مقدمة
وجود البروتين في البول، والذي يشار إليه أيضًا بالبيلة البروتينية (Proteinuria)، هو حالة تتميز بارتفاع مستويات البروتين في البول. يمكن للطبيب المعالج اكتشاف هذه الحالة من خلال مراقبة الأعراض التي تظهر على الشخص المصاب، بالإضافة إلى نتائج فحوصات معينة.
علامات قد تظهر على المريض
هناك العديد من العوامل التي يمكن أن تؤدي إلى زيادة البروتين في البول، ولكن في معظم الحالات الخفيفة والمتوسطة، قد لا تظهر أية علامات واضحة. ومع ذلك، في بعض الحالات، قد يلاحظ الشخص تغيرًا في طبيعة البول، ليصبح أكثر رغوة وغير طبيعي.
في حالات نادرة، قد يعاني المريض من أعراض أخرى، بما في ذلك:
- الانصباب الجنبي (Pleural effusions): وهو تراكم السوائل الزائدة بين طبقات الغشاء المحيط بالرئتين.
- الوذمة (Edema): تورم في أجزاء مختلفة من الجسم نتيجة احتباس السوائل، وغالبًا ما يحدث في الساقين والقدمين.
- الاستسقاء البطني (Ascites): تجمع السوائل في منطقة البطن.
- القيلة المائية (Hydroceles): انتفاخ في كيس الصفن المحيط بالخصيتين نتيجة لتجمع السوائل.
التحاليل المطلوبة لتشخيص الحالة
الفحوصات التي تقيس مستوى البروتين في البول هي الطريقة الأكثر دقة لتشخيص الحالة. غالبًا ما يتم اكتشاف ارتفاع البروتين في البول خلال الفحوصات الروتينية لتقييم الصحة العامة، أو عند متابعة حالات ارتفاع ضغط الدم أو مرض السكري.
فحص الشريط الغميسي للبول
فحص سريع يتطلب عينة واحدة من البول لقياس تركيز البروتين. يتم ذلك عن طريق:
- إخبار الطبيب بأي أدوية يتم تناولها حاليًا، حيث قد تؤثر على نتيجة الفحص.
- تجهيز عينة بول وتسليمها للمختبر.
- يقوم الفني بغمس شريحة حساسة يتغير لونها حسب مكونات عينة البول. يدل تغير اللون على مستوى البروتين.
تتراوح القيم الطبيعية لمستوى البروتين في البول لعينة عشوائية بين 0-14 مليغرام/ديسيلتر تقريبًا. يمكن تفسير النتائج كالتالي:
- النتيجة السلبية: تشير إلى أن كمية البروتين ضمن المعدل الطبيعي.
- القيم الإيجابية: تشير إلى تجاوز قيم الفحص للمعدل الطبيعي، مما يدل على ارتفاع مستوى البروتين. قد يطلب الطبيب إعادة الفحص لتأكيد النتيجة.
تجميع عينات البول لمدة 24 ساعة
يتضمن هذا الفحص جمع عينات البول على مدار 24 ساعة لتحليلها في المختبر وقياس كمية البروتين. يتم ذلك باتباع الخطوات التالية:
- تحديد وقت لبدء الفحص، غالبًا في الصباح بعد الاستيقاظ، مع إفراغ المثانة بالكامل دون أخذ عينة في المرة الأولى.
- جمع البول في وعاء منفصل في كل مرة يتبول فيها الشخص، والاستمرار لمدة 24 ساعة.
- حفظ عينات البول في مكان بارد، مثل الثلاجة.
- إرسال عينات البول إلى المختبر لفحصها بمجرد انتهاء مدة التجميع.
يجب ألا تتجاوز القيم الطبيعية لهذا الفحص 80 مليغرام خلال 24 ساعة. إذا أظهرت النتائج إفراز أكثر من 500-1000 مليغرام من البروتين خلال 24 ساعة، فقد يشير ذلك إلى وجود خلل في وظائف الكلى. في حال إفراز أكثر من 2 غرام من البروتين، فقد يدل ذلك على خلل في وظيفة الكبيبات الكلوية.
تحليل نسبة البروتين إلى الكرياتينين
يهدف هذا الفحص إلى تحديد النسبة بين كمية البروتينات الزائدة المفرزة في البول وكمية الكرياتينين، وهو منتج لعملية هدم الأنسجة العضلية. يمكن من خلاله الكشف عن وجود كميات زائدة من البروتين وتشخيص مشاكل الكلى.
يُجرى هذا الفحص بتحليل عينة بول واحدة في المختبر. النتائج قد تختلف من مختبر لآخر، ولكنها تكون تقريبًا كما في الجدول الآتي:
| نسبة الزلال إلى الكرياتينين | تفسير النتيجة |
|---|---|
| أقل من 0.2 | طبيعي. |
| 0.2-1 | ارتفاع بسيط في بروتين البول. |
| 1-5 | ارتفاع متوسط في بروتين البول. |
| أكثر من 5 | اعتلال في الكلى. |
هل هناك حاجة لفحوصات أخرى؟
إذا أظهرت فحوصات البول أكثر من مرة وجود البروتين، قد يطلب الطبيب إجراء فحوصات أخرى لتحديد سبب هذه المشكلة والكشف عنها مبكرًا. من هذه الفحوصات:
- فحص الدم المناعي: للكشف عن مستوى بروتينات الغلوبولين المناعي في الدم، والتي قد يشير ارتفاعها إلى الإصابة بسرطان الدم.
- فحص الدم لقياس مستويات الكرياتينين: ارتفاع مستوياته في الدم يشير إلى اختلال وظائف الكلى.
- فحوصات التصوير: مثل الموجات فوق الصوتية والتصوير المقطعي المحوسب، لتزويد الطبيب بصور للكلى تساعده على الكشف عن المشكلات.
- خزعة الكلى: إزالة جزء صغير من الكلية لفحصه تحت المجهر لتحديد سبب المشكلة ومدى الضرر.
ملخص المقال
نظرًا لأن ارتفاع البروتين في البول قد لا يسبب أعراضًا واضحة، يعتمد الأطباء على فحوصات لتشخيص هذه الحالة. تشمل هذه الفحوصات: فحص الشريط الغميسي، تحليل عينات البول على مدار 24 ساعة، وفحص نسبة البروتين إلى الكرياتينين. إذا تكررت النتيجة الإيجابية، قد يوصي الطبيب بفحوصات إضافية لتحديد السبب الكامن وراء المشكلة.
