المنهج التقليدي في إدارة رأس المال البشري

نظرة عامة على النظرية الإدارية التقليدية، تطبيقاتها في إدارة الموارد البشرية، وأهم الاستراتيجيات التي تتبعها، بالإضافة إلى نقاط القوة والضعف فيها.

مقدمة

يهدف هذا المقال إلى تقديم نظرة شاملة حول المنهج التقليدي في إدارة رأس المال البشري. سيتم استعراض الأسس النظرية لهذا المنهج، وكيفية تطبيقه في مجال إدارة الموارد البشرية، بالإضافة إلى تحليل لأهم الاستراتيجيات المرتبطة به. كما سيتم التطرق إلى نشأة هذا المنهج وتقييم نقاط القوة والضعف فيه.

النظرية الإدارية التقليدية: رؤية عامة

تقوم النظرية الإدارية التقليدية على أساس أن الموظفين يركزون بشكل أساسي على الجوانب الاقتصادية والمادية. تسعى هذه النظرية إلى تحقيق التخصص في العمل، وتطبيق القيادة المركزية في اتخاذ القرارات، والوصول إلى أقصى قدر من الأرباح. و تعتبر أن الحوافز المادية هي الدافع الرئيسي للأداء الجيد. وتركز على زيادة الانتاجية من خلال تقسيم العمل و المركزية.

تطبيقات المنهج التقليدي في إدارة رأس المال البشري

في إطار المنهج التقليدي، تسعى إدارة الموارد البشرية إلى تلبية الاحتياجات الفردية للموظفين، وذلك بهدف تمكينهم من العمل بأقصى طاقاتهم وتحقيق قيمة مضافة للمؤسسة. يتم ذلك من خلال توفير بيئة عمل مناسبة تلبي احتياجات الموظفين، مما يحفزهم على السعي نحو تحقيق أهداف المؤسسة كجزء من تحقيقهم لذاتهم.

الاستراتيجيات الرئيسية في المنهج التقليدي

تتبنى إدارة الموارد البشرية، وفقًا للمنهج التقليدي، مجموعة متنوعة من الاستراتيجيات التي تطورت عبر الزمن على يد باحثين وممارسين مختلفين. من أبرز هذه الاستراتيجيات:

الاستراتيجية التقليدية

ظهرت هذه الاستراتيجية في الستينيات من القرن الماضي، وتقوم على تحليل بيئة العمل الداخلية والخارجية، وتقييم الموارد المتاحة. يتم استخدام هذا التحليل لتحديد وتقييم الخيارات المتاحة واختيار الأنسب منها. تتميز هذه الاستراتيجية بالمنطق والوضوح، وتُطبَّق غالبًا من قبل كبار المديرين والمسؤولين التنفيذيين.

الاستراتيجية الإجرائية

ظهرت في السبعينات من القرن الماضي، وتتميز بمرونة أكبر مقارنة بالاستراتيجية الكلاسيكية. تعتمد هذه الاستراتيجية على تنفيذ المهام والإجراءات على شكل خطوات صغيرة يتم تنفيذها على مستويات مختلفة في مكان العمل. لا يتم وضع خطط تفصيلية مسبقة في هذه الاستراتيجية، بل يتم التركيز على التكيف مع الظروف المتغيرة.

الاستراتيجية المنهجية

تركز هذه الاستراتيجية على الأنظمة الاجتماعية التي تقوم عليها المؤسسة، وقد تطورت في التسعينات من القرن الماضي. تتأثر هذه الاستراتيجية بالنظم الثقافية والاجتماعية المختلفة، والهيكل الطبقي، وطبيعة سوق العمل. هذه العوامل تؤثر بشكل كبير في أداء ونتائج هذه الاستراتيجية عند تطبيقها في المؤسسة.

بداية ظهور المنهج التقليدي

بدأ المنهج التقليدي في الظهور في أواخر القرن التاسع عشر، واكتسب شعبية واسعة في أوائل القرن العشرين. على الرغم من تراجع شعبيته في الوقت الحاضر، إلا أن بعض مبادئه لا تزال مستخدمة حتى الآن في بعض المؤسسات.

المزايا والعيوب في المنهج التقليدي لإدارة رأس المال البشري

كما هو الحال مع أي منهج إداري، يمتلك المنهج التقليدي نقاط قوة وضعف تؤثر على تطبيقه وفعاليته في مكان العمل:

المزايا

من بين المزايا الرئيسية للمنهج التقليدي في إدارة رأس المال البشري:

  • وجود هيكل تنظيمي واضح لإدارة الموارد البشرية، مع تحديد دقيق للمهام والمسؤوليات.
  • تسهيل إنجاز المهام وزيادة الكفاءة من خلال تقسيم العمل على الموظفين، مما يؤدي إلى زيادة الإنتاجية.
  • تحديد أدوار وظيفية واضحة ومحددة لجميع الموظفين.

العيوب

من بين العيوب الرئيسية للمنهج التقليدي في إدارة رأس المال البشري:

  • إهمال أهمية العلاقات الإنسانية والإبداع، وتأثيرها الإيجابي على بيئة العمل.
  • تجاهل أهمية الرضا الوظيفي، ومشاركات الموظفين، والمعنويات الجيدة في العمل.
  • التركيز الزائد على الخبرات السابقة في عملية التوظيف، مما قد يحد من فرص الابتكار والتجديد.

المراجع

  1. “What is Classical Management Theory?”,villanova university, 8/9/2021, Retrieved 5/2/2022. Edited.
  2. Dr. Lars Bjork,”Classical Theory – Human Resource Frame”,gcdisthinkingoutloud, Retrieved 5/2/2022. Edited.
  3. TIM WILCZEK,”The “Classical Model” for practising Human Resource Management”,grin, Retrieved 5/2/2022. Edited.
Total
0
Shares
المقال السابق

نظرة على المدرسة الغلوسيماتية في اللسانيات

المقال التالي

المدارس القديمة في علم الإنسان

مقالات مشابهة