مقدمة
تُعتبر الملكة إليزابيث الثانية شخصية بارزة في التاريخ الحديث، حيث شهدت فترة حكمها تحولات كبيرة على مستوى العالم. سيستعرض هذا المقال جوانب مختلفة من حياتها، بدءًا من ولادتها ونشأتها، مرورًا بتوليها العرش، وصولًا إلى إنجازاتها وإسهاماتها خلال فترة حكمها الطويلة.
الولادة وأيام الطفولة
وُلدت إليزابيث ألكسندرا ماري في الحادي والعشرين من شهر أبريل عام 1926. كانت الابنة الكبرى للأمير ألبرت، دوق يورك، الذي أصبح لاحقًا الملك جورج السادس، والأميرة إليزابيث باوز ليون، دوقة يورك، والتي عُرفت لاحقًا بالملكة إليزابيث. تزوجت إليزابيث من الأمير فيليب مونتباتن في 20 نوفمبر 1947، وتولت عرش المملكة المتحدة في 6 فبراير 1952، وتُوجت رسميًا في 2 يونيو 1953.
كان والدا الملكة إليزابيث معروفين بلقب دوق ودوقة يورك. والدها هو الأمير ألبرت دوق يورك، الابن الثاني للملك جورج الخامس والملكة ماري، أما والدتها فهي السيدة إليزابيث باوز ليون. من بين أجدادها البريطانيين الملكة فيكتوريا (التي حكمت من عام 1837 إلى عام 1901)، والملك جورج الثالث (الذي حكم من عام 1760 إلى عام 1820).
وُلدت الملكة إليزابيث في لندن، وتم تعميدها في قصر باكنغهام في 29 مايو 1926. سُميت إليزابيث على اسم والدتها، بينما جاء اسماها الأوسطان تيمنًا بجدتيها الملكة ألكسندرا والملكة ماري. قضت إليزابيث سنوات طفولتها الأولى بين لندن ووايت لودج في ريتشموند بارك.
تلقت الملكة إليزابيث وشقيقتها مارغريت تعليمهما في المنزل على يد معلمين خصوصيين. شملت دراستهما اللغة الفرنسية، والرياضيات، والتاريخ، بالإضافة إلى دروس في الرقص، والغناء، والفنون، وركوب الخيل، والسباحة.
كيفية الوصول إلى سدة الحكم
لم يكن من المتوقع أن تصل إليزابيث إلى العرش. فبعد وفاة جدها الأكبر، تولى الحكم عمها الملك إدوارد الثامن في عام 1936، لكنه تنازل عن العرش قبل نهاية العام ليتزوج السيدة واليس سيمبسون. في عام 1937، تُوّج والدها جورج السادس ملكًا.
عندما توفي الملك جورج السادس، تولت إليزابيث الحكم في 6 فبراير 1952، وتوجت كملكة في 2 يونيو 1953. بذلك، أصبحت الملكة إليزابيث الثانية الملكة الدستورية لكل من المملكة المتحدة، وأستراليا، وكندا، ونيوزيلاندا، وخمس عشرة دولة من دول الكومنولث.
تم بث حفل تتويجها تلفزيونيًا لأول مرة في التاريخ، وشاهده العالم أجمع. وما زالت الملكة إليزابيث الثانية تتولى الحكم حتى يومنا هذا.
مدة حكم الملكة إليزابيث الثانية
تُعتبر فترة حكم الملكة إليزابيث الثانية الأطول في تاريخ المملكة المتحدة. اشتهرت باهتمامها بالعمل التطوعي، والمؤسسات الخيرية، والخدمات العامة، حيث ترأست أكثر من 600 جمعية خيرية، وعسكرية، وهيئات مهنية، ومنظمات خدمة عامة.
شهدت فترة حكمها تطورًا كبيرًا لدول الكومنولث، حيث حصلت أكثر من 20 دولة على استقلالها عن بريطانيا وإنهاء الاستعمار. ومع ذلك، اختار عدد من هذه الدول البقاء تحت حكم الملكة إليزابيث بالرغم من الاستقلال.
الحياة الخاصة للملكة إليزابيث
تزوجت الأميرة إليزابيث من الأمير فيليب مونتابن، وهو أمير يوناني وضابط في البحرية، في عام 1947. تخلى فيليب عن جميع ألقابه قبل الزواج وعن حقه في تولي العرش اليوناني، وتم تجنيسه كمواطن بريطاني، وأصبح اسمه فيليب مونتباتن من دون أي ألقاب. أنجبا أربعة أطفال: الأمير تشارلز (1948)، والأميرة آن (1950)، والأمير إدوارد (1960)، والأمير أندرو (1964). توفي الأمير فيليب زوج الملكة إليزابيث في 9 أبريل 2021 عن عمر يناهز 99 عامًا.
الأحفاد
أنجب الأمير تشارلز وزوجته ديانا الأمير ويليام في عام 1982، ثم الأمير هاري في عام 1984، وهما أول أحفاد الملكة إليزابيث. بالإضافة إلى ذلك، لديها أحفاد آخرون مثل بيتر فيليبس، والأميرة بياترس، والأميرة يوجيني، وزارا تيندل، ولويز وندسور، وفيسكونت سيفيرن. أنجب الأمير ويليام وزوجته كيت ميدلتون طفلهما الأول جورج ألكسندر لويس في 22 يوليو 2013، وفي 2 مايو 2015 أنجبا طفلتهما الثانية الأميرة شارلوت إليزابيث ديانا، ثم أنجبوا طفلهم الثالث الأمير لويس آرثر تشارلز.
الهوايات والاهتمامات
تهتم الملكة إليزابيث منذ صغرها بالحيوانات، وخاصةً الخيول والكلاب. تحضر سنويًا السباقات الكلاسيكية الخاصة بالخيل، وتمتلك عددًا من الخيول الأصيلة. تحب أيضًا المشي في الريف وقضاء الوقت مع كلابها. تهتم كذلك بالرقص الريفي الاسكتلندي، وخلال إقامتها في قلعة المورال تقدم عددًا من الرقصات أمام أعضاء المجلس المحلي والحضور.