المنهج الطبيعي في فن المسرح

استكشف جوهر المدرسة الطبيعية في المسرح، وتحليل بنائها الدرامي، وأهم المؤلفات التي تجسد هذا المنهج. تعرف على كيفية تجسيد الواقعية والصدق في العروض المسرحية الطبيعية.

نظرة عامة على المذهب الطبيعي المسرحي

تعتبر المدرسة الطبيعية إحدى الحركات الهامة في تاريخ المسرح. يهدف أنصار هذا المذهب إلى تقديم صورة واقعية للحياة دون تجميل أو تحريف. يتجنبون تحليل الأحداث أو التعليق عليها، بل يسعون لنقل صورة أمينة ومباشرة عن الواقع، دون الاعتماد على قواعد أو قيود مسبقة.

يركز أتباع المنهج الطبيعي على تقديم شخصيات مسرحية تتسم بالواقعية، مع الاهتمام بتصويرها كما هي، دون تأثير من التطورات الثقافية أو التغيرات الاجتماعية. يميل ممثلو هذا المذهب إلى التصرف بعفوية وطبيعية على خشبة المسرح، متجنبين التكلف والمبالغة في الأداء.

يعود أصل تسمية “المدرسة الطبيعية” إلى الطبيعة التي خلقها الله، سبحانه وتعالى. هذا الأصل يفسر استقلال المذهب الطبيعي عن القواعد والقوانين، حيث لا يتأثر بالعوامل الخارجية العارضة. هذا يختلف عن المدرسة الواقعية التي تتأثر بتلك العوامل، مما يحول الواقع إلى ما نطلق عليه “الشيء الطبيعي”.

اهتم أتباع المنهج الطبيعي بتصوير حياة الفقراء والطبقة الدنيا في المجتمع. وأكدوا في دراساتهم أن الفضائل التي جاءت بها الحضارة ليست سوى نفاق ورياء، استخدمتها الإنسانية في مراحل تطورها المختلفة كوسيلة للدفاع عن نفسها ضد الأقوياء.

التركيب الفني للعروض الطبيعية

يتكون البناء الدرامي للمسرحية الطبيعية من عدة عناصر أساسية، تشمل ما يلي:

  • بساطة العقدة، أو حتى غيابها في بعض الأحيان.
  • اختزال عناصر الحكاية المسرحية.
  • تقليل الحركة في العرض المسرحي.
  • التركيز على الحوارات الجوهرية وتجنب التفاصيل الجانبية.
  • تجنب الخطابات الطويلة والمملة.
  • الابتعاد عن الحوارات المتكلفة والزخرفية، والتركيز على الحوارات الواقعية والهادفة.
  • غياب الذروة التقليدية، مما يتيح لكل مشاهد تصور النهاية التي يفضلها.
  • استخدام لغة بسيطة ودارجة تعكس أحاسيس ومشاعر الطبقة الدنيا، بما في ذلك الألفاظ العامية والتعابير السوقية.
  • معالجة قضايا معاصرة تهم الجمهور وتمس واقعهم، مثل الكوارث والمصاعب.
  • تقديم شخصيات ضعيفة يسهل التأثير عليها وتوجيهها من قبل الكاتب.

أبرز المؤلفات في المذهب الطبيعي المسرحي

ظهر العديد من الكتاب الذين تبنوا المذهب الطبيعي في أعمالهم المسرحية في مختلف البلدان، ومن أبرزهم:

  • روسيا:
    • تولستوي: (1828- 1910).
    • مكسيم جوركي: (1868- 1936).
  • السويد:
    • سترندبرج: (1849- 1312).
  • فرنسا:
    • هنري بك: (1837- 1899).
    • أندريه أنطوان: (1858- ).
  • المسرح الحر خارج فرنسا:
    • ألمانيا: أوتوراهام، مكسمليان هارون، بول شلنتر.
    • في إنجلترا: جرين، جورج برنارد شو.
    • أمريكا: أوجين أونيل.

المصادر

  • أحمد صقر (12/4/2012)،”الطبيعية في القرن التاسع عشر (من تاريخ الدراما الحديثة والمعاصرة)”،الحوار المتمدن، تم الاطلاع عليه بتاريخ 27/2/2022. بتصرّف.
  • جوزيف الفارس (4/8/2018)،”الطبيعية والواقعية والرمزية وتدرجها في النصوص المسرحية”،النور، تم الاطلاع عليه بتاريخ 27/2/2022. بتصرّف.
  • جمعة قاجة (14/3/2017)،”المدارس المسرحية وطرق إخراجها”،البيان، تم الاطلاع عليه بتاريخ 27/2/2022. بتصرّف.
Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

الفلسفة الطبيعية في العصر اليوناني المتأخر

المقال التالي

نظرة على المدرسة الغلوسيماتية في اللسانيات

مقالات مشابهة