مقدمة
تعتبر إصابة الأطفال الرضع بالكانديدا الفموية (القلاع) من المشاكل الشائعة التي تواجه العديد من الأمهات. هذه الحالة، وإن كانت غالباً غير خطيرة، قد تسبب إزعاجاً للطفل وتؤثر على تغذيته. سنتناول في هذا المقال أسباب هذه الفطريات، وكيفية التعرف عليها، وأفضل الطرق للوقاية منها وعلاجها.
أسباب ظهور الكانديدا في الفم
السبب الرئيسي لظهور الكانديدا في فم الرضيع هو فرط نمو فطر المبيضات البيضاء (Candida albicans). هذا الفطر يتواجد بشكل طبيعي في الجسم، بما في ذلك الجهاز الهضمي، ولكن توازنه قد يختل لعدة أسباب:
- استخدام المضادات الحيوية: المضادات الحيوية تقتل البكتيريا النافعة التي تساعد في السيطرة على نمو الفطريات.
- انتقال العدوى من الأم: إذا كانت الأم تعاني من عدوى فطرية في المهبل أثناء الحمل، فقد ينتقل الفطر إلى الطفل أثناء الولادة الطبيعية.
- ضعف المناعة: ضعف الجهاز المناعي للطفل، سواء كان مؤقتاً أو دائماً، يزيد من خطر الإصابة بالكانديدا.
- عدم تعقيم الأدوات: عدم تعقيم أدوات تغذية الطفل بشكل صحيح قد يؤدي إلى انتقال الفطريات إلى فمه.
علامات وأعراض الإصابة
تتميز الكانديدا الفموية بظهور علامات واضحة في فم الرضيع، مما يسهل على الأم اكتشافها:
- بقع بيضاء: ظهور بقع بيضاء تشبه الجبن على اللسان، اللثة، داخل الخدين، وسقف الفم. هذه البقع لا يمكن إزالتها بسهولة.
- تهيج الثدي: قد تعاني الأم من ألم في حلمة الثدي، تشقق، أو احمرار إذا انتقلت العدوى إليها أثناء الرضاعة الطبيعية.
- تشقق زوايا الفم: ظهور تشققات صغيرة ومؤلمة في زوايا الفم.
- صعوبة الرضاعة: قد يشعر الطفل بعدم الراحة أو الألم أثناء الرضاعة، مما يجعله يرفضها.
- طفح الحفاض: في بعض الحالات، قد يصاحب الكانديدا الفموية طفح جلدي في منطقة الحفاض.
- الإسهال: في حالات نادرة، قد تنتقل الفطريات إلى الأمعاء وتسبب الإسهال.
أساليب الحماية من الكانديدا
يمكن اتخاذ عدة خطوات للوقاية من ظهور الكانديدا الفموية لدى الرضع:
- التعقيم المنتظم: يجب تعقيم جميع أدوات تغذية الطفل، مثل الزجاجات والحلمات، بشكل منتظم.
- علاج الأم: إذا كانت الأم تعاني من عدوى فطرية مهبلية، يجب علاجها قبل الولادة لمنع انتقال العدوى إلى الطفل.
- تجنب الإفراط في المضادات الحيوية: يجب استخدام المضادات الحيوية فقط عند الضرورة القصوى وتحت إشراف الطبيب.
- الحفاظ على نظافة الثدي: يجب على الأم تنظيف حلمة الثدي بانتظام بعد الرضاعة.
- تغيير الحفاضات بانتظام: يجب تغيير الحفاضات بشكل متكرر لمنع انتشار الفطريات.
طرق التعامل مع فطريات الفم
يعتمد علاج الكانديدا الفموية على شدة الحالة. في الحالات الخفيفة، قد لا يكون العلاج ضرورياً، حيث تختفي الأعراض من تلقاء نفسها. أما في الحالات الأكثر شدة، فيمكن اتباع ما يلي:
- الأدوية المضادة للفطريات: يصف الطبيب عادةً دواءً مضاداً للفطريات على شكل جل أو سائل يتم وضعه داخل فم الرضيع عدة مرات في اليوم.
- العلاج المنزلي: يمكن استخدام محلول ملحي خفيف لتنظيف فم الرضيع بلطف.
- علاج الأم: إذا كانت الأم تعاني من عدوى فطرية في الثدي، فقد تحتاج إلى علاج موضعي أو عن طريق الفم.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه ثم لينزعه، فإن في أحد جناحيه داء وفي الآخر شفاء”. هذا الحديث النبوي الشريف يحثنا على البحث عن الشفاء حتى في الأمور التي تبدو غير مستساغة، وهو ما ينطبق على التعامل مع بعض الأمراض.
قال الله تعالى: “وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ۙ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا” (الإسراء: 82). فالقرآن الكريم هو شفاء للأبدان والنفوس، ويمكن الاستعانة به في الدعاء والتضرع إلى الله للشفاء العاجل.
من المهم استشارة الطبيب لتشخيص الحالة وتحديد العلاج المناسب. كما يجب الالتزام بتعليمات الطبيب بدقة لضمان الشفاء التام ومنع تكرار الإصابة.