لمحة عن الكائنات الفطرية
الكائنات الفطريّة تمثل مجموعة واسعة الانتشار من الكائنات الحية حقيقية النواة. تتراوح هذه الكائنات في تعقيدها، إذ يمكن أن تكون وحيدة الخلية مثل الخميرة، أو متعددة الخلايا مثل فطر عيش الغراب. تتكاثر الفطريات بطرق متنوعة، بما في ذلك الانشطار الثنائي والتبرعم، بالإضافة إلى التكاثر الجنسي واللاجنسي عن طريق الأبواغ. تختلف الفطريات بشكل كبير في أحجامها وأشكالها، وتصنف حسب طرق تغذيتها إلى:
- الفطريات المترممة: تتغذى على المواد العضوية الميتة وتحللها، مما يساهم في إعادة تدوير العناصر الغذائية في البيئة.
- الفطريات المتطفلة: تعيش على أو داخل الكائنات الحية الأخرى، وتمتص الغذاء منها، مما قد يسبب لها الأمراض.
- الفطريات التكافلية: تعيش في علاقة متبادلة المنفعة مع كائنات حية أخرى، حيث يستفيد كلا الطرفين من هذه العلاقة.
للفطريات جوانب إيجابية وسلبية. من بين أضرارها أنها تسبب الأمراض للإنسان، مثل الأمراض الجلدية كقدم الرياضي، وتلحق الضرر بالحيوانات والنباتات، مثل صدأ القمح. كما أنها تساهم في تلف المواد الغذائية والأخشاب والمنتجات الجلدية. ولكن في المقابل، تتمتع الفطريات بفوائد اقتصادية جمة، والتي سيتم تفصيلها في الأقسام التالية.
المكاسب الاقتصادية للكائنات الفطرية
تتعدّد أوجه الاستفادة الاقتصادية من الفطريات، وفيما يلي عرض لأهم هذه الفوائد:
- إنتاج المضادات الحيوية والأدوية: تُستخدم بعض أنواع الفطريات في إنتاج المضادات الحيوية الهامة، مثل البنسلين، الذي ساهم في إنقاذ حياة الملايين. كما تدخل الفطريات في صناعة بعض الأدوية الأخرى، وذلك لاحتوائها على فيتامين B ومركبات مفيدة.
- صناعة الخبز: يلعب فطر الخميرة دوراً حاسماً في صناعة الخبز، حيث يساهم في تخمير العجين وانتفاخه، مما يمنح الخبز قوامه الهش والمستساغ.
- الغذاء: تعتبر بعض أنواع الفطريات مصدراً غذائياً هاماً للإنسان، مثل فطر عيش الغراب والكمأة. تدخل هذه الفطريات في تحضير العديد من الأطباق الشهية، مثل البيتزا وحساء الفطر وغيرها.
- صناعة الألبان والأجبان والحلويات: تُستخدم الفطريات في صناعة بعض أنواع الألبان والأجبان، مما يساهم في تحسين نكهتها وقوامها. كما تدخل في صناعة بعض أنواع الحلويات، مما يضفي عليها مذاقاً فريداً.
- تحسين خصوبة التربة: تساهم الفطريات في تحليل الفضلات العضوية والجثث، وتحويلها إلى مواد بسيطة التركيب يمكن للنباتات امتصاصها. هذه العملية تزيد من خصوبة التربة وتعزز نمو النباتات.
- الهندسة الوراثية: تلعب الفطريات دوراً هاماً في الهندسة الوراثية وتطبيقاتها المختلفة، حيث تُستخدم في إنتاج البروتينات والأحماض الأمينية والمواد الكيميائية الأخرى.
تقسيم الكائنات الفطرية
يتم تصنيف الفطريات إلى عدة شعب رئيسية بناءً على تركيبها وطرق تكاثرها، وهي:
- الفطريات اللزجة المختلطة: تعتبر هذه الفطريات من الكائنات وحيدة الخلية، وتعيش في البيئات المائية. تتضمن هذه المجموعة فطريات مترممة ومتطفلة، وتتكاثر عن طريق الأبواغ.
- الفطريات الاقترانية: تتكون هذه الفطريات من خلايا متعددة، وتعيش على اليابسة في بيئات مناسبة. تعيش بعض أنواعها معيشة تكافلية مع النباتات. تتكاثر هذه الفطريات جنسياً ولا جنسياً عن طريق الأبواغ، ومن أهمها فطر عفن الخبز.
- الفطريات الكيسية: تتميز هذه الفطريات بأنها متعددة الخلايا، ولكن بعضها قد يكون وحيد الخلية مثل الخميرة. تعيش في بيئات متنوعة، وتتكاثر جنسياً ولا جنسياً. تشمل هذه المجموعة فطريات مترممة وتكافلية وتطفلية.
- الفطريات الدعامية: تتكون هذه الفطريات من خلايا متعددة، وتعيش على اليابسة. تتكاثر جنسياً، وتشمل فطريات تطفلية وتكافلية ومترممة.
قال تعالى: “وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُّتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ ۗ انظُرُوا إِلَىٰ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكُمْ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ” (الأنعام: 99)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء” (صحيح البخاري).
