مقدمة
تعتبر المتغيرات عناصر أساسية في البحث العلمي، حيث تظهر في مختلف المجالات وأنواع الدراسات. يمثل المتغير سمة أو خاصية قابلة للتغير، وتتخذ قيمًا متعددة، سواء كانت هذه القيم كمية أو كيفية. تختلف المتغيرات في عدد الحالات والقيم التي تعبر عنها. بعض المتغيرات يمكن التعبير عنها بصورتين فقط، مثل نوع الجنس (ذكر أو أنثى)، وتسمى بالمتغيرات الثنائية. بينما متغيرات أخرى تتضمن ثلاث حالات أو أكثر، مثل مستوى الدخل (مرتفع، متوسط، منخفض)، وتسمى بالمتغيرات متعددة القيم. هناك متغيرات يتم التعبير عنها بقيم رقمية، كالتحصيل الدراسي الذي يمكن أن يكون 75/100 أو 90/100 وهكذا.
هناك تصنيفات متعددة للمتغيرات في البحث العلمي. سنتناول في هذا المقال تصنيفين رئيسيين:
- تصنيف المتغيرات وفقًا لقابليتها للتعبير الرقمي.
- تصنيف المتغيرات بناءً على الأثر والتأثر.
تصنيف المتغيرات وفقًا لقابليتها للتعبير الرقمي
يقسم هذا التصنيف المتغيرات إلى ثلاثة أنواع رئيسية بناءً على قدرتها على التعبير الكمي:
المتغيرات الوصفية (النوعية)
تشير إلى المتغيرات التي تعبر عن صفة أو خاصية لا تحمل القيمة الرقمية فيها معنى كميًا. أمثلة على ذلك تشمل الجنس (ذكر/أنثى)، التخصص الدراسي (علمي/أدبي)، أو الحالة الاجتماعية (أعزب/متزوج). القيمة الرقمية هنا مجرد رمز ولا تعكس كمية أو مقدار.
المتغيرات شبه الرقمية
هذا النوع من المتغيرات يعطي للقيمة الرقمية أو الدرجة معنى كميًا، ولكن بدرجة أقل من المتغيرات الرقمية الصرفة. أمثلة على ذلك تشمل متغيرات مثل القلق، الاتجاهات، الميول، والتحصيل الدراسي. على الرغم من إمكانية إعطاء قيمة رقمية لهذه المتغيرات، إلا أن هذه القيمة قد لا تكون دقيقة تمامًا.
المتغيرات الرقمية
في هذا النوع، يمكن التعبير عن المتغيرات بمقدار كمي أو درجة رقمية مطلقة. أمثلة على ذلك تتضمن الدخل، عدد أفراد الأسرة، العمر، الطول، والوزن. هذه المتغيرات قابلة للقياس بدقة وتعطي معلومات كمية واضحة.
تصنيف المتغيرات بناءً على الأثر والتأثر
هذا التصنيف يركز على دور المتغير في البحث وعلاقته بالمتغيرات الأخرى. يشمل هذا التصنيف ثلاثة أنواع رئيسية من المتغيرات:
المتغير المستقل
هو المتغير الذي يؤثر في المتغير التابع ويغير من خصائصه. يتحكم الباحث في هذا المتغير، سواء بالزيادة أو النقصان أو العزل، لمعرفة تأثيره على المتغير التابع. يعتبر المتغير المستقل هو السبب المفترض في حدوث التغيير في المتغير التابع.
مثال: دراسة أثر استخدام استراتيجية التعلم باللعب على تحصيل مادة العلوم لدى طلاب الصف الثاني الابتدائي. هنا، المتغير المستقل هو (استراتيجية التعلم باللعب).
المتغير التابع
هو المتغير المتأثر والذي يمثل محور اهتمام الباحث. يتأثر هذا المتغير بالتغيرات التي تطرأ على المتغير المستقل. لا يخضع المتغير التابع للمعالجة المباشرة، وإنما يتم ملاحظته وقياسه لمعرفة أثر التغيرات التي تحدث في المتغير المستقل.
بالعودة إلى المثال السابق، (تحصيل مادة العلوم) هو المتغير التابع، حيث نسعى لمعرفة مدى تأثير استراتيجية التعلم باللعب عليه.
المتغير الدخيل
إذا لم ينتبه الباحث إلى أي عامل يمكن أن يؤثر في المتغير التابع أو لم يتمكن من ضبطه، فإن هذا العامل يعد متغيرًا دخيلًا. هذه المتغيرات لا تخضع لسيطرة الباحث ولا يمكن إدخالها ضمن التصميم التجريبي، وذلك لعدم القدرة على معرفتها أو تحديدها قبل إجراء الدراسة. تؤثر المتغيرات الدخيلة بطريقة ما على نتائج الدراسة، مما قد يؤدي إلى نتائج مضللة.
مثال: في المثال السابق، إذا بدأ أحد المعلمين بتدريس مادة العلوم لطلاب الصف الثاني لتقوية أدائهم دون علم الباحث، فإن هذا يعتبر عاملاً دخيلاً أثر على تحصيل الطلاب في مادة العلوم.
المراجع
- “أمثلة على المتغيرات المستقلة والتابعة والدخيلة”،المنارة، تم الاطلاع عليه بتاريخ 14/2/2022. بتصرّف.
- “المتغيرات في البحث العلمي أنواعها واستخداماتها”،مركز البحوث والدراسات متعدد التخصصات، تم الاطلاع عليه بتاريخ 14/2/2022. بتصرّف.
- Indeed Editorial Team (29/3/2021),”10 Types of Variables in Research and Statistics”,indeed, Retrieved 6/2/2022. Edited.