الاهتمام بالقطط: منظور إسلامي
لا يوجد مانع شرعي في اقتناء القطط والاعتناء بها سواء في المنازل أو غيرها من الأماكن المخصصة لها. ومما يُذكر في هذا الشأن، قصة الصحابي الجليل أبو هريرة -رضي الله عنه- الذي اشتهر بحبه للقطط وكنيته المستوحاة منها. وقد ذكر ابن المنذر أن العلماء قد أجمعوا على جواز اتخاذ القطط وتربيتها.
البيع والشراء: حكم الشريعة في القطط
تباينت آراء العلماء حول حكم بيع القطط وشرائها في الشريعة الإسلامية. ذهب بعض العلماء، مثل أبو هريرة ومجاهد وجابر بن زيد والظاهرية، إلى عدم جواز بيعها. واستدلوا بما ورد عن أبي داود أن النبي -عليه الصلاة والسلام- نهى عن ثمن الكلاب والسنور. وورد عن البيهقي أنّ النبي -عليه السلام- نهى أيضاً عن أكل الهرة وأكل ثمنها. وقد تبنى العلامة ابن القيم هذا الرأي في كتابه زاد المعاد، معتبراً إياه الرأي الراجح.
في المقابل، أجاز جمهور العلماء بيع القطط، معتبرين الحديث الذي يحرم ذلك محمولاً على الكراهة التنزيهية. بل إن بعضهم ضعف الحديث الذي نهى عن بيع القطط. والخلاف في هذه المسألة يعكس اختلافاً في تفسير النصوص الشرعية المتعلقة بالحيوانات.
الرعاية بالحيوان: أسس إسلامية
تتجلى شمولية رسالة الإسلام وكمالها في اهتمامها بالرفق بالحيوان. لقد وضعت الشريعة الإسلامية مبادئ واضحة للتعامل مع الحيوانات الأليفة على اختلاف أنواعها، تركز على تحقيق مصالحها وتجنب إيذائها. ومن هذه المبادئ:
أوصى الرسول -عليه الصلاة والسلام- الخوف من الله -تعالى- بالحيوانات التي لا يتبيّن حالها من الجوع والعطش والتعب والمشقة.
كما أوجب الإسلام على مالك الحيوان الإنفاق عليه وتوفير احتياجاته الأساسية. فالإحسان إلى الحيوان بإطعامه وسقايته يعتبر من أسباب مغفرة الذنوب.
ولا بدّ من الرحمة بالحيوان وعدم القسوة عليها كما أوصى الرسول عليه السلام، وعدم التحريش بها؛ أي عدم تهييج بعضها على بعض، كما يفعل بين الإبل والديوك وغيرها، ففي ذلك إيذاءٌ من الحيوانات لبعضها البعض، وإلحاق التعب والمشقة بها دون هدفٍ وغايةٍ.
المصادر
- “حكم تربية القطط وشرائها؟”, islamqa.info
- “بيع القطط والكلاب، وبيع طعامها، وتربيتها في البيوت”, ar.islamway.net
- “الرفق بالحيوان في الإسلام”, www.alukah.net