة. باختصار، الرسول هو من أوحي إليه بشرع جديد وأمر بتبليغه، والنبي من أوحي إليه بتبليغ شرع من سبقه.

حكمة إرسال الأنبياء والرسل

أرسل الله عز وجل الأنبياء والرسل لحِكَمٍ جليلة، منها تعريف الناس بالله سبحانه وتعالى، ودعوتهم لعبادته وحده لا شريك له، وإقامة الدين وتطبيق الشريعة، والنهي عن الفرقة والاختلاف، والتبشير والإنذار، وجعل الرسل والأنبياء أسوة حسنةً في السلوك القويم والأخلاق الفاضلة والعبادة الصحيحة لله تعالى.

عدد الأنبياء والرسل

من عدل الله وحكمته أنّه أرسل في كلّ أمة نبيًا أو رسولًا، ولا يُعذب أحدٌ إلاّ بعد أن تقوم عليه الحجة، كما قال تعالى: (وَما كُنّا مُعَذِّبينَ حَتّى نَبعَثَ رَسولا) [سورة الإسراء، آية 15]. وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديثٍ صحّحه بعض العلماء، أن عدد الأنبياء مائة ألف وأربعة وعشرون ألفًا، والرسل منهم ثلاثمائة وخمسة عشر. وهذا العدد الكبير يُظهر أن الذين نعرف أسماءهم قليلٌ جدًا، ويجب علينا الإيمان بالرسل والأنبياء الذين ذكرهم الله في القرآن الكريم، والإيمان بوجود آخرين لا نعرفهم.

الأنبياء والرسل المذكورون في القرآن الكريم

ذكر الله تعالى في القرآن الكريم خمسة وعشرين نبيًا ورسولًا على الأقل، في مواضع مُتفرقة، منهم آدم، وهود، وصالح، وشعيب، وإسماعيل، وإدريس، وذا الكفل، ونبيّنا محمد صلى الله عليه وسلم، عليهم جميعًا أفضل الصلاة وأتم التسليم. وقد ورد ذكر ثمانية عشر نبيًا ورسولًا في سورة الأنعام، قال تعالى: (وَتِلكَ حُجَّتُنا آتَيناها إِبراهيمَ عَلى قَومِهِ نَرفَعُ دَرَجاتٍ مَن نَشاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكيمٌ عَليمٌ* وَوَهَبنا لَهُ إِسحاقَ وَيَعقوبَ كُلًّا هَدَينا وَنوحًا هَدَينا مِن قَبلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ داوودَ وَسُلَيمانَ وَأَيّوبَ وَيوسُفَ وَموسى وَهارونَ وَكَذلِكَ نَجزِي المُحسِنينَ* وَزَكَرِيّا وَيَحيى وَعيسى وَإِلياسَ كُلٌّ مِنَ الصّالِحينَ* وَإِسماعيلَ وَاليَسَعَ وَيونُسَ وَلوطًا وَكُلًّا فَضَّلنا عَلَى العالَمينَ) [سورة الأنعام، الآيات 83-86].

المراجع

المصادر مُدرجة في النص الأصلي، ولكن لم يتم تضمينها في هذه النسخة لتبسيط المحتوى.

Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

النباتات البذرية: أنواعها، تكاثرها، وأهميتها

المقال التالي

مقاربة شاملة لعالم النثر

مقالات مشابهة

استخلاص العبر والفوائد من سورة الحجرات

نظرة متعمقة في سورة الحجرات: استخلاص العبر والفوائد. فهم أهمية هذه السورة في بناء مجتمع إسلامي مثالي. المراجع من القرآن الكريم تلعب دوراً محورياً في تزكية النفس وتهذيبها.
إقرأ المزيد