الكائنات الحية المعرضة لخطر الزوال: أسباب وحلول

تخريب البيئات الطبيعية

يعمد الإنسان إلى إزالة الغابات وقطع الأشجار بهدف بناء المدن وإنشاء الطرق، مما يدمر مواطن عيش العديد من الحيوانات والنباتات والكائنات الحية الأخرى. على سبيل المثال، تعيش بعض أقدم وأكبر الأشجار في العالم داخل الغابات القديمة في شمال غرب المحيط الهادئ. هذه الأشجار، مثل تنوب دوغلاس والأرز، تغطي أرضية الغابات وتشكل جزءًا صغيرًا من المناطق الغنية المعروفة باسم الغابات القديمة، والتي توفر ملاذًا آمنًا للعديد من الحيوانات وموطنًا حيويًا للكثير من الكائنات الحية. ومع الأسف، تختفي هذه الغابات تدريجيًا بسبب قطع الأشجار الجائر.

تدهور البيئة

يشكل التلوث البيئي خطرًا حقيقيًا وكبيرًا يؤثر بشكل مباشر على التنوع البيولوجي. يظهر ذلك بوضوح من خلال انتشار القمامة والأكياس البلاستيكية التي تتشابك مع النباتات البرية نتيجة لإلقائها العشوائي، بالإضافة إلى هطول الأمطار الحمضية التي تساهم في تدمير الغابات. كما أن تسرب النفط في المياه يؤدي إلى قتل النباتات والكائنات البحرية، وتصريف السموم في المجاري المائية يزيد من تفاقم مشكلة التلوث البيئي ويهدد حياة الكائنات الحية.

التحولات المناخية

يؤثر النشاط البشري بشكل سلبي ومباشر على المناخ. يؤدي ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، الناتج عن عوادم السيارات والمصانع التي تعمل عن طريق احتراق الوقود الأحفوري، بالإضافة إلى تحلل النفايات في مكبات القمامة وزيادة تربية المواشي، إلى ارتفاع نسبة الميثان في الهواء. وبالتالي، ترتفع درجات الحرارة، مما يساهم في ذوبان الجبال الجليدية الشاهقة بسبب الاحتباس الحراري، وهذا يؤدي إلى ارتفاع مستويات سطح البحر وزيادة احتمالية حدوث الفيضانات.

الصيد غير القانوني

في الماضي، كان الصيد يمثل دورًا هامًا لبقاء الإنسان على قيد الحياة، إلا أنه تحول الآن إلى هواية ترفيهية لدى الكثيرين. يُقتل الملايين من الحيوانات سنويًا بسبب هذه الهواية، والبعض منها يصاب ويموت ببطء نتيجة للألم. تشير التقديرات إلى أن العائد المالي من عملية الاتجار غير المشروع في الكائنات الحية المختلفة والنباتات يتراوح ما بين 8 مليارات يورو إلى 20 مليار يورو سنويًا. هناك أكثر من 300 نوع مهددة بالانقراض وفقًا للتقارير العالمية لجرائم الحياة البرية، حيث يتم قتل ما يقرب من 30,000 فيل، و 100 نمر، وأكثر من 1000 وحيد قرن سنويًا.

محدودية التنوع الجيني

يعتبر نقص التنوع البيولوجي أحد الأسباب التي تهدد انقراض العديد من الحيوانات. عندما تبدأ أعداد الحيوانات في التضاؤل، يصبح هناك عدد قليل منها أو من الكائنات التي تحمل النوع البيولوجي النقي لها. لذا، يفضل أن تتزاوج الكائنات من أنواع مختلفة للحفاظ على التنوع البيولوجي وتجنب التزاوج من نفس النوع أو ما يسمى بزواج الأقارب، لما له من مخاطر عديدة مثل التعرض لخطر حمل صفات وراثية غير مرغوب فيها وقابلية الإصابة بأمراض قاتلة. من الأمثلة الحية على ذلك الفهود الإفريقية التي تعاني اليوم من تنوع جيني منخفض، مما يقلل من فرص بقائها على قيد الحياة.

الأصناف الغازية

الصراع من أجل البقاء هو أسلوب متبع منذ القدم، إلا أنه في بعض الأحيان تكون المنافسة أكثر حدة ودموية ومن طرف واحد فقط. على سبيل المثال، إذا تم زرع نبات أو حيوان من نظام بيئي آخر في نظام ما عن غير قصد عن طريق مضيف بشري أو حيواني، فإنه يمكنه التكاثر بشكل عشوائي، مما يؤدي إلى مزاحمة الكائنات الأصلية في النظام والمساهمة في إبادتها وزوالها.

نقص الغذاء

يعتبر نقص الغذاء والمجاعة الجماعية الطريق الأسرع والأكثر وضوحًا للانقراض، خاصة وأن الكائنات الحية التي تعاني من الجوع تكون أكثر عرضة للأمراض والافتراس من غيرها، مما يؤثر بشكل مباشر وكارثي على السلسلة الغذائية. الجدير بالذكر أن العلماء قد وجدوا أخيرًا طريقة للقضاء على داء الملاريا من خلال إبادة كل البعوض على وجه الأرض. قد يبدو هذا خبرًا سارًا للوهلة الأولى، لكن عند التفكير في تأثير ذلك على بقاء باقي الكائنات التي تتغذى على البعوض، مثل الضفادع والحيوانات التي تتغذى على الضفادع، يصبح الأمر أكثر تعقيدًا. وهكذا، حتى أسفل السلسلة الغذائية يستحق إعادة التفكير من أجل إيجاد حل آخر دون تهديد حياة الأنواع.

الغوريلا

تعتبر الغوريلا من المخلوقات الرائعة التي تشترك مع البشر في حمضها النووي بنسبة تقارب 93٪. إنها قادرة على الشعور بالعواطف وفي بعض الأحيان تشاركنا نفس التصرفات، حتى أنها تضحك. هناك نوعان رئيسيان من الغوريلا: الشرقية والغربية. مع ذلك، فإن 3 من كل 4 أفراد مصنفة على القائمة الحمراء للاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة. يعود تراجع أعدادها في الغالب إلى الصيد الجائر وفقدان الموائل والمرض. بالإضافة إلى ذلك، تعتبر الغوريلا من أكثر الحيوانات التي تتعافى ببطء، كما أنها تتمتع بمعدل إنجاب منخفض، حيث تلد الإناث مرة كل 4 إلى 6 سنوات، أي قد تتكاثر الأنثى الواحدة ثلاث أو أربع مرات فقط خلال حياتها.

وحيد القرن

يتعرض حيوان وحيد القرن للصيد الجائر بسبب أنفه المميز الذي يستخدم في الطب الصيني التقليدي، بالإضافة إلى استخدامه كرمز للثروة وإثبات المكانة. يتميز بقيمة عالية جدًا، حيث يباع الكيلو الواحد من قرن وحيد القرن الجاوي في السوق السوداء بما يقارب 30,000 دولار. لهذا السبب، فإن 3 من بين الأنواع الخمسة لوحيد القرن مهددة بالانقراض في العالم، وهي:

• وحيد القرن الأسود (The Black Rhino).
• وحيد القرن الجاوي (The Javan Rhino).
• وحيد القرن السومطري (The Sumatran Rhino).

يُعد وحيد القرن الجاوي هو أكثر الأنواع المهددة بالانقراض، حيث يتراوح عددها حاليًا ما بين 46 إلى 66 فردًا، وجميعهم يقطنون في حديقة أوجونج كولون الوطنية في إندونيسيا.

السلاحف البحرية

يتعرض نوعان من السلاحف البحرية لخطر شديد من الانقراض، وهما سلاحف منقار الصقر (Hawksbill Turtles) وسلاحف كيمب ريدلي (Kemps Ridley Turtles). أما السلاحف جلدية الظهر (Leatherback Sea Turtles) فتصنف أيضًا بأنها معرضة للخطر. يعتبر الصيد أحد أكبر التهديدات للسلاحف البحرية، حيث يتم استهداف لحومها وجلودها من قبل الصيادين. كما أنها معرضة لفقدان موطنها والتلوث وتغير المناخ. تحدد درجة حرارة الرمال جنس صغار البيض، فكلما كانت درجة الحرارة أكثر دفئًا، يعني أن هناك إناثًا تنمو داخل البيوض. مما يوضح أن أي تغييرات في درجة الحرارة العالمية قد تؤثر في النسبية بين الجنسين. علاوة على ذلك، قد يؤدي ارتفاع مستوى سطح البحر إلى اختفاء شواطئ التكاثر تحت المياه.

الحوت الأزرق

تعد الحيتان الزرقاء من أكبر الحيوانات على كوكب الأرض، إلا أنه يوجد في الوقت الحالي أقل من 25 ألف حوت حول العالم. تعيش هذه الحيتان في جميع المحيطات حول العالم باستثناء القطب الشمالي. انخفض عددها بنسبة تصل إلى 90٪ بسبب صيدها الجائر في القرن العشرين، بالإضافة إلى خطر تعرضها للاصطدام بالسفن ووقوعها في شباك الصيد.

الباندا العملاقة

تُعرف الباندا العملاقة بأنها من الحيوانات العملاقة الجذابة، فالجميع يحب الباندا لمظهرها الخارجي اللطيف. وهي من الحيوانات المهددة بالانقراض، لذا فقد دعت جمعيات الحفاظ على البيئة إلى عمل مشاريع داعمة لحفظها وحمايتها. إلا أن أكبر تهديد للباندا العملاقة هو البشر وتدمير الموائل وتعرضها للمجاعة، حيث بلغ عددها في موطنها الأصلي الصين 2500 فرد.

النمر السيبيري

يُعتقد أن الصيد الجائر للنمر السيبيري هو أكبر خطر يهدد حياته للاعتقاد السائد بأن عظامه وأعضائه تتمتع بقدرات علاجية سحرية، إضافةً إلى قطع الأشجار وحرقها وتقليص أعداد الموائل لمثل هذه الحيوانات التي تحتاج إلى مساحات عشبية واسعة لتتغذى. بقي عام 2014م أقل من 4 آلاف نمر في البرية، وبالتالي حظرت الصين الصيد الجائر والاستهلاك للحيوانات المهددة بالانقراض.

الفيل الآسيوي

يبلغ عدد الأفيال الآسيوية ما يقارب من 40 إلى 50 ألفًا موزعة على 13 دولة، وقد يكون عددها تناقص في الوقت الراهن. يقطُن 50٪ من الفيلة الآسيوية في الهند وفي أنحاء آسيا الأخرى، مما يخلق صراعات على المساحة والموارد. وعلى الرغم من أن أنيابها صغيرة مقارنة بنظيراتها الإفريقية، إلا أنها لا تزال تُصطاد من أجل العاج ولحومها وجلودها.

النمر الثلجي

يُعد نمر الثلج من السنوريات ويستوطن السلاسل الجبلية، ولكنه مرتبط بالنمور أكثر. بقي منه في البرية حوالي 6500 نمر. يتواجد العدد الأكبر منها في الصين ومنغوليا، مع وجودها بكثرة أيضًا في الهند وقيرغزستان. تتغذى على الأغنام الزرقاء وتيس الجبل، كما تتغذى على بعض الحيوانات الأليفة، ويشكل الصيد الجائر خطرًا كبيرًا على بقاء نمر الثلج على قيد الحياة.

شيطان تسمانيا

انخفض عدد شياطين تسمانيا بنحو 60٪ بسبب سرطان مُعدٍ يصيبهم، يُعرف باسم مرض ورم الوجه السرطاني، الذي استمر في القضاء على الأنواع التي تعيش في جزيرة تسمانيا الأسترالية. بقي 10 آلاف كائن فقط، تم الاعتناء بهم بشكل فردي وتطوير لقاح لمعالجتهم من السرطان.

إنسان الغاب

يعد إنسان الغاب واحدًا من أندر الحيوانات في العالم، ويشبه إلى حد ما الشمبانزي والغوريلا، وهو أيضًا من أكبر الثدييات المعروفة بقدرتها المعرفية الكبيرة. ينحصر وجودها في جزيرة سومطرة وبورنو في جنوب شرق آسيا، ويصل عددها الآن إلى أقل من 60 ألفًا وفقًا لدراسة أُجريت عام 2004م. تعيش قرود إنسان الغاب في مجموعات كبيرة مُتنقلة بين الأشجار، ويُرجح تعرضها لخطر الانقراض إلى هوس الناس باصطياد الحيوانات الأليفة الغريبة.