فهرس المحتويات
مقدمة
يعتبر الكشف عن سرطان المعدة خطوة حاسمة في رحلة العلاج، حيث يعتمد على مجموعة من الإجراءات والتقنيات الطبية. هذه الإجراءات تشمل التعرف على الأعراض المميزة، تجميع التاريخ الطبي للمريض ولعائلته، إجراء فحص سريري شامل، بالإضافة إلى استخدام العديد من الاختبارات التشخيصية المتخصصة. غالباً، يتم تشخيص سرطان المعدة في مراحل متأخرة، ويعزى ذلك إلى عدم ظهور أعراض واضحة في المراحل الأولية من المرض.
أخذ السيرة المرضية والفحص الجسماني
يركز الطبيب على جمع معلومات شاملة عن المريض، بما في ذلك التاريخ الطبي للعائلة، خاصة ما يتعلق بحالات سرطان المعدة. يجب إعلام الطبيب بأي عمليات جراحية سابقة في المعدة، أو الإصابة بقرحة المعدة، بالإضافة إلى تفاصيل نمط الحياة، بما في ذلك طبيعة النظام الغذائي، التدخين، والأعراض التي يعاني منها المريض. كما يتم التركيز على عوامل الخطر المحتملة المرتبطة بسرطان المعدة. الفحص الجسماني يساعد في الحصول على معلومات حول الصحة العامة، وأي علامات قد تشير إلى الإصابة. يقوم الطبيب بفحص منطقة البطن للكشف عن أي تغييرات غير طبيعية. في حال اشتباه الطبيب بإمكانية إصابة المريض بسرطان المعدة أو أي مشاكل أخرى في المعدة، يتم تحويل الحالة إلى طبيب متخصص في أمراض الجهاز الهضمي لإجراء المزيد من الفحوصات.
إجراءات التنظير
يُعدّ التنظير الداخلي إجراءً آمناً، ويمكن إجراؤه في العيادات الخارجية، ومن خلاله يستطيع الطبيب رؤية المعدة من الداخل، ويتضمن نوعين رئيسيين:
التنظير العلوي للجهاز الهضمي
يعدّ التنظير العلوي للجهاز الهضمي إجراءً قد يتبعه الطبيب للكشف عن سرطان المعدة، ويستغرق في مُجمله 15 دقيقة تقريبًا، حيث يُجرى تحت تأثير المهدئات، عن طريق إدخال منظار رفيع مُضاء عن طريق الفم، مرورًا بكلّ من الحلق، والمريء، والمعدة، ليصل أخيرًا إلى الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة، مما يمكِّن الطبيب من استكشاف هذه الأعضاء من الداخل، وتحديد ما إذا كان هناك أي تشوّهات فيها، فعلى سبيل المثال؛ يُمكن تحديد وجود السرطان، أو القرحة، أو الالتهابات، أو أيّ انسداد في هذه الأجزاء، كما يُمكن أخذ خزعة من الأنسجة غير الطبيعية عن طريق المنظار، ليتمّ فحصها في المُختبر فيما بعد؛ لتحديد وجود أي علامات دالّة على الإصابة بمرض السرطان، وتجدر الإشارة إلى أنّه في بعض الحالات قد يجري الطبيب هذا التنظير مع التنظير بالموجات فوق الصوتية الذي سيتم بيانه لاحقًا.
التنظير بالموجات فوق الصوتية
يمكن اللجوء إلى التنظير بالموجات فوق الصوتية عند تشخيص سرطان المعدة للكشف عن وجود الأورام في المعدة وماهية انتشارها إلى العقد اللمفاوية أو لأجزاء أخرى من الجسم، إذ تُستخدَم الموجات فوق الصوتية عالية التردد إلى جانب منظار خاص للحصول على صور تفصيلية لأعضاء الجسم، حيث يتم إدخال المنظار عبر الجهاز الهضمي عن طريق الفم وصولاً إلى المعدة، وتجدر الإشارة إلى أنّه يمكن استخدامه للمساعدة في توجيه إبرة إلى المنطقة التي يشتبه إصابتها بالسرطان للحصول على عينة من السائل والأنسجة في البطن ليتم فحصها، كما يساعد أيضًا على تحديد مرحلة المرض ورسم الخطة العلاجية المُناسبة للمُصاب.
أهمية الخزعة
تعتبر الخزعة إجراءً هاماً يتم خلاله أخذ عينة من خلايا أو أنسجة المعدة لفحصها تحت المجهر، وذلك للكشف عن وجود أي علامات للسرطان. يمكن أيضاً فحص العدوى بالبكتيريا الملوية البوابية عن طريق الخزعة.
الاختبارات المعملية
قد يوصي الطبيب بإجراء تحليل للدم للمساعدة على الكشف عن سرطان المعدة. يتضمن ذلك فحص وظائف الكبد والكليتين، والتحقق من أعداد خلايا الدم، ويشمل ذلك:
- اختبار الجينوم البشري: يتم فحص الحمض النووي للورم للبحث عن أي طفرات قد تدفع السرطان للنمو.
- العد الدموي الشامل: يتم فحص عينة الدم لمعرفة نسبة الخلايا المختلفة الموجودة في الدم.
- اختبار الدم الخفي في البراز: يتم إجراء فحص الدم للكشف في وجود دم في البراز، إذ يكون الدم غير مرئي للعين المجردة.
- دراسات كيمياء الدم: يتمّ فحص عينة الدم لقياس كميات هذه المواد؛ إذ تُعتبر القيم غير الطبيعية علامة لوجود مرض معين أحيانًا،
- فحص التغذية: تُساعد هذه الفحوصات على تحديد ما إذا كان المُصاب يُعاني من أي نقص في المواد الغذائية، مثل؛ فيتامين د، والحديد.
- اختبار علامات أو مؤشرات الأورام: يتمّ إجراء فحص الدم للبحث عن أحد مؤشرات الاورام.
المنظار التشخيصي للبطن
يعدّ منظار البطن أحد الإجراءات الجراحية قليلة الخطورة التي قد يجريها الطبيب للتحقق من انتشار السرطان إلى المناطق المحيطة بالمعدة، أو للكشف عن وجود أورام صغيرة لم تظهر في اختبارات التصوير الأخرى، حيث يجري الطبيب شقًّا صغيرًا في البطن ليتم إدخال المنظار عبره، ويوصف المنظار بأنّه أنبوب رفيع مرتبط بضوء وكاميرا.
الفحوصات التصويرية للكشف عن سرطان المعدة
يساعد التصوير التشخيصي الطبي على تكوين صور تبيّن حالة الجسم من الداخل. تشمل هذه الفحوصات:
اختبار الباريوم
يُعدّ اختبار ابتلاع الباريوم فحصًا تشخيصيًا للأجزاء العلوية من الجهاز الهضمي، التي تتضمن المريء والمعدة والاثني عشر؛ حيث يُجرى هذا الاختبار عن طريق ابتلاع سائل الباريوم أولاً، ومن ثمّ إجراء الأشعة السينية.
التصوير المقطعي
يقوم مبدأ التصوير المقطعي المحوسب على استخدام جهاز حاسوب مرتبط بآلة الأشعة السينية، من أجل تكوين صور مُفصّلة لمناطق داخل الجسم، وتؤخذ الصور من أكثر من زاوية، كما يبتلع الشخص صبغة معينة أو يُحقن بها بالوريد للمُساعدة على ظهور صور الأنسجة أو الأعضاء بشكل أكثر وضوحاً.
التصوير بالرنين المغناطيسي
يتميّز التصوير بالرنين المغناطيسي باستخدامه المجالات المغناطيسية من أجل إنتاج صور مفصّلة للجسم، وقد يتمّ استخدامه لتحديد حجم الأورام، إذ يتم حقن المُصاب قبل إجراء التصوير بصبغة خاصة تعرف بمادة التباين؛ وذلك للحصول على صور أكثر وضوحًا.
التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني
يُستخدم التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني لمعرفة معلومات مُفصّلة عن السرطان، وماهية انتشار السرطان إلى أماكن أخرى من الجسم، كما يساعد الأطباء على تحديد ما إذا كان السرطان نشيطًا أم خاملًا.
تصوير الصدر بالأشعة السينية
قد يُساعد تصوير الصدر بالأشعة السينية على التحقق ممّا إذا انتشر سرطان المعدة إلى الرئتين أم لا.
التصوير بالموجات فوق الصوتية
يتضمن التصوير بالموجات فوق الصوتية استخدام موجات صوتية عالية التردد، وذلك لإنتاج صور للأعضاء، وقد يتم استخدامها لتشخيص السرطان، أو الكشف عن احتمالية انتشاره لأجزاء أخرى من الجسم.
إرشادات للتعايش مع سرطان المعدة
توجد العديد من النصائح التي يُمكن اتباعها للمساعدة على التعايش مع مرض السرطان عامة وسرطان المعدة خاصة، نذكر منها ما يأتي:
- الابتعاد عن التدخين: حيث يُتلف النيكوتين الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى زيادة صعوبة السيطرة على سرطان المعدة.
- ممارسة الرياضة: قد ينصح الطبيب بإجراء الشخص المعني بممارسة بعض أنواع التمارين الرياضية التي قد تعود بالنفع على حالة المُصاب.
- الامتناع عن شرب الكحول: لأنّها تتسبب بزيادة الضرر وزيادة الحالة سوءًا.
- شرب السوائل: يُعدّ شرب السوائل من الأمور المهمة التي يجب الالتزام بها.
- اتباع نظام غذائي صحي: يُنصح المُصاب بسرطان المعدة بزيادة تناول الخضراوات والفواكه.
