المناطق السهلية الداخلية في الجزائر

استكشاف المناطق السهلية الداخلية في الجزائر: سهول تلمسان، بلعباس، السرسو (تيارت)، عين بسام، وقسنطينة. نظرة شاملة على خصائصها الجغرافية والاقتصادية والثقافية.

تمهيد

تتميز الجزائر بتنوع تضاريسها، حيث تضم صحاري شاسعة وجبالا شاهقة، بالإضافة إلى سهول داخلية خصبة لعبت دوراً هاماً في تاريخ البلاد واقتصادها. هذه السهول تمثل مناطق زراعية هامة ومراكز حضرية حيوية. في هذه المقالة، سنستعرض أبرز هذه السهول الداخلية وخصائصها المميزة.

منطقة تلمسان السهلية

يقع سهل تلمسان في الجزء الغربي من الجزائر، تحدّه من الجنوب سفوح جبال الأطلس. تعتبر مدينة تلمسان ثاني أهم مدينة في غرب الجزائر بعد وهران. يتميز هذا السهل بعدة خصائص:

  • المناخ: يتميز بمناخ معتدل وجاف، حيث يرتفع حوالي 800 متر فوق مستوى سطح البحر.
  • الخصوبة: يتمتع السهل بخصوبة عالية ووفرة في المياه، مما يجعله أرضاً خصبة للزراعة.
  • الزراعة: تشتهر المنطقة بزراعة أشجار الزيتون والكروم.
  • الأهمية التاريخية: كان السهل ملجأً للعديد من السكان على مر القرون.
  • الصناعة: يشتهر السكان بصناعة المنسوجات الصوفية والحريرية والقطنية، بالإضافة إلى السجاد والصوف والجلود، واستخراج الزيوت النباتية والأسمدة.

أرض بلعباس المنبسطة

يمتد سهل بلعباس بين وهران وعين تيموشنت في الشمال، وتلمسان ومدن النعامة وسعيدة ومعسكر في الشرق. يعود اسم السهل إلى ضريح الولي سيدي بلعباس البوزيدي. من أهم مميزاته:

  • الارتفاع: يرتفع حوالي 583 متراً فوق مستوى سطح البحر.
  • الزراعة: يشتهر بزراعة الحبوب والكروم منذ القدم. وقد وصفه ليون الأفريقي في رحلاته قائلاً: “ينبت في هذا السهل قمحاً جيداً غليظ الحب يمكن أن يزود تلمسان بما تحتاجه من حبوب”.

سهل السرسو أو تيارت

يقع سهل السرسو، المعروف أيضًا باسم سهل تيارت، في الجنوب الغربي من الجزائر العاصمة، بين جبال الونشريس في الشمال وجبال فرندة والشلالة في الجنوب، ونهر الواصل (نهر اللوز) في الغرب ونهر الشلف في الشرق.

منطقة عين بسام الزراعية

يقع سهل عين بسام على بعد 120 كم من الجزائر العاصمة، على ارتفاع 675 مترًا، وتبلغ مساحته 126 كم². يحده من الجنوب جبال تيطري ومن الشمال منطقة البليدة. يتميز هذا السهل بـ:

  • الخصوبة: أرض خصبة صالحة للزراعة.
  • الزراعة: تزرع فيه محاصيل الحبوب (القمح والشعير) والخضراوات (البطاطا).
  • السياحة: يعتبر من المواقع السياحية الهامة لما يتمتع به من مناظر طبيعية خلابة.
  • المناخ: مناخ لطيف خصوصاً في فصلي الصيف والشتاء، وغالباً ما يغطيه الضباب بسبب ارتفاعه.
  • الاقتصاد: يعمل سكان عين بسام في الفلاحة والصناعة، مثل تربية الدواجن وصناعة أغذية الأنعام، وصناعة مواد البناء. كما يوجد فيها مراكز تبريد البطاطا.

سهل قسنطينة الشاسع

يمتد سهل قسنطينة من غرب مدينة سطيف حتى جبال سوق أهراس في الشرق. يعتبر أكبر سهل داخلي في الجزائر، حيث تبلغ مساحته 232 كم² ويرتفع حوالي 644 متراً فوق سطح البحر، ويبعد حوالي 400 كم عن الجزائر العاصمة. يتميز السهل بما يلي:

  • التضاريس: تضاريس غير متجانسة تتداخل فيها الهضاب والتلال والانخفاضات والانهيارات، وهو أقرب إلى النجود منه إلى السهول.
  • الخصوبة: يتمتع بأراض خصبة.
  • الزراعة: تكثر به زراعة الحبوب والقمح الصلب بصورة خاصة.
  • المناخ: مناخ قاري، حار إلى معتدل في الصيف، وبارد مع تساقط الثلوج أحياناً في الشتاء.
  • البنية التحتية: أقيمت عليه سبعة جسور بسبب تضاريس المدينة الوعرة وأخدود وادي الرمال العميق الذي يشقها، لتسهيل حركة التنقل، مما أكسب مدينة قسنطينة لقب “مدينة الجسور المعلقة”.

المصادر

  1. تلمسان، الجزيرة
  2. سيدي بلعباس: مدينة الشعر الملحون وغناء الراي، القدس
  3. بسام العسلي، كتاب سلسلة جهاد شعب الجزائر، صفحة 56.
  4. عين بسام، عريق
  5. قسنطينة، عريق
Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

الشيخ الإشراقي: يحيى السهروردي الفيلسوف

المقال التالي

الهالات السوداء تحت العين: نظرة شاملة وحلول طبيعية

مقالات مشابهة