الميزات الفريدة للأنبياء

استعراض لصفات الأنبياء بشكل عام، وخصائص بعض الأنبياء كالنبي موسى والنبي سليمان، والميزات التي انفرد بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

سمات عامة للأنبياء

لقد حبا الله تعالى الأنبياء -عليهم السلام- بصفات وخصائص تميزهم عن سائر البشر. هذه الصفات تشمل ما يلي:

  • النبوة لا تورث، فهي اصطفاء من الله عز وجل.
  • يرسل كل نبي بلسان قومه ليكون أبلغ في دعوتهم.
  • لا يقبض الله أرواحهم إلا بعد أن يروا أماكنهم في الجنة، ثم يخيرون بين البقاء في الدنيا والرحيل.
  • إذا ارتدوا لباس الحرب، لا يجوز لهم خلعه حتى يحققوا النصر أو يستشهدوا.
  • يدفنون في المكان الذي يتوفون فيه.
  • لا يموتون حتى يؤموا أحدًا من أممهم في الصلاة.
  • أجسادهم مصونة من التحلل والتآكل بواسطة الأرض.
  • عندما يمرضون، يخيرون بين الشفاء والبقاء في الدنيا أو لقاء الله في الآخرة.
  • تنام أعينهم، ولكن قلوبهم تبقى يقظة متصلة بالله.
  • يصلون بين يدي الله -عز وجل- حتى النفخ في الصور.

صفات خاصة لبعض الأنبياء

لقد فضل الله سبحانه وتعالى بعض الأنبياء بخصائص ومعجزات فريدة، لا يمكن للبشر تقليدها أو معارضتها. من الأمثلة على هذه الصفات:

حديث الله مع النبي موسى

خص الله نبيه موسى -عليه السلام- بتكليمه مباشرة، بدون وسيط. وقد حدث ذلك في مواقف مختلفة، منها عند خروجه من أرض مدين قبل أن يعلم بنبوته، وأخرى عند ذهابه للقاء ربه. قال تعالى:

﴿وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلاً لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللهُ مُوسَى تَكْلِيماً﴾ [النساء: 164]

وقال تعالى:

﴿وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ﴾ [الأعراف: 143]

وقال:

﴿قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاَتِي وَبِكَلاَمِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ﴾ [الأعراف: 144]

طبيعة هذا الكلام وكيفيته هي من الأمور الغيبية التي نؤمن بها تصديقًا للنصوص القرآنية. وقد فسر العلماء كلمة “تكليماً” في الآية بأنها تعني تكراراً أو مشافهةً، وأنه حصل بلا واسطة أو وحي، وإنما من وراء حجاب. قال تعالى:

﴿وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ﴾ [الشورى: 51]

حكم النبي سليمان على الجن وتحدثه مع الحيوانات

أنعم الله على نبيه سليمان -عليه السلام- بملك عظيم، فسخر له الجن فكانوا يعملون تحت إمرته وجزءاً من جيشه. كما منحه القدرة على فهم لغة الحيوانات والتحدث معها، وقد ورد ذكر ذلك في القرآن الكريم. قال تعالى:

﴿وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ * وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ﴾ [النمل: 16-17]

كما وردت قصص في القرآن الكريم عن حديث النبي سليمان مع النملة وفهمه لكلامها، وكذلك مع الهدهد.

يذكر أهل العلم أن النبي سليمان كان ينتقل بين الأماكن البعيدة بسرعة وسهولة بفضل تسخير الجن له، حيث كانوا يقومون بأعمال مختلفة، كالبناء وصناعة الأثاث، واستخراج اللآلئ والمجوهرات من البحر، وغيرها من الأعمال.

ميزات اختص بها النبي محمد

اختص الله نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- بخصائص عديدة تميزه عن بقية الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام-. من هذه الخصائص:

  • أخذ الله الميثاق من جميع الأنبياء على الإيمان به واتباعه إذا ظهر وهم أحياء.
  • صلى النبي -صلى الله عليه وسلم- إماماً بالأنبياء في بيت المقدس خلال رحلة الإسراء والمعراج.
  • غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وهي ميزة لم تثبت لغيره من الأنبياء.
  • رسالته -صلى الله عليه وسلم- عامة للناس كافة، شاملة الإنس والجن، بينما كانت رسالات الأنبياء الآخرين خاصة بأقوامهم.
  • هو -صلى الله عليه وسلم- خاتم الأنبياء والمرسلين، فلا نبي بعده.
  • معجزته، وهي القرآن الكريم، خالدة إلى قيام الساعة.
  • أقسم الله بحياته في القرآن الكريم، وخاطبه بوصفه “يا أيها الرسول” أو “يا أيها النبي” تكريماً له.
  • نصره الله على بعض أعدائه بالرعب دون قتال، وجعل الأرض مسجداً وطهوراً له ولأمته، وأحلّت له الغنائم، وأُعطي الشفاعة.

المراجع

  • المتقي الهندي، كتاب كنز العمال، صفحة 474-478.
  • ابن تيمية، كتاب النبوات لابن تيمية، صفحة 195.
  • سورة النساء، آية:164
  • أبصالح المغامسي، كتاب تأملات قرآنية، صفحة 18.
  • سورة الأعراف، آية:43
  • سورة الأعراف، آية:144
  • مجموعة من المؤلفين، كتاب موسوعة التفسير المأثور، صفحة 264.
  • السمعاني، أبو المظفر، كتاب تفسير السمعاني، صفحة 502.
  • سورة الشورى، آية:51
  • مقاتل سليمان، كتاب تفسير مقاتل بن سليمان، صفحة 775.
  • أبو عمر النسفي، كتاب التيسير في التفسير، صفحة 332-341.
  • سورة النمل، آية:16-17
  • ابن كثير، كتاب قصص الأنبياء، صفحة 304.
  • محمد آل علاوة (28/7/2015)، “ما اختص به النبي صلى الله عليه وسلم عن غيره من الأنبياء في الدنيا”، شبكة الألوكة.
Total
0
Shares
المقال السابق

سمات وخصائص النباتات الزهرية

المقال التالي

سمات الكتابة العلمية

مقالات مشابهة

أحكام الشك لدى من يعاني من الوسواس في الصلاة

دليل شامل لأحكام الشكوك التي تراود من يعاني من الوسواس القهري في الصلاة. يشمل تعريف الوسوسة، وكيفية التعامل معها، وآراء الفقهاء في هذه المسألة، ونصائح للتغلب عليها.
إقرأ المزيد