مقدمة
لقد أولى الدين الإسلامي الحنيف مكانة رفيعة للمرأة، ومنحها حقوقاً وافرة ومتنوعة، سواء كانت صغيرة أو كبيرة. وقد فطرها الله عز وجل تكويناً نفسياً وجسدياً لأداء رسالة جليلة القدر، لا يضاهيها فيها أحد، ألا وهي تنشئة الأجيال الصالحة وبناء الأسرة المتماسكة. ولكن هذا لا يعني منعها أو تحريم عملها خارج المنزل، بل قد يكون العمل مستحباً أو واجباً عليها في بعض الحالات، وذلك ضمن ضوابط معينة تحددها الشريعة الإسلامية الغراء.
نظرة الإسلام إلى عمل المرأة
إن الإسلام لم يضع قيودًا تعيق تقدم المرأة، بل منحها الحق في ممارسة العمل المناسب لقدراتها وطبيعتها. ففي ميدان الطب، يحتاج المجتمع إلى طبيبات لعلاج النساء وتوفير الرعاية الصحية لهن. وفي مجال التعليم، هناك حاجة ماسة إلى معلمات لتعليم الطالبات والطلاب العلوم والمعارف المختلفة. هذا بالإضافة إلى مجالات أخرى تتلاءم مع طبيعة المرأة، مثل العمل في مجال الخياطة والتصميم أو المجالات الادارية المختلفة.
قد يكون عمل المرأة ضرورة ملحة لها لإعالة أبنائها في حال فقدان المعيل، كالزوج المتوفى، مما يجنبها ذل الحاجة والسؤال. وقد تحتاج الأسرة إلى مساهمتها المادية لمساعدة الزوج أو الأب الكبير في السن. ومع ذلك، يجب على المرأة أن توازن بين عملها وواجباتها الأساسية تجاه بيتها وزوجها وأولادها، فلا يكون العمل على حساب تربية الأبناء والقيام بشؤون المنزل.