جدول المحتويات
ما المقصود بالمنظور العملي في التعليم؟
بشكل عام، تعتبر النفعية رؤية ترى أن الفعل الصحيح أخلاقياً هو الفعل الذي يحقق أفضل النتائج. ويُفهم الفعل الصحيح تماماً من خلال العواقب التي تترتب عليه. ما يميز النفعية عن الأنانية هو اهتمامها بتأثير الأمور وعواقبها على الآخرين. من وجهة نظر النفعية، يجب على الفرد أن يسعى لتعظيم الخير العام، أي أن يأخذ في الاعتبار مصلحة الآخرين بالإضافة إلى مصلحته الشخصية. بعبارة أخرى، يسعى هذا المنهج إلى تحقيق أكبر قدر ممكن من السعادة الاجتماعية وتجنب الأنانية والفردية المطلقة.
تُعرف النفعية بأنها فلسفة أخلاقية تركز على تحقيق أقصى قدر من السعادة لأكبر عدد من الناس. وتهدف إلى تقييم الأفعال بناءً على نتائجها وتأثيرها على المجتمع ككل.
المنظور العملي في التعليم العالي
يفترض هذا المنظور أن الكليات والجامعات يجب أن تستجيب لاحتياجات ورغبات الطلاب، وأن تعاملهم كزبائن. يتم ذلك من خلال توفير أنواع البرامج التي يرغبون فيها، وبالتالي زيادة الفائدة. يعتقد أصحاب هذا الرأي أنهم يقدمون خدمة جليلة من خلال مساعدة الطلاب على تحقيق أهدافهم الشخصية والوصول إلى السعادة.
تسعى المؤسسات التعليمية، وفقًا لهذا المفهوم، إلى تلبية متطلبات سوق العمل وتزويد الطلاب بالمهارات والمعرفة اللازمة للنجاح في حياتهم المهنية.
الغرض من المنظور العملي في التعليم
يهدف إلى إعداد طلاب قادرين على الاندماج في المجتمع والمساهمة فيه كمواطنين فاعلين ومنتجين. لقد تم استخدام هذا المنظور لسنوات عديدة في معظم أنحاء العالم كأساس تعليمي يهدف إلى تقديم الفائدة الأساسية لمجموعة النخبة والأثرياء من العائلات. كان التعليم يتمحور حول منهج موحد، مما أدى إلى حصول أولئك الذين يستطيعون تحمل تكاليف التعليم على الشهادات. لم يكن الهدف من هذا التعليم هو تحديد المواهب أو تمييز الاهتمامات الفردية، بل تدريس منهج محدد بحيث يتعلم الطلاب المعلومات ويحفظونها، مما يؤدي إلى توفير الضمان المالي والوضع الاجتماعي المتميز للأفراد وأسرهم.
الغاية هي تطوير مهارات التفكير النقدي وحل المشكلات لدى الطلاب، وتمكينهم من مواجهة التحديات المعاصرة والمساهمة في تقدم المجتمع.
جون ستيورات ميل والمنظور العملي في التعليم
سعى ميل، الفيلسوف والخبير الاجتماعي الإنجليزي، إلى إدخال تغييرات على النظرية النفعية في التعليم من أجل تحقيق “الحقوق” للجميع، على أساس أن جميع الحقوق التي نعرفها قائمة على المنفعة. وقام بتوضيح ذلك في مجال التعليم من خلال الآتي:
- إصلاح التعليم بشكل عام، سواءً المدعوم من قبل الدولة أو غيره، حيث يعتقد ميل أن التعليم هو مفتاح لتقدم عقول الناس، وهو ما يؤدي إلى تقدم الدول بشكل عام، وبالتالي تحقيق سعادة أكبر على مستوى الفرد والمجتمع، وهو الهدف الرئيسي للمذهب النفعي (نشر السعادة).
- العمل على إصدار قانون المدارس العامة لعام 1868 الذي يتضمن الدعوة لتعليم الفقراء والطبقة المتوسطة ومراجعة دور الدولة في التعليم الممول من قبلها.
- إصدار قانون التعليم الابتدائي عام 1870، مما أدى إلى اكتساب أهمية كبيرة؛ لأنه عمل على إنشاء وعي متزايد بضرورة تثقيف المواطنين وإيصال صوتهم وطلباتهم.
- مراجعة المناهج الدراسية وطرق التدريس ومنح الشهادات للمعلمين.
- الدعوة إلى إنشاء مدارس لتدريب المعلمين، فقد اعتبر ميل أن إنشاء مدارس تدريب للمعلمين أمر في غاية الأهمية حيث سيتم تعليمهم فن التدريس.
- الدعوة إلى تدريس التلاميذ الذين لديهم نفس القدرة في نفس الفصل، وكلما كانت الفصول الدراسية أكبر حجم كلما كان ذلك أفضل.
- الدعوة إلى تمويل المدارس من قبل الحكومة.
آمن جون ستيورات ميل بأهمية التعليم في تطوير الفرد والمجتمع، ودعا إلى توفير فرص متساوية للتعليم للجميع بغض النظر عن خلفياتهم الاجتماعية والاقتصادية.