الكرامة والولاية: نظرة شاملة

استكشاف مفهوم الكرامة في الإسلام، وتوضيح معنى الولاية، وبيان الحكمة من إكرام الأولياء، وتفصيل الفروق الجوهرية بين الكرامة والمعجزة.

تعريف الكرامة

الكرامات هي جمع لكلمة كرامة، وتشير إلى أمر استثنائي يمنحه الله تعالى لأوليائه الصالحين. يمكن اعتبارها منحة إلهية، أو دعماً، أو تثبيتاً لهم، وقد تكون أيضاً نصراً للدين الإسلامي. يمكن تعريف الكرامة بأنها حدث غير مألوف لا يرتبط بالنبوة ولا يسبقها، بل يمنحه الله لأحد عباده الملتزمين بالعقيدة الصحيحة والذين يتميزون بالأعمال الصالحة. هذا التعريف يستثني الظواهر الطبيعية المألوفة، والمعجزات التي يؤيد بها الله الأنبياء، كما يستبعد أعمال المشعوذين والكهنة والسحرة.

فهم الولاية

الولاية في الإسلام تعني قرب العبد من ربه، والالتزام بأوامره واجتناب نواهيه. عرف ابن تيمية الولي بأنه الشخص الذي يتبع الطاعات ويثابر عليها. وذكر الشوكاني أن أولياء الله هم المؤمنون الذين يبتعدون عما حرمه الله ويتقربون إليه بالطاعات والأعمال الصالحة. الولي هو المخلص في عبادته، والمواظب على طاعة الله. إنه يبغض ما يبغضه الله ويحب ما يحبه، ولا يوالي من يعادي الله عز وجل.

الحكمة الإلهية في إكرام الأولياء

تتجلى الحكمة من الكرامة في عدة جوانب، منها:

  • تكريم الولي وإعلاء شأنه.
  • نصرة الدين الإسلامي وإظهار الحق.
  • بشارة من الله للولي الصالح.
  • إظهار عظمة الله وقدرته.
  • تثبيت الولي الذي ظهرت الكرامة على يديه، وزيادة إيمانه ويقينه.

التمييز بين الكرامة والمعجزة

هناك عدة فروق جوهرية بين المعجزة والكرامة:

  • المعجزة ترتبط بالنبوة، فهي علامة على صدق النبي وتأييد من الله له. أما الكرامة فتحدث لأولياء الله الصالحين، ولا علاقة لها بالنبوة. وإذا ادعى صاحب الكرامة النبوة، فإنه يفقد ولايته.
  • يمكن للنبي تكرار المعجزة مرات عديدة، وتكون واضحة الدلالة على أنها من عند الله. أما الولي فلا يستطيع تكرار الكرامة بالضرورة، فهي فضل من الله يمنحه متى شاء.
  • الكرامة هي منحة من الله للولي بسبب إيمانه الصادق وتقواه. أما المعجزة فهي دليل على نبوة المرسل.
  • صاحب الكرامة ليس نبياً ولا رسولاً، ولا يمكن أن يصل إلى منزلتهم، حتى لو تشابه معهم في بعض الفضائل والأعمال الصالحة.
  • حدوث الكرامة أمر معتاد من الصالحين و الأولياء، أما معجزات الأنبياء فهي أعلى شأناً وأعظم دلالة. فمثلاً، انشقاق القمر أو خروج الناقة من الصخر يعتبر معجزة، أما البركة في الطعام فقد تكون كرامة لأولياء الله الصالحين.
  • المعجزة دائمة ومستمرة طالما استمرت الرسالة، أما الكرامة فتكون مقيدة بزمان أو مكان معين.
  • حصول الولي على الكرامة هو نتيجة اتباعه للنبي، وتعتبر الكرامة دليلاً على صدقه في اتباع شريعة النبي صلى الله عليه وسلم.

المرجع:

أبجوهرة الوثلان (24-6-2012)،”الفرق بين المعجزة والكرامة”،alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 21-10-2018. بتصرّف.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله قال: من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه” (رواه البخاري).

قال تعالى: ﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَىٰ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۚ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ [يونس: 62-64].

المصادر

  • موقع الألوكة: مقال “الفرق بين المعجزة والكرامة”
  • أحاديث نبوية شريفة في فضل الأولياء
  • آيات قرآنية كريمة عن أولياء الله
Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

الكحل العربي: تاريخ وفوائد وطريقة التحضير

المقال التالي

الكربون والماس: نظرة شاملة

مقالات مشابهة