محتويات
- المعاصي والآثام: سعي المسلم نحو رضا الله
- فهم الكبائر في الشريعة الإسلامية
- التوبة النصوح من الكبائر: طريق العودة إلى الله
المعاصي والآثام: سعي المسلم نحو رضا الله
يسعى المسلم الدؤوب نحو نيل رضا الله سبحانه وتعالى، والفوز بالجنة. رحلة إيمانية مليئة بالتحديات والفتن، الظاهرة منها والباطنة، التي قد تحاول إغوائه عن طريق استغلال النوازع والشهوات الكامنة في النفس البشرية. قد يقع الإنسان في الذنوب والمعاصي في لحظات ضعفٍ، إلا أن رحمة الله واسعة، فهو يغفر الذنوب جميعاً لمن يشاء، إلا الشرك بالله تعالى. يُبيّن القرآن الكريم الفرق بين الذنوب الصغرى و الكبائر، كما جاء في وصف المتقين: (الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلاّ اللَّمَم). لذلك، سنتناول في هذا المقال تعريف الكبائر، وأحكامها، وكيفية التوبة منها.
فهم الكبائر في الشريعة الإسلامية
يعرف علماء الشريعة الإسلامية الكبائر بأنها الأفعال أو الأقوال التي يرتكبها المسلم، ويرتبط بها وعيدٌ من الله تعالى بالعقاب. لعديد من الكبائر حدودٌ شرعية وضعها الله تعالى لحفظ المجتمع الإسلامي. تختلف الكبائر المذكورة في القرآن الكريم والسنة النبوية عن الذنوب الصغرى (اللَّمَم)، التي تكون أخف جرماً، وقد لا يترتب عليها عقابٌ، وإنما تكون سيئاتٍ يُمكن التخلص منها بالاستغفار والتوبة. ومن أمثلة الكبائر: الزنا، قذف المحصنات، الربا، السرقة، السحر، عقوق الوالدين، والتولي يوم الزحف، وغيرها من الذنوب التي نهى الله عنها وعاقب مرتكبيها.
التوبة النصوح من الكبائر: طريق العودة إلى الله
تذكر كتب السيرة النبوية قصة الصحابي ماعز الذي زنى، وذهب هو والمرأة إلى رسول الله ﷺ ليقيم عليهما الحد، فأقام النبي عليهما الحدّ، مبيناً عودتهما إلى الله بالتوبة، فحدود الكبائر تكفر سيئات صاحبها، ويقبل الله توبته ويغفر له ذنبه. أما من ارتكب كبيرة لها حدّ ولم يُقام عليه، فالأمر إلى الله تعالى يوم القيامة، إن شاء عذّبه وإن شاء غفر له. أما الكبائر التي ليس لها حدّ، كـالربا وعقوق الوالدين، فالتوبة منها تكون بالتوبة النصوح والاستغفار.