اللباس الشرعي للمرأة المسلمة

استكشاف مفهوم اللباس الشرعي في الإسلام، الأسباب الكامنة وراء فرضه على المرأة، والشروط اللازمة لتحقيق اللباس الشرعي الصحيح.

مقدمة

اللباس الشرعي في الإسلام هو جزء لا يتجزأ من تعاليم الدين الحنيف، ويهدف إلى تحقيق مقاصد سامية وغايات نبيلة. يُنظر إليه كرمز للعفة والاحتشام، وحماية للمرأة من الفتن والمغريات. في هذا المقال، سنتناول بالتفصيل مفهوم اللباس الشرعي، والأسباب التي دعت إلى فرضه على المرأة، والشروط الواجب توافرها فيه.

تعريف اللباس الشرعي

في اللغة، يدل مفهوم اللباس الشرعي على الستر والتغطية. أما في الاصطلاح الشرعي، فيعني تغطية المرأة لكامل جسدها وزينتها الظاهرة أمام الرجال الأجانب (غير المحارم). هذا الستر الكامل يهدف إلى منع أي إثارة أو فتنة قد تنشأ عن رؤية مفاتن المرأة. اللباس الشرعي ليس قيدًا على حرية المرأة، بل هو صون لكرامتها وحماية لها من الأذى.

الدوافع وراء فرض اللباس الشرعي

هناك عدة أسباب وحكم وراء فرض اللباس الشرعي على المرأة المسلمة، منها:

  • حماية المرأة من الأطماع: اللباس الشرعي يحمي المرأة من نظرات الطامعين وذوي النفوس المريضة، ويمنع الاعتداء عليها. قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ [الأحزاب:59].
  • الحفاظ على الأعراض: اللباس الشرعي يعتبر سياجًا واقيًا يحمي الأعراض ويمنع الفتنة والفساد في المجتمع.
  • الحفاظ على الأنوثة: يعمل اللباس الشرعي على إخفاء مفاتن المرأة وستر عيوبها، مما يحافظ على أنوثتها وجمالها في الإطار الصحيح.
  • تطهير النفوس: يدعو اللباس الشرعي إلى تطهير النفوس من الشهوات المحرمة، وإعمارها بالتقوى والورع.
  • دلالة على الشرف والعفة: يعتبر اللباس الشرعي علامة ظاهرة تدل على شرف المرأة وعفتها، فالظاهر الصالح غالبًا ما يعكس الباطن النقي.

ضوابط اللباس الشرعي السليم

لتحقيق الغاية من اللباس الشرعي، يجب أن تتوافر فيه مجموعة من الشروط والضوابط، وهي:

  • الاستيعاب والشمول: يجب أن يغطي اللباس الشرعي جميع أجزاء الجسم المستثناة شرعًا، بحيث لا يظهر شيء من جسد المرأة للأجانب إلا ما لا يمكن إخفاؤه. قال تعالى: ﴿وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ﴾ [النور: 31].
  • عدم كونه زينة في ذاته: يجب أن لا يكون اللباس مزينًا بشكل مبالغ فيه، لأن الزينة تلفت الأنظار وتثير الشبهات.
  • عدم الشفافية: يجب أن يكون اللباس سميكًا غير شفاف، بحيث لا يشف عما تحته، لأن الشفاف لا يحقق الستر المطلوب.
  • الفضفاضية: يجب أن يكون اللباس فضفاضًا واسعًا، بحيث لا يصف شيئًا من جسم المرأة، لأن الغرض منه هو رفع الفتنة.
  • عدم التعطّر: لا يجوز أن يكون اللباس معطرًا أو مبخرًا، لما في ذلك من فتنة للرجال. قال صلى الله عليه وسلم: (أيما امرأةٍ استعطرتْ فمرّتْ على قومٍ ليجدوا من ريحِها فهي زانيةٌ) [ صحيح النسائي].
  • عدم التشبه بالرجال: يجب أن لا يشبه اللباس لباس الرجال، لأن التشبه محرم في الإسلام. قال صلى الله عليه وسلم: عن أبي هُريرةَ رَضِيَ اللهُ عنه:(لعَن رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الرَّجُلَ يلبَسُ لِبسةَ المرأةِ والمرأةَ تلبَسُ لِبسةَ الرَّجُلِ)[صحيح ابن حبان].
  • عدم التشبه بالكافرات: يجب أن لا يشبه اللباس لباس الكافرات، لأن التشبه بهم منهي عنه في الإسلام.
  • عدم كونه لباس شهرة: يجب أن لا يكون اللباس بهدف لفت الأنظار أو التفاخر.
Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

دعوة إلى تجنب الخوض في حياة الآخرين من منظور القرآن والسنة

المقال التالي

مكافحة آفة المخدرات في المؤسسات التعليمية

مقالات مشابهة