المُضافات الغذائية: أنواعها، استخداماتها، وسلامتها

نظرة شاملة على المُضافات الغذائية، بدءاً بتعريفها وأسباب استخدامها، مرورًا بأنواعها المختلفة، وصولاً إلى تقييم سلامتها ومدى تأثيرها على الصحة.

الفهارس

ما هي المُضافات الغذائية؟

تُعرّف المُضافات الغذائية بأنها مواد طبيعية أو صناعية تُضاف إلى الأغذية لأغراض متنوعة. بعض هذه المُضافات يُستخدم منذ قرون، مثل الملح لحفظ اللحوم والأسماك، والسكر للحفاظ على المُربّى. لكن من المهم التأكيد على عدم إضافة هذه المواد عشوائيًا، بل يجب أن يكون لكل مادة دور محدد. تقسم منظمة الصحة العالمية (WHO) بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة (FAO) المُضافات إلى ثلاث مجموعات رئيسية حسب وظيفتها: معززات النكهة، والمستحضرات الإنزيمية، ومُضافات أخرى. يتم تقييم سلامة المُضافات من قبل لجنة الخبراء المشتركة بين منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأغذية والزراعة المعروفة اختصاراً بـ JECFA باستخدام بيانات علمية شاملة، بما في ذلك اختبارات السمية على الحيوانات والبشر.

لماذا نستخدم المُضافات الغذائية؟

تُضاف المُضافات الغذائية عادةً لأسباب رئيسية ثلاثة: أولاً، الحفاظ على جودة الغذاء أو تحسين سلامته، من خلال إبطاء تلف الطعام بسبب التعرض للهواء، أو العفن، أو البكتيريا. ثانياً، الحفاظ على القيمة الغذائية للأطعمة أو تحسينها، عن طريق إضافة الفيتامينات، والمعادن، والألياف (تدعيم الأغذية). ثالثاً، تحسين المذاق، والملمس، والمظهر، حيث تعمل كل مادة مضافة على تعزيز نكهة الطعام، أو تحسين لونه، وقوامه، وملمسه، والتحكم في حموضته.

أنواع المُضافات الغذائية الشائعة

تتنوع المُضافات الغذائية بشكل كبير، ومن أهمها:

  • مضادات التكتل: تمنع تكتل الجزيئات الصغيرة، وتُستخدم في الملح، والتوابل، والسكر. من الأمثلة عليها: ألومينوسيليكات الصوديوم، ونشا الذرة، وثاني أكسيد السيليكون.
  • مضادات الأكسدة: تمنع أكسدة الطعام، وتحافظ على جودته، ولونه، ونكهته. من الأمثلة عليها: فيتامين C، وفيتامين E، ومستخلص إكليل الجبل، والغالاّت.
  • السكريات الصناعية: بدائل السكر، ذات سعرات حرارية منخفضة أو معدومة. من الأمثلة عليها: الأسبارتام، والأيسيسلفام البوتاسيوم، والسكرالوز.
  • المستحلبات: تمزج سائلين غير قابلين للخلط، مثل الزيت والماء. من الأمثلة عليها: الليسيثين، والبوليسوربات، والكاراجينان.
  • منظمات الحموضة: تحافظ على الرقم الهيدروجيني المناسب للطعام. من الأمثلة عليها: لاكتات الصوديوم، وحمض الستريك.
  • الألوان: تحسن مظهر الطعام. من الأمثلة عليها: الكركمين، والرايبوفلافين، وحمض الكارمين.
  • المرطبات: تتحكم في رطوبة الطعام. من الأمثلة عليها: الجليسرين، والسكر، والعسل.
  • المنكهات ومعززات النكهة: تُحسّن طعم الطعام. من الأمثلة عليها: أملاح حمض الغلوتاميك.
  • عوامل مكونة للرغوة: تساعد على تشكيل الرغوة.
  • الأملاح المعدنية: تُستخدم كمواد حافظة ومصدر للعناصر الغذائية.
  • المواد الحافظة: تمنع نمو الميكروبات. من الأمثلة عليها: السلفيت، والنيتريت، وحمض البنزويك.
  • المثخنات والصمغ الطبيعي: تزيد اللزوجة. من الأمثلة عليها: صمغ الغار، وصمغ الزانثان، ونشا الذرة.
  • المثبتات: تمنح الطعام قواماً ثابتاً.
  • محسنات الخبز: تُحسّن جودة المخبوزات.
  • عوامل التزيين: تُضفي طبقة لامعة.
  • المواد الدافعة: تُستخدم في عبوات الأيروسول.
  • عوامل التخمير: تُطلق الغازات لزيادة حجم الطعام.

سلامة المُضافات الغذائية ومدى تأثيرها

معظم المُضافات الغذائية آمنة عند استخدامها بالكميات المحددة، ولكن بعضها قد يرتبط ببعض المخاطر الصحية. على سبيل المثال، قد يرتبط استهلاك كميات كبيرة من النيتريت بزيادة خطر الإصابة بسرطان المعدة، بينما قد يسبب استهلاك بعض المُستحلبات الاصطناعية زيادة في الوزن. كما توجد دراسات متضاربة حول تأثير السكريات الصناعية على الصحة، وذلك ما يحتاج إلى المزيد من البحث والدراسة. بعض الأشخاص قد يعانون من حساسية تجاه مُضافات غذائية معينة، مما قد يسبب لهم أعراضًا مثل الحكة أو الطفح الجلدي. لذلك، من المهم قراءة الملصقات الغذائية بعناية، والبحث عن المعلومات اللازمة حول المُضافات قبل تناولها، خاصةً للأشخاص الذين لديهم حساسية غذائية.

يُنصح بتناول نظام غذائي متوازن وغني بالفواكه والخضروات والحبوب الكاملة، وتقليل استهلاك الأطعمة المُصنّعة، لتقليل التعرض للمُضافات الغذائية قدر الإمكان.

Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

فهم طبيعة المشكلات الاجتماعية

المقال التالي

المضائق المائية: أهميتها الجغرافية والاستراتيجية

مقالات مشابهة