المفرق: ثاني أكبر المدن من حيث المساحة
تتبوأ محافظة المفرق مكانة مرموقة كثاني أكبر محافظات المملكة الأردنية الهاشمية من حيث المساحة الجغرافية الشاسعة، إذ تحل بعد محافظة معان في هذا الترتيب. تمتد أراضيها على مساحة تقارب 26,551 كيلومتر مربع، وهو ما يمثل حوالي 29.6% من إجمالي مساحة الأردن. تقع المفرق في الركن الشمالي الشرقي من البلاد، وتشارك حدودًا مع الجمهورية العربية السورية من جهة الشمال، ومع المملكة العربية السعودية من الجنوب والشرق، ومع جمهورية العراق من الشرق. الجزء الأكبر من المحافظة يقع ضمن منطقة البادية الشمالية. تقدر الكثافة السكانية فيها بحوالي 20.7 نسمة لكل كيلومتر مربع.
في العصور الغابرة، أُطلق على محافظة المفرق اسم “بالفدين”، وهي تصغير لكلمة “الفدن”، التي تشير إلى القلعة الحصينة أو القصر المشيد. ومع مرور الزمن، تغير اسمها ليصبح المفرق، وذلك لأهمية موقعها كنقطة التقاء طرق دولية تربط الأردن بسوريا والعراق والسعودية. شهدت المدينة نموًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، مع ازدياد النشاط في القطاعين الصناعي والزراعي، مما جعلها مصدرًا هامًا للإنتاج الزراعي والحيواني، وتحتل المرتبة الثانية بعد منطقة الأغوار في الإنتاج الزراعي. يعزى هذا الازدهار إلى انتشار الآبار الارتوازية، التي ساهمت في تحويل أجزاء من البادية إلى أراضٍ خضراء صالحة للزراعة. تجدر الإشارة إلى أن محافظة المفرق تضم جامعة آل البيت، وهي إحدى الجامعات الأردنية المرموقة.
لمحة عن محافظة المفرق
تتميز محافظة المفرق بموقعها الاستراتيجي وأهميتها التاريخية والاقتصادية، مما يجعلها منطقة جذب للاستثمار والسياحة.
الموارد الطبيعية في المفرق
تشتهر محافظة المفرق بوفرة مواردها الطبيعية المتنوعة، فهي تحتل المرتبة الثانية من حيث عدد آبار المياه الجوفية. تصل مساحة الأراضي الصالحة للزراعة فيها إلى حوالي 1.7 كيلومتر مربع، وقد استُغلت هذه الأراضي لتعزيز الاستثمار والإنتاج الزراعي، مما جعل المفرق ثاني أكثر محافظة أردنية تصديرًا للمحاصيل الزراعية المتنوعة إلى مختلف دول العالم. إضافة إلى ذلك، تساهم المفرق في تزويد السوق المحلي بالعديد من الخضراوات والفواكه والزيتون، فضلاً عن توفير المدخلات اللازمة لإنتاج الصناعات الغذائية. يذكر أن الطماطم تعد من أهم المحاصيل الزراعية التي تنتجها المفرق، إذ تشكل المساحات المزروعة بالطماطم حوالي 18% من إجمالي مساحات زراعة الطماطم في الأردن، مما يضع الأردن في المرتبة الرابعة عالميًا في تصدير الطماطم الطازجة. كما تشتهر المفرق بالعديد من الموارد الطبيعية الأخرى، مثل الغاز الطبيعي والزيوليت والحجر الجيري. وتمتلك المحافظة ثروة حيوانية كبيرة، إذ تعتبر الأولى بين محافظات الشمال الأردني من حيث أعداد الأغنام.
السياحة في المفرق
يلعب القطاع السياحي دورًا حيويًا في محافظة المفرق، إذ تزخر بالمواقع الأثرية والسياحية المتنوعة. تشتهر المحافظة بالمباني التاريخية التي تعود إلى عصور مختلفة، ولا تزال الاكتشافات الأثرية تكشف عن المزيد منها. تنتشر فيها الكنائس التي تمثل وجهة سياحية دينية هامة، بالإضافة إلى المظاهر الطبيعية التي تشكل موردًا سياحيًا بيئيًا، بما في ذلك الأجواء الصحراوية الفريدة في البادية، والأنفاق والكهوف الجيولوجية أو البركانية مثل دير الكهف. فيما يلي أبرز المواقع والمعالم السياحية في محافظة المفرق:
- أم الجمال: تقع شرق المفرق، وهي موقع أثري يعود تاريخه إلى القرن الأول قبل الميلاد، وتحديدًا إلى فترة الأنباط. كانت أم الجمال مركزًا تجاريًا صحراويًا تعبر منه القوافل المحملة بالجمال، ومن هنا جاءت تسميتها. تضم المدينة بعض المعالم الأثرية مثل السدود القديمة والكنائس البيزنطية والثكنات العسكرية والمقابر والأسوار ذات البوابات وغيرها.
- جاوا: تعتبر من أهم المواقع الأثرية في المفرق، ويعود تاريخها إلى القرن الرابع قبل الميلاد، أي إلى العصور البرونزية المبكرة. تقع على تل يطل على واد في الحرة البازلتية، وتضم بعض المعالم الأثرية مثل القصر الملكي وأحد أقدم سدود المياه في العالم.
- قصر برقع: تأسس منذ العصر الحجري الحديث، وتغيرت استخداماته عبر التاريخ. استُخدم لأغراض عسكرية في العصر الروماني، ولأغراض دينية في العصر البيزنطي، وفي العصر العربي الإسلامي أصبح قصرًا للاستجمام والصيد، كما استخدم كمحطة للحجاج حتى القرن الثامن الميلادي.
- الفدين: هي مدينة أثرية بنيت في العصر اليوناني، ولعبت دورًا هامًا في العصر البيزنطي والعهد الإسلامي، وذلك لموقعها على طريق الحجاج. في العصر العثماني، اكتسبت أهمية إضافية لمرور سكة حديد الحجاز بالقرب منها. تضم الفدين عددًا من المعالم الأثرية مثل المسجد الأموي والقلعة الآرامية والقلعة النبطية الهلنستية الرومانية وغيرها.
- رحاب: يعود تاريخ مدينة رحاب إلى العصر الحجري، وتشتهر بكثرة كنائسها القديمة. كما يوجد فيها عدد من الآثار مثل المقابر والبرك وآبار تجميع المياه والمسجد والأبراج والمنازل والكهوف.
إربد: ثاني أكبر المدن من حيث عدد السكان
تعتبر محافظة إربد ثاني أكبر مدينة في الأردن من حيث عدد السكان، حيث بلغ عدد سكانها وفقًا لإحصائيات نهاية عام 2019 حوالي 1,957,000 نسمة، ويشكل الحضريون ما يقارب 82.9% منهم، وذلك نتيجة لهجرة عدد كبير من سكان الريف إلى ضواحي المحافظة المختلفة. يعود الارتفاع في عدد سكان إربد إلى الفترة الواقعة بين عامي 1979-1994، حيث بلغ معدل النمو السكاني خلال هذه الفترة 4.2% تقريبًا، كما ازداد عدد السكان بين عامي 1994-2004 بمعدل نمو سكاني وصل إلى حوالي 1.9%، مما أدى إلى زيادة مساحة التجمع السكاني في المحافظة بمعدل أكبر من 5% سنويًا.
تتميز محافظة إربد الواقعة في شمال الأردن بموقع جغرافي استراتيجي نظرًا لكونها منطقة وصل بين أجزاء من سوريا ولبنان والأردن وفلسطين. أما فلكيًا فتقع عند تقاطع دائرة عرض 32 درجة مع خط طول 35.51 درجة. ومن أهم ما تتميز به هذه المدينة مجتمعها الذي يتصف بأصالته العربية مع بعض التأثير الخارجي عليه، والمؤسسات التعليمية التي جعلت منها مركزًا تعليميًا مهمًا مثل جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية.
لمحة عن محافظة إربد
تُعد محافظة إربد من المحافظات الشمالية للمملكة الأردنية الهاشمية، وتتميز بتاريخها العريق وتراثها الغني، بالإضافة إلى موقعها الجغرافي المتميز.
جغرافية إربد
تعد محافظة إربد أكثر مناطق الأردن خصوبة، إذ تتمتع بتربة ذات خصوبة عالية، وتشكل الأراضي الزراعية فيها نحو 70٪ من إجمالي أراضيها، أي ما نسبته 13.5٪ من إجمالي الأراضي الأردنية الصالحة للزراعة. كما تتوفر فيها مصادر عديدة لري المحاصيل الزراعية المختلفة، ومنها الينابيع المائية الكثيرة المنتشرة في المنطقة، ومياه نهر اليرموك. ومن أهم المحاصيل الزراعية التي تنتجها إربد الزيتون والحمضيات والحبوب.
تاريخ إربد
تعد إربد مدينة قديمة، إذ يعود تاريخ تأسيسها لنحو 2,500 سنة قبل الميلاد، أي للعصر الحجري البرونزي الأول. وقد بُني حولها سور ضخم من الحجارة السوداء البازلتية، كما أقيم فيها بركة ماء ومغائر في العصر الروماني، ولكن المدينة تعرضت لزلزال مدمر تسبب بضياع آثار هذه الفترة التاريخية، وجفاف مصادر المياه فيها، مما أحال دون ازدهارها. إلا أن الحياة عادت إليها بعدما جلبت الهندسة الرومانية المياه من مكان قريب من الرمثا عن طريق قنوات مائية حُفرت في باطن الأرض. وتمتلك المحافظة تاريخًا عريقًا بالحضارات، فقد مرت بحكم الأدوميين والعمويين واليونانيين الذين أعادوا تعمير المدينة، وضمها لاتحاد الحلف التجاري المعروف باسم الديكابوليس، لتصبح إربد واحدةً من عدة مدن تابعة لهذا الحلف.
السياحة في إربد
يوجد في إربد العديد من المقومات السياحية، مثل تل الحصن التاريخي، ودير اللاتين، وفيما يأتي عدد من أهم المعالم والأماكن السياحية الموجودة في هذه المحافظة:
- قرية شطنا: تقع هذه القرية الصغيرة جنوب منطقة الحصن، وهي قرية ذات طبوغرافية متنوعة ما بين هضاب وجبال وسهول، وفيها العديد من البيوت التراثية القديمة.
- قرية النعيمة: يوجد فيها عدة مواقع تراثية كالمطحنة.
- قرية الصريح: تتمثل أهميتها بكونها حلقة وصل بين شارع الحج القديم وشارع بغداد، وتتميز ببركة الماء الشهيرة الموجودة فيها.
- قرية بيت راس: تقع شمال مدينة إربد، وقد كانت فيما مضى جزءًا من طريق الحج القديم، وهي معبر إلى أم قيس والحمة الأردنية والسورية، ويوجد فيها عدة مناطق أثرية، كمقام النبي خضر، والآثار الرومانية التي تضم النفق والمدرج الروماني.